وأشاد الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القياده بالرعاية والمعاملة الطيبة التي تلقاها الجالية اليمنية في مصر،
واعرب عن التطلع لاستفادة اليمن من الخبرة المصرية في عملية إعادة الإعمار والبناء والتنمية،
واوضح أن التجربة المصرية خلال السنوات الماضية تعد فريدة من نوعها وملهمة لكل الوطن العربي، سواء على مستوى معدلات إنجاز المشروعات على كافة المجالات، وكذا لتعامل مصر السياسي مع كل أزمات المنطقة بشكل حكيم ومتزن، وهو التعامل الذي يأتي امتداداً للسياسات والتوجهات القومية الأصيلة التي تتبناها مصر إزاء القضايا الاستراتيجية للأمتين العربية والإسلامية.
أعرب الدكتور رشاد العليمي عن التقدير لمواقف مصر الثابتة والداعمة لأمن واستقرار اليمن والمحيط الإقليمي ككل، مشيراً إلى تطلع اليمن إلى تكثيف التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال الفترة المقبلة.
كما استعرض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني تطورات الأوضاع في بلاده، وجهود الحكومة لاستعادة السلام والاستقرار، والتحديات التي تواجه الشعب اليمني الشقيق نتيجةً لتدهور الوضع الإنساني.
جاء ذلك خلال جلسه المباحثات التي عقدها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارته الرسميه الاولي لمصر
في بداية اللقاء رحب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بفخامة الرئيس والوفد المرافق له من اعضاء مجلس القيادة، عيدروس الزبيدي، سلطان العرادة، عبدالله العليمي، عثمان مجلي، وفرج البحسني.
وتطرق اللقاء الثنائي بين الرئيسين، والمحادثات الموسعة لتطورات الشأن اليمني، وامن المنطقة، في ظل تزايد الانشطة العدائية من جانب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني.
كما استعرض الجانبان مجالات التعاون بين البلدين، وفرص الاستفادة من التجربة المصرية في مختلف المجالات، والتنسيق الامني لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك سبل تفادي كارثة بيئية وشيكة من احتمالات انهيار خزان صافر النفطي.
وعقب المحادثات عقد الرئيسان العليمي والسيسي، مؤتمرا صحفيا حول نتائج الاجتماعات ومواقف البلدين من التطورات الراهنة على الساحة اليمنية والاقليمية.
وأعرب الرئيس رشاد العليمي، عن بالغ تقديره لأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشعب مصر، نظير مواقفهم الانسانية، والسياسية الشجاعة الى جانب الشعب اليمني خلال سنوات الحرب التي فجرتها المليشيات الانقلابية الحوثية.
وقال ان ذلك ليس بغريب عن مصر الشقيقة التي كانت دائما الى جانب اليمنيين، دفاعا عن النظام الجمهوري، واعادة بناء مؤسسات الدولة ونهضتها بعد قيام الثورة عام 1962.
واضاف: “ان مصر تقف معنا اليوم ايضا في إطار التحالف الداعم للشرعية الدستورية بهدف استعادة الدولة، واسقاط الانقلاب المدعوم من ايران، كما تحتضن مئات الالاف من ابنائنا الذين تقطعت بهم سبل العيش في الداخل مع استماتة الجماعة الانقلابية بحملتها الوحشية، وتحويل اليمن الى قاعدة عدائية لتهديد امن دول الجوار والمنطقة برمتها”.
واشاد رئيس مجلس القيادة، بالنهضة العمرانية المصرية، والتفاف شعب مصر، حول قيادته السياسية ممثلة بأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال الرئيس انه تحدث لنظيره المصري حول مستجدات الملف اليمني، والجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي من اجل تحسين الاوضاع في المحافظات المحررة خصوصا على الصعيد الاقتصادي والخدمي وتوحيد مؤسستي الجيش والامن، وما تتطلبه هذه الاصلاحات من اسناد ودعم من جانب الاشقاء في جمهورية مصر العربية.
واكد الرئيس استمرار التعاطي الايجابي من جانب مجلس القيادة والحكومة الشرعية مع كافة مساعي السلام، بالتنسيق مع الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة “اللتين لم تبخلا ابدا في تقديم كل اشكال الدعم والمبادرات من اجل انهاء معاناة الشعب اليمني”.
واشار الى ان محادثاته مع اخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي والمسؤولين المصريين، تطرقت للمخاطر المحدقة بأمن وسلامة الملاحة الدولية، اضافة الى ما يمكن ان يمثله انهيار الناقلة صافر من كارثة بيئية ستشمل اليمن ومصر وكافة الدول المطلة على البحر الاحمر.
وقال الرئيس للصحفيين ان المحادثات تناولت ايضا، فرص تعزيز العلاقات، والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في قطاع الخدمات بما فيها التعليم، والصحة واعادة الاعمار، والتسهيلات الاضافية للرعايا اليمنيين المقيمين والوافدين الى ارض مصر الشقيقة، لافتا الى ان هناك عددا من مذكرات التفاهم التي سيتم التوقيع عليها من قبل الحكومتين في وقت قريب.
وفيما يلي نص كلمه الرئيس العليمي :
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، أن مصر تكتب اليوم التاريخ من جديد بنهضتها وتماسك شعبها والالتفاف حول قيادتها السياسية الممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي صار مثالا للقائد الشجاع وصمام الأمان لبلده وشعبه العزيز وملهم لنهضة عربية حديثة .
وقال الدكتور رشاد العليمي – في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية – “يسعدني أن أتحدث إليكم اليوم من أرض الكنانة لكي أنقل تحيات وتقدير الشعب اليمني لهذا البلد الشقيق الذي كان إلى جانبنا دائما دفاعا عن الجمهورية في الشمال واستقلال جنوبنا الحبيب من الاستعمار، وكانت مصر الدولة التي ساهمت في النهضة وإعادة بناء مؤسسات الدولة عام 1962” .
وأضاف “اليوم..فإن مصر تقف معنا أيضا في إطار التحالف الداعم للشرعية الدستورية بهدف استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب المدعوم من إيران، كما تحتضن مئات الآلاف من أبنائنا الذين تقطعت بهم سبل العيش في الداخل مع استماتة الجماعة الانقلابية بحملتها الوحشية في ملاحقة المعارضين لهجماتها المتخلفة، حيث تريد لنا العودة إلى عصور ما قبل الدولة الوطنية وما قبل التاريخ بوقوفها ضد المساواة والعدالة وسيادة القانون” .
وأوضح “لقد تحدثت للرئيس السيسي حول مستجدات الوضع في بلادنا والجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي اليمني من أجل تحسين الأوضاع في المحافظات المحررة، خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والخدمي وتوحيد مؤسستي الجيش والأمن وما تتطلبه هذه الإصلاحات من إسناد ودعم من الأشقاء في مصر”.
وأضاف العليمي أنه تم التأكيد خلال المباحثات على التعاطي الإيجابي مع كافة مساعي السلام بالتنسيق مع التحالف في دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، اللتين لم تبخلا في تقديم كافة أشكال الدعم والمبادرات من أجل إنهاء معاناة شعبنا.
وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن تضامن اليمن مع حقوق مصر المائية، مشيرا إلى أنه تم التأكيد في كافة المحافل الدولية والإقليمية على موقف اليمن الثابت والداعم إلى جانب مصر وشعبها وحقوقه المشروعة.
ولفت العليمي إلى التطرق خلال المباحثات للمخاطر المحدقة بأمن وسلامة الملاحة الدولية مع زيادة الأنشطة العدائية المدعومة من إيران، عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إضافة إلى ما يمكن أن يمثله انهيار الناقلة “صافر” من كارثة بيئية ستشمل اليمن ومصر وكافة الدول المطلة على البحر الأحمر.
وتابع قائلا “إن الرئيس السيسي قد أكد أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن مصر ودول الجوار والمنطقة برمتها”، مشيرا إلى أنه تم التطرق إلى فرص تعزيز التعاون بين البلدين والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في قطاع الخدمات بما فيها التعليم والصحة وإعادة الإعمار والتسهيلات الإضافية لرعاية المقيمين والوافدين إلى أرض مصر.
وأوضح أن هناك عددا من مذكرات التفاهم سيتم التوقيع عليها من قبل الحكومتين في الوقت القريب العاجل، معربًا عن خالص شكره للرئيس السيسي والشعب المصري وحكومتها على حسن الضيافة والاستقبال .
كلمه الرئيس السيسي
من جانبه جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حرص مصر على دعم اليمن وشعبه ووحدة، وسلامة اراضيه ومؤسساته الوطنية الشرعية.
وأعرب عن ثقته في قدرة الشعب اليمني وقيادته السياسية على تجاوز أزمته سريعا، واستعادة الامن والاستقرار في البلاد، استنادا الى التاريخ العريق الذي كان فيه اليمن بوابة كبرى من بوابات الحضارة الانسانية.
واشاد الرئيس السيسي باستجابة مجلس القيادة وحكومته الشرعية ووفائهم بكافة الالتزامات، من اجل تخفيف معاناة الشعب اليمني، بما في ذلك الموافقة على تمديد الهدنة والبناء عليها لإطلاق عملية سلام شاملة وفقا لمرجعيات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج مشاورات الرياض والقرارات الدولية ذات الصلة.
واشار في هذا السياق الى استجابة الحكومة المصرية بتسيير الرحلات التجارية التي بدأت هذا الشهر بين القاهرة وصنعاء بموجب الهدنة الاممية والمساعي الرامية الى تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني.
واكد الرئيس المصري على العلاقات التاريخية، والحرص على تقديم كافة اشكال الدعم للحكومة اليمنية، وخصوصا في مجال تدريب الكوادر البشرية، والخدمات الصحية والاساسية، وخصوصا في البنى التحتية والطاقة.
كما أكد الرئيس السيسي للصحفيين، ان امن اليمن من امن مصر، لما يمثله ذلك من ضمان لحركة الملاحة الدولية في البحر الاحمر وامن الاقليم بأسره.
ودعا في السياق الى تسريع انهاء تهديد خزان صافر النفطي قبالة السواحل اليمنية، تفاديا لكارثة بيئية وشيكة في المنطقة.
حضر جلسة المباحثات الى جانب اعضاء مجلس القيادة عن الجانب اليمني، مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور يحيى الشعيبي، ووزير الخارجية الدكتور احمد عوض بن مبارك، وسفير اليمن لدى القاهرة الدكتور محمد مارم.
كما حضرها عن الجانب المصري، وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات اللواء عباس كامل، ووزراء الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر المرقبي، والتربية والتعليم، والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي، رئيس بعثة الشرف المرافقة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو سميح طلعت، وسفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، احمد فاروق، والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي.
شاهد :