أكد وزير حقوق الإنسان الأستاذ محمد عسكر، حرص الوزارة على مواصلة الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان خلال العام 2020، كاشفا عن أبرز إنجازات الوزارة للعام المنصرم وخطط وبرامج الوزارة للعام الجديد.
وقال الوزير عسكر لـ” 26سبتمبر”إن الوزارة تتطلع خلال هذا العام 2020م من أجل استكمال مسيرة الدفاع وحماية وتعزيز حقوق الإنسان في الداخل والخارج من خلال مراجعة وتحليل جهودها وخطط العمل والأهداف التي سعت لتحقيقها في العام المنصرم، ومن ثم الاستمرار في وضع ومتابعة الآليات التنفيذية للسياسات والتوجيهات الصادرة من القيادة السياسية، لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وبما يُلبي تطلعات الشعب اليمني”.
يأتي تحرك وزارة حقوق الإنسان اليمنية في الخارج انطلاقاً من مسؤوليات الوزارة في التعاون مع الأمم المتحدة والآليات الدولية.
وأضاف “إن العام 2019م شهد تكثيفاً لجهود الوزارة التي سعت لتأصيل قيم حقوق الإنسان، عن طريق تعزيز الثقافة الخاصة بها في جميع المستويات، سواء في الخطاب الإعلامي أو عن طريق إقامة الفعاليات والندوات والمؤتمرات وورش العمل، وكذلك داخل المحافل الإقليمية والدولية التي تنشط فيها الوزارة وعلى رأسها أوروبا وأمريكا”.
ولفت إلى أن وزارة حقوق الإنسان تمكنت من تحقيق نجاح كبير في الاستعراض الدوري الشامل في يناير 2019م، من خلال استعراض جهود اليمن في مجالات حقوق الإنسان، والرد على الأسئلة التي وردت من بعض الدول، وحصلت على إشادات وتقدير بنسبة وصلت إلى أكثر من 90 % من أكثر من 70 دولة.
وكشف الوزير عسكر أنه ومنذُ الأيام الأولى لتحرير المحافظات اليمنية من مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وحتى هذه اللحظة عقدت وزارة حقوق الإنسان أكثر من 300 لقاء واجتماع ومحادثات مع ممثلي منظمة الأمم المتحدة والمقررين الخواص والمنظمات الدولية العاملة في بلادنا وبعثاتها الموفدة إلى اليمن وَسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي في بلادنا لرصد ومتابعة الأمور المتصلة بحقوق الإنسان في اليمن والمشاركة في دورات مجلس حقوق الإنسان وتقديم تقارير عامة عن الوضع الإنساني في اليمن استعرض من خلالها التزام الحكومة بحقوق الانسان والاتفاقيات والمعاهدات الموقعة والمصادقة عليها بلادنا.
عمل ميداني مكثف
وأكد الوزير عسكر أن الوزارة خلال الأعوام الماضية ومنها العام المنصرم، كثفت من عملها الميداني من خلال تنفيذ العديد من الانشطة والبرامج.
ويأتي في مقدمة البرامج والأنشطة الزيارات الميدانية لمصلحة السجون، عبر أنشطة متعددة قامت بها، تتمثل بتنفيذ زيارات ميدانية للسجون منها زيارة مصلحة السجون في كل من مدن (المنصورة والضالع وأبين والجوف وعدد من المحافظات اليمنية).
حيث تم معاينة أوضاع السجناء وظروف السجن العامة، والتشديد على أهمية تعزيز سيادة القانون وإصلاح القضاء وتعزيز الحماية الوطنية لحقوق الإنسان والحريات العامة.
ومن ضمن الجهود التي قامت بها الوزارة النزول الدوري والمستمر للسجون وبشكل مفاجئ، إضافة إلى زيارات ونزول ميداني لقيادة الوزارة إلى المواقع والأماكن التي تعرضت لانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي الانقلابي، والاستماع لعدد من الضحايا.
شراكة واسعة
ونفذت الوزارة عدداً من اللقاءات مع منظمات المجتمع المدني وكافة القطاعات العاملة في مجال حقوق الإنسان لتعزيز مبدأ الشراكة الواسعة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، في مجالات حقوق الإنسان، لتفعيل آليات الحماية الوطنية لحقوق الإنسان، وذلك تنفيذاً للإطار المشترك للمسؤولية المتبادلة بين الحكومة والمانحين المتعلق بتمكين وتعزيز الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع.
رصد وتوثيق
وأكد الوزير أن الوزارة قامت بإصدار تقارير وبيانات مهمة في أحداث مختلفة، علاوة على إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات عن حالات ووضع حقوق الإنسان لما لها من أهمية والاستفادة منها لتحقيق العدالة الانتقالية، إضافة إلى إعداد تقارير نوعية موجزة وملخصة لحالة حقوق الانسان وفق الانتهاكات، والقيام بإعداد تقارير تحليلية للتقارير الدولية المتعلقة بالشأن اليمني لغرض الرد عليها أو الاستفادة منها.
وكشف أن الوزارة رصدت ووثقت 90574 انتهاكا من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران والمنظمات الإرهابية.
ولفت الوزير عسكر إلى أن جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية استمرت في العام 2019م، ولايزال المجتمع الدولي عاجزاً عن وقفها عند حد معين.
تعزيز وحماية الحقوق والحريات
ومن ضمن الجهود التي حققتها الوزارة تتمثل بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان والعمل على تسهيل مهام عملها.
دعم مصالح الرعاية الاجتماعية
وذكر الوزير أن من ضمن الإنجازات التي حققتها الوزارة تتمثل بدعم مصالح الرعاية الاجتماعية ومتابعة قضايا الشهداء والجرحى والزيارات التفقدية للنازحين ضمن برنامج خصصته للاطلاع على أوضاع النازحين المعيشية واحتياجاتهم الطارئة، والاستماع إلى الشكاوى والبلاغات وشهادات الشهود عن الانتهاكات التي تعرض لها النازحون من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
حملات مناصرة وبرامج توعوية
وأسهمت الوزارة في إطلاق حملات مناصرة وبرامج توعوية مناسبة لأفراد المجتمع عن حقوق الإنسان، منها فضح انتهاكات المليشيا الحوثية بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية والاعلامية.
فضلاً عن تنفيذ العديد من اللقاءات مع المنظمات الدولية وسفراء الدول لإيقاف محاكمة الصحفيين والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
حملات ضغط
وقامت الوزارة خلال الأعوام السابقة ومنها العام المنصرم 2019م بحملات ضغط على المليشيا الحوثية المدعومة من إيران للكف عن الاستمرار بتجنيد الأطفال.
وأكد الوزير عسكر أنه تم إعداد تقرير شامل على تجنيد الاطفال تم فيه تسليط الضوء على عملية تجنيد الأطفال من قبل المليشيا، وتوعية أسر الأطفال المجندين والمجتمع بضرورة منع تجنيد الأطفال من خلال حملات ضغط شهدت إقامة ندوات وتقارير إعلامية والتواصل مع المنظمات الدولية.
تفعيل البناء المؤسسي
وفي هذا الجانب – يؤكد الوزير عسكر – أنه تم تفعيل كل الإدارات العامة للوزارة، إلى جانب التركيز قضايا المرأة والطفل من خلال تعزيز دور المرأة في صناعة السلام وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز مشاركتها وإدماجها في العملية التنموية في كافة الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الوزارة.
فضلاً عن قيام الوزارة بتوثيق ورصد أي خروقات أو انتهاكات بحق المرأة والعمل على مراجعتها والتوعية من خطورة العنف ضد المرأة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه تم دعم وتشجيع عدد( 10) من منظمات المجتمع المدني المحلية المختصة بالمرأة ومنحها الصفة الاستشارية في الوزارة، والمشاركة بمتابعة قضايا المختطفات والمعتقلات في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، والتواصل مع عائلات وأمهات المختطفين ومتابعة أوضاعهم.
حماية الطفولة
وبالنسبة لإنجازات الوزارة في حماية الطفولة يذكر التقرير استهداف حوالي 1400 طفل من خلال إقامة ورش توعوية تم تنفيذها بالشراكة مع اليونيسف، إضافة إلى التوعية بمخاطر تجنيد الأطفال من خلال العديد من الأنشطة الهادفة، إضافة إلى توزيع البروتكول الخاص بالأطفال في ظل النزاع المسلح.
ووضع خطط للتوعية بأهمية تأهيل وتسريح الأطفال المجندين، وتنفيذ عدد من البرامج بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بتنفيذ عدد من البرامج والمشاريع بهدف حماية ودمج الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع.
تطلعات الوزارة خلال 2020م
وأكد وزير حقوق الإنسان أن الوزارة تتطلع خلال العام الجديد إلى استكمال مسيرة الدفاع وحماية وتعزيز حقوق الإنسان في الداخل والخارج من خلال مراجعة وتحليل جهودها وخطط العمل والأهداف التي سعت لتحقيقها على مدار عام 2019م، ومن ثم الاستمرار فى وضع ومتابعة الآليات التنفيذية للسياسات والتوجيهات الصادرة من القيادة السياسية، لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان ويُلبي تطلعات الشعب اليمني.
وفي الرصد والتوثيق لشكاوى فيما يتعلق بالمساعدات الانسانية وعمل نداءات إنسانية للمنظمات وتوجيهها إلى المناطق ألاكثر احتياجا، وكذا التوعية وبناء القدرات في مجال الألغام ورصد الانتهاكات المتعلقة بالألغام.
كما تسعى الوزارة – وفق ما يقول عسكر – الى استكمال تنظيم لجنة المخفيين والمعتقلين في سجون الحوثي، ومتابعة صرف مستحقاتهم ورصد الحالات الجديدة والتواصل مع المنظمات الدولية والجهات المعنية، وعمل حملة مناصرة لهم وتنفيذ نزولات ميدانية إلى مناطق النزوح في المناطق المتاخمة للجبهات والسعي لتقديم المساعدات
في مجال رصد الانتهاكات.
وتسعى الوزارة في إطار خططها للعام 2020م إلى توسيع شبكة الرصد والتوثيق، وتفعيل مكاتب الوزارة في المحافظات و بناء قدراتهم وإصدار تقارير عامة ونوعية عن الانتهاكات.