رويدا (أم بدر) ,27 عام
نازحة من مديرية ذوباب جنوب غرب محافظة تعز إلى منطقة باب المندب
تقول رويدا : ” لم نكن نتوقع الخروج من بيوتنا في يوم من الأيام وحين أتت الحرب عرفنا كل أشكال المعاناة. تنقلنا في أكثر من مكان خوف من الطيران والكاتيوشا التي أرعبت أطفالنا وجعلتهم في بكاء دائم، تركنا كل شي في البيت ونزحنا في (بابور) لنقل الأسماك إلى (باب المندب) بينما نزح بعض من أسرتي إلى جيبوتي.
وصلت مع زوجي ومعنا أمي وأختي مع زوجها وأطفالها وأخي المريض إلى جحيم آخر هنا، ولا نمتلك المال، جلسنا في هذه العشش بين البرد والريح، زوجي يخرج كل صباح للبحث عن عمل مع الصيادين لكن الأعمال هنا شحيحة وان وجدت فلا تجلب دخل كافي، لا نحصل على مساعدات إغاثية، اعتدنا على مقابلة الكثير ممن يأتوا الينا لتسجيل أسمائنا ورصد وتوثيق معاناتنا ولكنهم لا يعودون مرة أخرى، وفي المرات القليلة التي حصلنا فيها على مواد إغاثة كانت معظمها منتهية الصلاحية ولها روائح كريهة.
حين وصلت باب المندب كنت حامل بالشهر السابع، ولدت في هذه العشة التي اسكنها مع أختي واطفالها، أنجبت طفلة اسميتها “فاطمة” وعمرها الآن سنة وقد ولدت خارج بيتها وقريتها.
لا نريد أكثر من العودة إلى بيتنا وقريتنا لنسلم كل هذه المعاناة، فقط أريد لطفلتي فاطمة أن تنام في بيتها.
*الصورة للطفلة فاطمة التي ولدت نازحة في مكان اقامتها (العشة) مع بقية عائلتها.