في كل زيارة للاندلس تصيبني الدهشة ولكن لا يفارقني الم لا يطاق وأشعر بحالة غربية وكأني اتلمس بالجدران بيتنا الذي هدته الحرب و
في ارجاء قصر الحمراء سمعت همس حرائر النبلاء الذين اضاعوا وطنا وتاريخا بجبنهم واطماعهم وغياب الحكمة بينهم
* في مثل هذا اليوم 2 يناير 1492
كان آخر أيام العرب في الأندلس
وقبلها بأيام اي
فى 25 نوفمبر سنه 1491 وقّع ابو عبدالله الصغير وثيقه تسليم غرناطه و بذلك أفلت شمس العرب عن الأندلس كاملة
ولكن ما يدمي القلب في الرواية المؤلمة ما ذكرته روايات التأريخ عن لحظات السقوط القيمي والسقوط المجتمعي قبل السقوط العسكري حيث يذكر أنه تم الاتفاق على تسليم غرناطة بعد اعياد الميلاد . ويذكر المؤرخون انها
كانت ايام ثقيله عاشها السكان من كل الأديان في غرناطة .
ولكن حدث السقوط المؤلم اكثر بأن ذهب
الوزراء المنافقون و الوجهاء الذين سقطوا قبل سقوط المقاومة قيميا
ذهبوا اللى فيرناندو ليطلبوا منه دخول المدينه مبكرا عن الموعد المحدد ليحتفلوا سويا بعيد الميلاد فى قصر الحمراء
في تقرب مخزي سيجعلنا نخفض الرؤؤس قرونا من القهر المتواصل حتى الآن
و ليكون هذا اليوم 2 يناير اخر ايام تشرق به شمس العرب في الأندلس
( اي تاريخ مخجل ذاك .. نراه الآن مجسدا بعد قرون من الشتات الأليم الذي نعيشه )
* لتبقى الغصة في ان نرى صورة سقوط غرناطة بفعل سقوط قيم رموزها وتوقيع صكوك الذل والهزيمة تتكرر بصور شتى ومدن مختلفة
* زمن السقوط والذي يتجسد بالاستسلام المخزي يبدأ بأن يسقط المجتمع في قبضة القمع والخوف والنفاق و يقفز في أعلى قمته مجموعات منفلته على العقل والقيم وتدعي البطولات
فيكون هذا الدمار الذي لا ينتهي
الكاتب سفير اليمن في المغرب
نقلا عن صفحته علي فيسبوك