رحل اليوم واحد من قامات الصحافة اليمنية وفرسان الكلمة الشجاعة باليمن
الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لصحيفة الجمهورية السابق
ومن عاش في تعز يعرف المجاهد وحضوره البهي
ومن مر على الصحافة خلال أربعين عاما يتذكر مواقف وبصمة الأستاذ القدير محمد عبد الرحمن المجاهد
ومن انخرط في نضال العمل السياسي والانتماء العروبي وروح الوحدة لابد أن يكون رفيقا للمجاهد
رحل الأستاذ في منزله بتعز في مدينه لم يفارقها ولم تغادر ازقتها تلافيف عقله وروحه يوما فهو من سلالة الرسوليين الذين اسسوا أعظم دولة عرفها اليمن ( الدولة الرسولية التي زامنت دولة الايوبين في مصر)
لا انسى اول محطات عمري العملية في الصحافة نهاية الثمانينات بأنه كان رئيس التحرير الذي يقبل أن يعطي الفرصة للشباب المغامر وبشجاعة ومحبة ومسؤولية
* ومسار العمل الصحفي معه بكل قيمه ومهنيته وشجاعته بحاجة إلى سفر من الكتابة لنذكر به ونعيد الاعتبار إلى مسيرة لم تنصف وكان المجاهد أحد أبرز فرسانها بالمرحلة الذهبية للصحافة الورقية
رحل المجاهد وهو مؤمن بمبدأ العروبة والوحدة والديمقراطية وان مهما انهارت هذه الأمة لابد لها أن تفيق وتعيد مجدها
مات وهو لا يؤمن ابدا بالدعوات الضيقة والانغلاق بل بقي على صمود الرعيل الأول من رفاقه مثل عمر الجاوي ومحمد عقيل الارياني ويوسف الشحاري ومحمد الربادي
احتاج إلى وقت أيها العزيز لأن احتمل خبر الصدمة واكتب عن محطات مشتركة ومواقف لا تنسى
* في صحيفة الجمهورية كنا مع صديقي العمر عبدالحبيب سالم مقبل وعبدالله سعد محمد ثلاثتنا نحتمي بالاخ الأكبر رئيس التحرير الذي يعطيك فرصة البوح ويدافع عنك ويحثك على أن تخلص فقط للوطن والكلمة ..
تعرضنا للوشاة والصغار وسقطت كل مؤامرات الحمقى لتبقى مدرسة الجمهورية آنذاك مثالا للعطاء والمهنية والشجاعة في زمن الخوف لأن المجاهد على رأسها وهو صاحب موقف ومبدأ
صمدنا معه في سنوات الجمر لتتحول الصحيفة إلى مؤسسة وتبقى منارة لتعز التي سلب منها كل شيء بشكل ممنهج لكن الإصرار بأن تكون مؤسسة الجمهورية مستقلة ومن تعز تصدر الجريدة اليومية الأولى ومعها بعد ذلك مطبوعات أخرى ابقى للمدينة بعض نبضها
وفي النشاط الثقافي مر على مركز المدينة او اتحاد الأدباء كل نجوم الخمسين عاما الماضية
تلك الحقبة التي أبقت اسم الثقافة لصيقا بتعز كان الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد أحد نجومها الصامدين بصمت المحب
** اليوم ترحل يا استاذ وتعز تعاني موت يومي مجاني وقهر لا يطاق
تغادر ونحن بحاجة إليك والى جهاد يعيد للمدينة القها
أيها الرسولي المجاهد … كم نفتقدك
نقلا عن صفحه الكاتب علي الفيسبوك
سفير اليمن في المغرب