*عز الدين الاصبحي:
*الاولى* :
عندما خرجت تعز للتصدي لمشروع الحوثي وصالح إنما خرجت ضد مشروع كان ولايزال يستهدف كل اليمن وقلبها تعز.
ولأن إعادة مشروع الإمامة وترسخ حالة الاستلاب المكاني والزماني الذي يريده الحوثي ومعه صالح سيدمر أي حلم ببناء دولة أو حفاظ على كرامة لهذا الشعب لقرن كامل وأكثر وسيرسخ حكم قائم على الذل والاستبداد الممنهج.
وتعز لا يمكن لها أن تقبل ذلك وهذا ما حدث من تصديها لهذا المشروع
لذا لايجب ان نحبط …
إن الكثيرين يكابرون ولا يريدون أن يعترفوا لتعز بهذا الدور.
لكن الزمن كفيل بتعريفهم ذلك وفي وقت قريب فلا قلق من الانصاف فسوف يأتي …
وهنا علينا الا نربط نضالنا أبدا بزيادة دعم الشرعية أو قوة مدد الأشقاء..
لأن المعركة هي معركة شعب ضد جلاديه ومن أجل كرامته والبقية عوامل مساعدة ..عدم قوتها لاتضعف إرادتنا
*الثانية* :
لم يكن امام تعز ترف اختيار موعد معركتها مع هذا المشروع المدمر ..
لم تعط ميليشيا الحوثي بدعم وتخطيط صالح لتعز فرصة اختيار ولا حتى ان تبقى على الحياد ..
لقد هجم هؤلاء كما يليق باعداء مملوئين بحقد غريب ومزهوين بقوة كاذبة وغرور تاريخي يستخف بكل ما هو ضدهم خاصة إذا جاء من تعز أو الجنوب أو تهامة
لهذا هجموا بكل بربرية القرون الوسطى وما تَرَكُوا للضحية حتى ترف ان تصرخ من هول الفاجعة.. فقاومت مدينة الثقافة بكل ما تملك من عزيمة كبيرة وصدق حقيقي وسلاح محدود. وتصدت تعز لجحافل القتله وهم يجتاحون عدن لان تعز تؤمن ان هذا عمقها ودفاع عن ذاتها.
وأظنها نجحت في صد المشروع بل وهده تماما مهما كابر القتلة ..
لهذا لا يقبل اي قول عن لوم تعز او عدن او البيضاء او مأرب والضالع وإب…
لماذا تقاوم هذه المناطق ولماذا تصمم على الانتصار ؟؟..
لانه ببساطة دفاع عن الحياة وذود عن كرامة شعب بما فيهم المحايدين المنبطحين تحت احذية الميليشيات الغازية..
*الثالثة*:
إن انتصار تعز بصفتها عمق الوطن في جنوبه الى حضرموت وغربه حتى ميدي وشرقه حتى مارب الجوف، بل وشماله حتى صعدة …
هو انتصار لكرامة شعب ووقف لمشروع جاء من خارج هذا العصر ليهدد كل استقرار في المنطقة وليس اليمن فقط ..
وحتى لو كابر المكابرون وشكك المحايدون بهذه الحقيقية، وأرادوا سلب تعز هذا التاج، فانه لايهم لأن معركة تعز كمعارك المدن الكبرى ومسيرات التاريخ العظيمة في الدفاع عن الحياة، لا يقدر فعلها الا بعد وقت طويل.
ويجب ان نعرف انه لن يدرك أهمية هذا الدور وما تقوم به تعز من قبل الأغلبية الصامتة المسلوبة الارادة الممتهنة الكرامة الا متأخرا.
وهذا أمر مشهود ولا يجب ان يحبطنا..
وسيدرك كل من يخذل معركة تعز الان من القريبين والبعيدين مدى كارثة ما يعملونه…
لأن الحرائق التي نتصدى لها لا تتوقف عند اسوار اقليم الجند او تهامة بل الى ابعد من هذه الجغرافيا.
وسيدركون مدى الألم الذي تتحمله مدينة شاء القدر أن تكون نافذة للتغيير.
وصخرة تتحطم على صمودها سيوف الفوضى وحراب الطائفية.
سيدرك هؤلاء أن كل لحظة تخاذل كانت كارثة وكل تأخير في قراءة واقعية للواقع الحالي هي جبال من الآلام التي لاتقاس …
**وستبقى الحقيقة الكبرى في ان هذه المعركة ستنتهي بانتصار تعز كحاملة لتيار التغيير وكحائط أخير دافع عن الانتماء إلى هذا العصر وصد سيل الكراهية العجيب لخطاب دمر البشر قبل أن يدمر الحجر .
تلك حقائق التاريخ التي يجب الا تنسى أو نسهو عنها ..
**
*وزير حقوق الانسان