ما يشهده اليمن، خلال الآونة الأخيرة من انتهاكات، وأعمال تخريبية تضاف إلى سلسلة الأعمال التخريبية التي تقوم بها تلك الميليشيات الحوثية والانفصالية وأعوانهم، هي محاولة يائسة للنيل من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي واسقاطها، ولكنهم لم يدركوا أن الشرعية تقف لهم بالمرصاد، وهم غارقون في أوهامهم ويظنوا أن بامكانهم بتلك الأساليب الإجرامية المساس بالشرعية أو المساس بإرادة اليمنيين ومقدراتهم.
استيقظ أهالي عدن، في ساعات مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، على عودة الاشتباكات مره أخرى لمليشيات المجلس الانفصالي والحزام الأمني، التي خرقت اتفاق قوات التحالف العربي، والذي وجهت به في ساعة مبكرة، لمنع إطلاق النار بشكل كامل في المدينة.
مقاتلات إماراتية تقصف اللواء الرابع حماية رئاسية
وزعم شهود عيان في مديرية دار سعد في عدن، أن كتائب ومليشيات من الحزام الأمني والمجلس الانفصالي بدأت بمهاجمة مقر اللواء الرابع حماية رئاسية في المديرية بمختلف أنواع الأسلحة.
وأضاف شهود العيان، أن مليشيات الانفصال والحزام الأمني تهاجم اللواء بالقذائف والقصف المكثف من عدة جهات دون أي تدخل من قوات التحالف العربي التي رعت الاتفاق ووجهت بوقف إطلاق النار.
وأوضح شهود العيان، أن المليشيات استقدمت مدافع وعربات مدرعة محاولة الوصول إلى المواقع الأمامية لمقر اللواء واقتحامه.
وأضاف الشهود، أن اقتحام المليشيات للمعسكر التابع للحكومة الشرعية جاء بعد ساعات من القصف المكثف عليه من ثلاث جهات بالمدفعية والعربات المسلحة.
قالت مصادر عسكرية بالعاصمة المؤقتة عدن، إن مقاتلات إماراتية تشن أعنف غاراتها الجوية، وتدك في الاثناء اللواء الرابع حماية رئاسية التابع للشرعية.
وأضافت المصادر، أن اللواء الرابع لم يسقط حتى اللحظة، مشيرة الى أن الضغط كبير جدا على اللواء، في ظل استمرار قصفه من مختلف الجهات، واستهدافه بالغارات الجوية.
التحالف يطالب جميع الأطراف في عدن بسرعة إيقاف الاشتباكات
أكد التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية (واس)، أنه سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار في عدن.
ودعا التحالف جميع مكونات الشعب اليمني إلى التركيز على الأهداف الأساسية وعلى رأسها استعادة الشرعية وحماية مكونات الدولة وإعادة الأمن والاستقرار وحل كافة القضايا عبر الآليات السياسية المتاحة ووفق المرجعيات الثلاث.
وأعرب التحالف عن أسفه لعدم تجاوب استجابة جميع الأطراف لنداءات التهدئة الصادرة من التحالف بهذا الشأن.
آل جابر: التحالف سيتخذ التدابير اللازمة لإعادة الأمن إلى عدن
ومن جانبة، قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، اليوم الثلاثاء، إن التحالف العربي سيتخذ التدابير اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار إلى عدن.
وقال آل جابر في تغريدة على تويتر، “التحالف سيتخذ كافة الاجراءات اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار في (عدن)، ويطلب مجددا سرعة إيقاف جميع الاشتباكات فورا وإنهاء جميع المظاهر المسلحة”.
وتدور اشتباكات طاحنة منذ يومين زادت وتيرتها بحلول ليل أمس الإثنين، وحتى صباح اليوم، بين القوات الحكومية والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
حصيلة المواجهات الدامية للتمرد الذي جرى بعدن
أكدت مصادر محلية مطلعة بالعاصمة المؤقتة عدن، إن الهدوء الحذر يسود في الاثناء العاصمة المؤقتة عدن، غداة ليلة دامية من الاشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية وبين مليشيات المجلس الانتقالي المطالب بالانفصال.
وعن نتائج التمرد الذي استمر لأكثر من ثلاثة أيام، أكدت المصادر أن المليشيات التابعة للمتمردين تلقت صفعات متتالية ولم تتمكن من تحقيق أي مكاسب عسكرية، وتم دحرها من كافة الأماكن التي قامت بمهاجمتها في كافة المديريات.
وأوضحت المصادر، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أبو عمر قائد لواء الزبيدي، وأبو ماجد الشعيبي قائد لواء وعضو الانتقالي ومقتل قائد معسكر 7 أكتوبر التابع للانتقالي في منطقة العريش، في ضربة موجعة تلقاها المجلس المتمرد على الشرعية.
وأضافت المصادر، أنه جرى السيطرة الكاملة على معظم مدينة خور مكسر، ونجحت الحماية الرئاسية بمنع تدفق المتمردين من جهة نقطة العلم والكراع الرباط، وفرضت سيطرتها الكاملة على دار سعد والشيخ عشمان والممدارة وخطوط المواصلات مع خور مكسر.
وعن منطقة المعاشيق المقر الرئاسي في المحافظة، أكد أنها مستقرة بشكل كامل، ولم تصلها طلقة واحدة، موضحة أن ما حدث في كريتر عبارة عن مناوشات لجنود الحزام الأمني الذين تعتبر مديرية صيرة المعروفة باسم كريتر فعليا موقعهم الطبيعي قبل الأحداث.
وأوضحت المصادر، أن المعارك أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجرح.
بيان صحفي للولايات المتحدة الأمريكية حول أحداث عدن
قال بيان للحكومة الأمريكية، إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير عن وقوع اشتباكات مميتة بعدن في إشارة للاشتباكات بين قوات الشرعية ومليشيات الحزام الأمني والمجلس الانفصالي، داعية “جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد وإراقة الدماء”.
وفي بيان صحفي دعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت إلى “الحوار بين جميع الأطراف في عدن للتوصل إلى حل سياسي. إن الشعب اليمني يواجه بالفعل أزمة إنسانية خطيرة”.
وأضافت المتحدثة الأمريكية في البيان، “أن الانقسامات الإضافية والعنف داخل اليمن لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناتهم. ويمثل الحوار السياسي السبيل الوحيد لتحقيق اليمن أكثر استقرارا وموحدة ومزدهرة”.