*عزالدين سعيد الاصبحي :
رحل الشاعر والدبلوماسي الاستاذ عبده عثمان محمد بكل شموخ الشعراء وتميز الدبلوماسيين
عبده عثمان من جيل الرواد في اليمن ادبا وسياسة
هذا الجيل الذي صاغ حلم وطن ارادوا ان يخرجوا به من ظلمات القهر الى رحاب العصر
الطفل الذي حلم بالحرية باكرا وغادر قريته في قدس بمحافظة تعز المعلقة بالغيوم ادرك أهمية العلم ودور الكلمة في إنقاذ شعب يموت من القهر والتخلف والظلم
فاكمل مسيرة تعليمه من عدن إلى مصر إلى ألمانيا وأمريكا
عشق الشعر وعرف بالشاعر قبل الدبلوماسي رغم نجاحه كسفير في أكثر من بلد من الصين إلى ألمانيا.
اتذكر ان جيلنا كله حفظ لعبده عثمان قصائد فلسطين
وعلقت في أذهان الكثيرين قصيدته (واحد من الناس )
**
معذرة إذا غمست في دماك ريشتي
حلّقت في سماك باحثاً عن أمتي
يا فارسًا ماذا تركت لي؟
ماذا إذن بعد الذي صنعته أقول؟
شوقتني للضرب والطعان
حقرت لي معارك الكلام
ما كنت قديساً ولا مسيح
بل واحداً كالآخرين
تثقله الأنات والجروح
ونظرة تبكي وعين لا تبوح
وتمتمات ذلة وهمسة انكسار
يا ليت عاصفاً يمر
يا ليته يحرك السحاب
يا فرحة الحقول لو يطل (آب)
وظل ما يلوح في طريقه
عواصف تزيد من حريقه
الضيم والهوان
**
تلك صرخة واحد من الناس عن كل الناس
الديوان الصغير الذي صدر عام 1971 كان ديوانا مشترك له مع الشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح
ديوان (مارب يتكلم ) فكانا اهم من اطل باكرا على ساحة الإبداع العربية والشعر الحديث ليقولا ان في اليمن إبداع وشعر وليس فقط مآسي وحروب
ان مارب رغم كل الجروح واهمال العصر وقسوة الحكام وتجاهل الأشقاء مارب يتكلم شعرا وحلما وتاريخ …
اخذت السياسة منا الشاعر فكان مقلا بالنشر وأصدر
ديوان فلسطين في السجن وديوان الجدار والمشنقة
اخذت السياسة والعمل الدبلوماسي عنا الشاعر عبده عثمان كما أخذت هذه الطريق كثيرين
من عبدالرحمن فخري الى محمد الشرفي
ولكن بعد عقود لم يتذكر الناس كل منصات العمل الدبلوماسي والمنظمات الدولية وتذكروا فقط الشعر الذي بقي في وجدانهم
رحم الله الاستاذ عبده عثمان
وسيبقى الشاعر في ذاكرة شعب ارهقه الحلم وهدته الحروب