دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الي فتح الباب امام تسويات جاده لانهاء الامه في كل من اليمن وسوريا
ورحبت المنظمه في بيان لها بالتطورات الإيجابية في كل من فلسطين وليبيا والسودان، والتي تحلقت خلال الأيام القليلة الماضية لتعطي مؤشرات إيجابية على آفاق جادة للتسوية السلمية للصراعات الداخلية بما يؤدي إلى الحد من عوامل تدهور وضعية حقوق الإنسان والانفتاح على مسارات تؤمن تلبية التطلعات الشعبية.
واكدت لقد عكس البيان الصادر عن الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة مضامين إيجابية وذات طبيعة شاملة تعكس التوافق حول إطار قوي لتجاوز الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة وتُعزز التوقعات بإجراء الانتخابات المقررة، وشمل البيان وجود متابعة رسمية مصرية لتنفيذ بنود الاتفاق على نحو يؤكد توافر العزم لتفعيل مضمون الاتفاق.
وثمنت المنظمة جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تحقيق التوافق الوطني في ليبيا عبر انتخاب المجلس الرئاسي المؤقت الذي يُتوقع أن يدير شئون البلاد بما يمهد لإقرار مشروع الدستور وإجراء الانتخابات المقررة نهاية ديسمبر/كانون أول المقبل لبناء النظام السياسي الليبي الجديد والمرتقب منذ نهاية العام 2011، بالتوازي مع التقدمات المهمة للجنة العسكرية (5 + 5) في سرت، واستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية بالغردقة (مصر) وبمشاركة مفوضية الانتخابات للإعداد للاستفتاء على الدستور والانتخابات المقررة.
ونجحت الأطراف السياسية في السودان في التوصل لتشكيل حكومة ائتلافية موسعة تعكس تمثيلاً قوياً للأطراف المتنوعة بما في ذلك الفصائل المسلحة التي نبذت الصراع وانخرطت في اتفاقات تسوية سلمية وفي دعم المرحلة الانتقالية.
تأتي هذه التطورات رغم الصعوبات المتعددة والمكثفة التي تواجه التقدم الوطني لتحقيق السلم والاستقرار ووقف الصراعات، وفضلاً عن الصعوبات الذاتية وخاصة الاقتصادية والسكانية، تشكل التحديات المرتبطة بتدخلات أجنبية غير حميدة مكمن الخطر الرئيس.
وقال “علاء شلبي” رئيس المنظمة أن هذه التقدمات المهمة لا تحول دون إدراك عديد من الإشكاليات الأخرى وخاصة على صعيد الامتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان، لكن الرهان الراجح يتعلق بمؤشرات توافر الإرادة السياسية بين الأطراف الوطنية، مشيراً إلى الحاجة للتنفيذ الأمين لمخرجات حوار القاهرة للتمهيد لانتخابات فلسطينية تُسهم في تعزيز المصالحة ولا تكرس من الانقسامات، والتطلع لقرار إيجابي من مجلس النواب الليبي لمنح المجلس الرئاسي الجديد الثقة المطلوبة للنهوض بمسئولياته، والإسراع في تشكيل الغرفة التشريعية الانتقالية في السودان.
على صعيد آخر، دعت المنظمة المجتمع الدولي للتحرك بصورة جادة من أجل فتح الباب أمام فرص حقيقية للتسوية السلمية في كل من سوريا واليمن، أخذاً في الاعتبار أن الجهود الأممية الجارية في الملف السوري لا ترتقي لمستوى التحدي القائم بعد تموضع الأطراف الدولية والإقليمية عسكرياً على الأراضي السورية بما يحول دون قدرة الأطراف الوطنية على التفاوض جدياً.
وترى المنظمة أن المؤشرات على إمكانية وقف الحرب في اليمن على إيجابيتها لا تتوافر فيها مقومات الجدية المطلوبة لردع الأطراف عن الاستمرار في تخريب مسارات التسوية على نحو ما جرى في مفاوضات ستوكهولم، مع الحاجة لتوجيه الدعم الدولي نحو جهد أكبر من الأمم المتحدة يتسق مع معطيات وتعقيدات الوضع القائم.
وتشدد المنظمة على ضرورة تعزيز حقوق الإنسان كمكون جوهري في مسارات التسوية على نحو يوفر لها الاستدامة المنشودة، وأنه يجب أن يكون في الحسبان مستقبلاً تركيز العمل على اطلاق مسار عدالة انتقالية لتفادي تكرار الأزمات ومعالجة الاختلالات البنيوية التي أدت لاندلاع هذه الأزمات.