خاطب رئيس الوزراء، الحوثي وصالح بالقول: «نقولها للحوثيين وصالح ها قد انقلبتم على الجمهورية والوحدة في صيغتها الاتحادية الجديدة العادلة التي توافقنا حولها في مؤتمر الحوار الوطني، أنتم لم تشنوا الحرب على تعز وعلى عدن إلا أنكم أدركتم أن مؤتمر الحوار الوطني قد وضع حدًا للنفوذ والهيمنة والنهب، جربتم التدمير والعنف والقتل، فما خلفت حربكم سوى الخراب والدمار، كنتم طامعين في حكم الأرض والشعب، فلم تتمكنوا من الأرض ولن تحكموا الشعب، فالشعب الذي ذاق طعم الحرية وعرف طريق الديموقراطية بهديٍ من ثورتيه العظيمتين سبتمبر وأكتوبر لم يعد قاصرًا ولا جاهلاً ولا خانعًا ولا تابعًا، فثوبوا لرشدكم، واحقنوا الدماء، ولا تنتظروا حلولاً للأزمة والحرب خارج نطاق المرجعيات المتفق عليها، لم تعد تعز كما عرفتموها من قبل، وعدن وتعز تقاومان وتقفان سدًا منيعًا في وجه طموحاتكم، هل تدركون أن من يقاتلون في مأرب يأتي معظمهم من عمران وذمار وصعدة وحجة والمحويت، أليست هذه رسالة عميقة أن اليمني واليمن قد تغيرا عما كانا عليه.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء ..
يسعدني بداية أن أنقل إليكم تحيات الأخ القائد الرمز الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، رمز الشرعية، وبطل المقاومة الوطنية في مواجهة الانقلاب الحوثي صالح. الرئيس الذي رفض الخضوع والاستسلام للانقلاب في صنعاء، ورفضه وهو يقُصف بطائرات العدو في عدن، ويرفضه حتى اليوم، وحتى تحقيق النصر بإذن الله.
هذه الذكرى هي ذكرى يوم النصر الأكبر يوم أن دُحر العدو وتلقى هنا في عدن أولى هزائمه العسكرية، والتي توالت بعد ذلك في أكثر من جبهة.
هنا في عدن سقطت خرافة المسيرة القرآنية المزعومة، وسقط معها الحق الإلهي في الحكم وتغير مسار الأحداث في بلادنا.
إن كان هناك من فضل ينبغي أن يزجى في الذكرى الثانية للتحرير، فهو لكم أيها الأبطال القادة الذين تجلسون في الصفوف الأمامية معنا اليوم، أنتم من رفض الاحتلال وقاومه، أنتم من صنع حاضرنا بحلوه ومره، أنتم من حمى عدن والجنوب، وكسر عنفوان الانقلاب على الشعب والوطن.
كما إنه فضل موصول للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومساهمة كبرى وفعالة وحاسمة من الإمارات العربية المتحدة، فشكراً للملكة وشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهدة سمو الأمير محمد بن سلمان، وشكراً للإمارات وشيوخها الأفاضل الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد، والشيخ محمد بن راشد، شكراً لقادة مجلس التعاون، وزعماء دول التحالف.
شكرًا للنجدة الأخوية التي تلقيناها في الأيام الأولى العصيبة، وشكراً مضاعف لهم لأنهم لازالوا حتى اليوم يمدوننا بالدعم والمساندة، ويقاتلون إلى جانبنا، فهل هناك ملحمة أخوية أعظم من هذه الملحمة، هل تتذكرون يوماً عربياً أعظم من عاصفة الحزم التي وحدت العرب في وجه الفرس، رفضت الانقلاب، ورأت فيه خطراً داهماً على أمن اليمن، وأمن الخليج والجزيرة العربية، وأمن الأمة.
لقد كانت وستبقى عاصفة الحزم أيًا كانت نتائجهًا عنوانًا لأمة تأبى التدخل في شؤونها، وترفض المساس بسيادتها وأمنها. وقد شاءت الأقدار أن تكون المملكة على رأس هذه الأمة في راهن حياتنا، تضحي بالغالي والنفيس نصرة للأمتين العربية والإسلامية.
أيها الإخوة أيتها الأخوات:
مضى عامان على التحرير، ولازالت الحرب مستمرة، ولازال العدو يرفض الانصياع لصوت العقل، ويأبى القبول لداعي السلام، تمده أيران وبعض الدول بأسباب الرفض، ويمنحه بعض اليمنيين الذين استمرؤا عبوديتهم الدعم والبقاء، لقد دمر الحوثيون وصالح اليمن، من يمر اليوم بأحياء عدن يهوله ما يراه من تدمير لحق ببيوت أهلها، ومؤسساتها ومرافقها الحيوية، وبنيتها التحية، التي استغرق بناؤها عقودًا من الزمن، وكانت ثروة لا تقدر بثمن.
لقد أجرم الحوثيون وصالح في حق الوطن، لكن الجريمة الأكبر ارتكبت في حق المجتمع، لقد دمروا النسيج الاجتماعي لوطن موحد، فالجماهير التي خرجت تهتف باسم الوحدة في مايو العظيم وترفع عالياً اسم اليمن الواحد لم تعد اليوم كذلك، لقد شوهوا الوحدة، فغدت في حد ذاتها معضلة، لم تعد قابلة للاستمرار إلا في صيغة اتحادية جديدة، وضعنا أسسها في مؤتمر الحوار الوطني، وغدت مشروعاً لعبدربه منصور هادي ومشروعاً لمن يرى عزة الأمة في اتحادها، يرفض التقسيم والتقزيم والتجزئة، ولنا في الإمارات العربية المتحدة مثابة وعبرة لقد صنعت الاتحادية في الإمارات حضارة جديدة لم تخطر ببال أكثر المنجمين كذباً ولا أكثر الفلاسفة عقلاً فهل نتعظ؟، وهل يساعدنا الأهل على أن نتعظ؟
سنعيد بناء ما دمره الحوثيون وصالح في عدن ولحج وأبين والضالع، بل نحن عازمون على إعادة البناء في كل اليمن.
إن الشعب الذي أنشاء السد وناطحات السحاب، وبناء هاف لندن هنا، سيعيد البناء مرة أخرى، ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر، سنعيد لعدن مجدها، وعظمتها بإذن الله، لتعود منارة للحضارة المعاصرة والتقدم مدينة نور وتنوير كما كانت في الماضي، عدن العاصمة المؤقتة لليمن، وكونها تعلن عاصمة مؤقتة لليمن فذلك شرف تتمناه كل المدن اليمنية، وشرف كبير لها ولأهلها هذه منطقة إبداع تاريخي، وحضاري متوارث، وهي كذلك.
سنتغلب أيها الإخوة الحاضرون على خلافاتنا التي تعصف بنا اليوم، سنتجاوزها إذا لم يجنح طرفًا منا لممارسة العنف وفرض الإرادة وإقصاء الآخرين كما فعل ذلك الحوثيون، نحن شعب كانت له أولى التجارب الديموقراطية الإنسانية العالم، نحن من وصفوا في القرآن الكريم، بأهل الشورى، «وأمرهم شورى بينهم»، سنحتاج إلى مزيد من الحوار، وسنبحث في إطار المراجع الثلاث، فمشكتلنا هي مشكلة اليمن، لا تفرض الحلول السياسية بالقوة وليست هناك حلولًا سياسية مطروحة خارج هذا النطاق، سوف نحترم الإرادات أياً كانت طالما يجري التعبير عنها سلميًا، وعلاقة الأغلبية بالأقلية ينبغي أن تحكمها القاعدة التالية:
قال البعض دم الجنوبي على الجنوبي حرام، واستثنى البعض من هذا التحريم، ونحن نقول وبالمطلق دم الجنوبي على الجنوبي حرام، ودم اليمني على اليمني حرام، ودم العربي والمسلم على العربي والمسلم حرام، بل نجزم أن دم الإنسان بما هو إنسان على الإنسان حرام.. نعم حرام.