ينتقل الجيش الوطني من خلال عملياته العسكرية في ميدان المعركة من طور التصدي للمليشيا الانقلابية إلى فتح جبهات جديدة وتحرير مناطق واسعة النطاق واستراتيجية.
بموازاة معارك الساحل الغربي التي حقق الجيش الوطني فيها تقدمات نوعية، يسطر الجيش الوطني اليوم الجمعة ملحمة بطولية في شبوة بتحريره مناطق واسعة واستراتيجية في بيحان غرب المحافظة.
كانت المليشيا الانقلابية في شبوة تسعى بكل ثقلها العسكري لفرض كامل السيطرة على مديريات بيحان الثلاث التي تعد من أهم مناطق تركز الثروة في البلاد، لكنها جوبهت بمقاومة ضارية تصدت ببسالة لكافة مخططاتها، بعد أن فشلت في الجوف ومارب.
ويؤكد العميد عبده مجلي الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني فان قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت في محور بيحان من التقدم وتحرير كامل مدينة بيحان العليا مركز مديرية بيحان.
نجحت قوات الجيش الوطني – بحسب العميد مجلي – في تحرير منطقة قرن صوفة والسيطرة على الخط الاسفلتي ومنطقة المعيقيب والخزان وعدد من المواقع في عكدة صوفة وتحرير حيد بن سبعان بالكامل ومفرق السعدي، وصولا إلى مفرق وادي الخير القريب من مدينة بيحان العليا ومشارف منطقة الصفحة.
وفي قطاع عسيلان يقول العميد مجلي “تواصل قواتنا هجومها على مواقع العدو، وقد تمكنت من تحرير عدة مواقع في طوال السادة وسط تقدمها الميداني المستمر”.
وكشف العميد مجلي في تصريح خاص لـ “سبتمبر نت” عن تكبد المليشيا عشرات القتلى والجرحى خلال عملية التحرير، علاوة على انهيارات كبيرة شهدتها صفوف مقاتليها الذين هرب منهم العشرات باتجاه عقبة القنذع ومحافظة البيضاء.
وقال: إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اقتحمت غرفة العمليات التابعة للمليشيا الحوثية في جبهة بيحان وعثروا على شبكه اتصالات واجهزه الكترونية.
ويؤكد الناطق باسم الجيش الوطني أن تحرير مديرية بيحان يمهد الطريق لتحرير محافظة البيضاء وقطع طرق تهريب الأسلحة للمليشيات إضافة إلى قطع طرق الإمداد عن الانقلابيين.
وحول اهمية بيحان يقول العميد مجلي إنها تكمن في أن بيحان تقع على مفترق طرق بين مأرب والبيضاء وشبوة، ولما تمثله من أهمية من ناحية تركز الثروة النفطية والغازية فيها، والتي كانت تستميت المليشيا في السيطرة عليها لكنها كانت تواجه بمقاومة باسلة.
ويضيف: “تكمن أهمية المواقع التي حررها الجيش الوطني اليوم في قطع الإمدادات تماما عن ما تبقى من جيوب المليشيات المختبئة في كهوف الصفراء والعلم والسليم”.
وأشاد العميد مجلي بالبطولات التي يسطرها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وبالدور الكبير الذي تلعبه قوات التحالف العربي في ما تقدمه من إسناد جوي ودعم لوجستي في عمليات التحرير واستعادة الدولة من مليشيا الحوثي الانقلابية.
بهذا التحول في طبيعة المعركة الميدانية مع مليشيا الحوثي يتجلى مدى تمكن الجيش الوطني من التحكم وفرض خيارات مساراتها في طريق تحرير ما تبقى من مناطق تسيطر عليها واستعادة الدولة.
وإلى جانب معارك تحرير الساحل ومعركة تخوم صنعاء في نهم، ومؤخرا معركة تحرير مديريات بيحان يخوض الجيش الوطني معارك بطولية في أقاصي الشمال محققاً انتصارات كبيرة ضد المليشيا الانقلابية في محوري صعدة والجوف.
ويرى مراقبون أن الجيش الوطني بهذا التحول بات يمتلك الكثير من الكفاءة والخبرات لإدارة معركة التحرير الكبير والقضاء على المليشيا الانقلابية، والتي ستكون معركة تحرير بيحان منطلقا لها.