المليشيا تنكسر في مختلف جبهات تعز والمرحلة القادمة ستكون حاسمة
تعز قادت المشروع الوطني منذ وقت مبكر واختارت المقاومة والكفاح
ستظل تعز – محافظة ومدينة – تقاوم الانقلاب الهمجي «الحوثي وصالح « بصبر وجلد وسمو غاية وهدف ,متجاوزة جراحاتها النازفة حتى اللحظة أكان بفعل اجرامية المليشيا أو بفعل اللامبالاة والنسيان – المتعمد وغير المتعمد – من بعض الجهات المسؤولة عن استقرار هذه المدينة واستعادة روحها المنهك طيلة عامين من الحصار والدمار والقتل والتجويع ..هذه المليشيا الانقلابية لم تترك أي فعل اجرامي ودني الا وجهته الى تعز- مدينة وإنسان – غير أبهة بكل القيم الانسانية والاعراف الدولية.
«26سبتمبر « حاورت محافظ محافظة تعز على المعمري وحاولت الاقتراب من ملفات يزعم البعض انها شائكة ,حالت دون توفير أدنى مقومات الحياة الآمنة والمستقرة لهذه المدينة المكلومة بفعل جرائم الارهاب من جهة وفوضى الانفلات الأمني من جهة أخرى..فالى نص الحوار:
* بداية برأيكم ..ما الذي تحقق في اطار استعادة الشرعية والدولة ..وما مدى تواجد التحالف في تعز ؟
في البداية نتوجه بالشكر والعرفان للإشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور المتميز للإمارات العربية المتحدة ونثمن الموقف التاريخي للاشقاء والمتمثل بوقوفهم الى جانب الشعب اليمني المكافح والمناضل من اجل استعادة الشرعية والدولة في اليمن من أيادي الانقلابيين «الحوثي وصالح « والمدعومين بشكل مباشر من ايران التي تسعى الى ابتلاع اليمن وتهديد أمن جيرانه .
لذا كان القرار بانطلاق عاصفة الحزم نقطة تحول فارقة لاعادة اليمن الى عمقه العربي، وهو قرار تاريخي ,لأنه وللمرة الاولى يجسد الموقف العربي الموحد في مواجهة المهددات الأمنية والقومية للامة العربية، كما نوجه الشكر للقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبد ربه منصور هادي الذي قاد اليمن في ظروف استثنائية وتمسك بمشروعه التاريخي ,مشروع الدولة الاتحادية التي تضمن العدالة لكافة الفئات وتضع حداً لعقود طويلة من الاستئثار بالسلطة والثروة في يد أسرة واحدة وعائلة واحدة .
وفيما يتعلق بتواجد التحالف العربي في مدينة تعز، فالتحالف كان معنا منذ البداية ولعب دوراً كبيراً في كسر هجمات المليشيا الانقلابية على المدينة وإحباط خططهم لاجتياحها عبر المساندة الجوية لوحدات الجيش الوطني ،في سائر جبهات القتال بالإضافة الى استهدافه المستمر لتعزيزات الانقلابيين ودك أوكارهم وثكناتهم ومعسكراتهم حول المحافظة، فالتحالف نفذ آلاف الطلعات الجوية ضد الانقلابيين بتعز كما دعم الجيش الوطني بالذخيرة والعتاد العسكري سواء عبر الانزالات الجوية أو ما يحصل عليه الجيش في تعز من دعم من قوات التحالف عبر مدينة عدن، وهو مؤخراً تدخل برياً واشرف بشكل مباشر على العمليات العسكرية في الشريط الساحلي لتعز وتمكن من تحرير مديرية ذوباب ومدينة المخا والمعركة مستمرة لقطع شريان امداد الانقلابيين عبر تأمين الخط الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز
المليشيا تذوق الهزيمة
* إذاً كيف تقرأون الوضع العسكري والمواجهات مع مليشيا الانقلاب في المحافظة ؟
الوضع العسكري في محافظة تعز أحسن من أي وقت مضى والجيش الوطني يحقق انتصارات متوالية في مختلف جبهات القتال ..الجبهة في تعز واسعة وممتدة من الغرب حتى الجنوب في حدود محافظة لحج، وهي جبهة مشتعلة خصوصا في الآونة الاخيرة، فالانقلابييون يشعرون بالانكسار بعد الهزيمة التي تلقوها في باب المندب والمخا ويحاولون اشعال المعركة فيما تبقى لهم من مواقع أطراف المدينة في محاولة منهم لايهام مناصريهم بأنهم لا يزالون أقوياء، وهي محاولات يائسة وعبثية، فمنذ أشهر لم يحقق الانقلابيون اي تقدم في جبهات تعز، وهم يعيشون وضعاً مزرياً، فكل الوقائع تقول إنهم فقدوا زمام المبادرة، وامكانية التقدم والسيطرة رغم الاسلحة التي لا زالت بحوزتهم، ولذا يبادرون الى زرع الالغام في الكثير من خطوط التماس، وهو مؤشر على اليأس من امكانية التقدم، لكن شهيتهم للقتل تتضاعف والقصف مستمر على الاحياء السكنية في المدينة.
الانقلابيون في انهيار وتراجع مستمر، فالانتصارات غرب المحافظة والشريط الساحلي تعطي مؤشرات كثيرة لهذا التداعي، وهاهي قوات الشرعية تسيطر على معسكر خالد بن الوليد، وهو ما يعني الانهيار الكامل قريبا لهذه المليشيا الاجرامية ونأمل ان تكون المرحلة القادمة حاسمة لتخليص ما تبقى من محافظة تعز من هذا الكابوس، واستعادة كل شبر لايزال خاضعا لسيطرتهم .
مقاومة شرسة واستنزاف
* ما تزال بعض الجبهات في ريف المحافظة في الصلو وحيفان والاحكوم تراوح مكانها منذ فترة .. لماذا هذا السكون في الجبهات وما الذي يعيق تحريرها من المليشيا ؟
لماذا لا نحول السؤال على النحو التالي: كيف استطاعت جبهات الريف في الصلو والاحكوم وحيفان وايضا جبل حبشي ان تصمد امام جحافل الانقلابيين رغم شحة الامكانات وانعدام تكافؤ القوة مع المليشيا؟.. كان رهان الانقلابيين يتلخص في اجتياح المدينة واخضاعها لسيطرتهم، وهم فشلوا في هذه المساعي ومنذ عامين لم يستطيعوا تحقيق اي تقدم يذكر، بل كان الجيش يخوض ملاحم جبارة ويحرر كل يوم مساحات جديدة من المدينة التي هي اليوم شبه محررة، هذا الأمر دفع الى تكريس قناعة لدى المليشيا بعدم الجدوى من هذه المساعي، لذا لجأت الى فتح جبهات خارج المدينة محاولة التوغل في بعض مناطق الريف التعزي، لكنهم قوبلوا بمقاومة شرسة من الاهالي، الجميع في الريف كانوا يحملون بنادقهم ويخرجون للتصدي للمليشيا، والمقاومة في معظم مناطق الريف تشكلت وفقا لقناعة الاهالي، فهم يرفضون تواجد المليشيا الانقلابية في مناطقهم، وهم صامدون رغم شحة الامكانات، وانعدام تكافؤ القوة مع الانقلابيين، وها هي الايام والاشهر تمر دون ان تتمكن المليشيا من اخضاع هذه المناطق او السيطرة عليها، ما يعني فشل رهان الانقلابيين في التوغل داخل مناطق الريف، فهذه المحاولات اصبحت وبالاً عليهم، وهم يستنزفون كل يوم وسيندحرون باذن الله من كل مناطق ومديريات وقرى تعز.
انفلات واغتيالات
* الملف الأمني عرف بانه معقد ويزداد تعقيداً مع بروز إشكالات أمنية متعددة.. أنتم على رأس السلطة المحلية.. كيف تديرون هذا الملف لإيجاد الحلول المناسبة له؟
مدينة تعز تعيش في حالة حرب وحصار منذ عامين، وهذه الحرب مستمرة، والجبهات مشتعلة، ولا يمكن الحديث ان مدينة تعيش حالة حرب وحصار وفي الوقت نفسه تشهد وضعاً أمنياً مستقراً.
هناك من يضع تعز في مقارنة مع محافظات اخرى كمارب، يقولون نريد ان تكون تعز مثل مارب، هذه مقارنة غير موضوعية، في تعز انهارت المنظومة الأمنية والعسكرية وحين أتينا بدأنا في البناء من الصفر، وذلك بعكس مارب، فالمعسكرت هناك ظلت على ماهي عليه، وكذلك الأجهزة الأمنية لم تتأثر بأحداث الانقلاب وسقوط الدولة في صنعاء.
الأمن منظومة متكاملة، ونحن في تعز لم نتلق الدعم الكافي لبناء المؤسسة الأمنية، لكننا نبذل الجهود لضبط الاوضاع، ونحن على تواصل مستمر بالاخ رئيس الجمهورية ونائبه والحكومة والاشقاء في التحالف من اجل ترتيب الملف الأمني ,قمت بتعيين مديرا للأمن ووفرنا له بعض الاطقم، وتمكن الامن من تحقيق الكثير من النجاحات، فمعظم من ارتكبوا جرائم في تعز تم القاء القبض عليهم .نحن مستاؤون من مظاهر الانفلات والاغتيالات، ونبذل كل الجهود لتحسين الوضع الأمني ونعمل حالياً على إنشاء وحدة الأمن الخاص وقمنا بتعيين قائداً للأمن الخاص وقريباً سيتم توفير عدداً من المعدات الى جانب المعدات التي قمنا بتوفيرها للشرطة العسكرية، ونسعى لبناء غرفة عمليات مشتركة تجمع جهود هذه الوحدات وتكون منطلقا لتنفيذ العمليات الأمنية وضبط الأمن في المدينة.
وندعو الاحزاب والمكونات المجتمعية والاعلاميين الى لعب دور ايجابي باتجاه تعزيز الامن وإسناد الاجهزة الأمنية في بسط الأمن والاستقرار داخل المحافظة.
دمج وصعوبات
* ماذا عن استكمال دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني؟
عملية دمج المقاومة الشعبية بتعز في قوام الجيش الوطني في مراحلها النهائية، وعملياً كل افراد ورجال المقاومة في تعز اصبحوا جيشاً ضمن الالوية 22 ميكا، و 35 مدرع، و17 مشاه، و 170 دفاع جوي، والمحور العسكري، و هذه الالوية تابعة لقيادة محور تعز والجميع انخرط فيها، ويتسلمون مرتباتهم منها.
ملف دمج افراد المقاومة في الجيش كان واحداً من الملفات التي تشكل هاجساً حقيقياً علينا، وتعرضنا لضغوطات نفسية، وكانت رؤيتنا ان تكون مقاومة تعز كلها جيشاً لضمان ارضية مستقرة في مرحلة ما بعد التحرير، وسعينا من البداية الى انهاء هذا الملف، والتقيت بالقادة العسكريين وقادة الجبهات، وطلبنا بيانات بكافة المقاومين لمتابعة عملية الدمج، ورفعوا بنحو ثلاثة عشر ألف من اجل تجنيدهم ,وعلى الفور بدأت بالمتابعة لدى الاخ رئيس الجمهورية واستخرجت موافقة باستيعاب خمسة عشر ألف ضمن الجيش، وثلاثة الآف آخرين في الأمن، ثم عدت الى مدينة عدن وبدأت العمل والتواصل للشروع في اجراءات الضم الاداري لافراد المقاومة في الجيش .
لم تكن هذه الخطوة سهلة، فقد واجهتنا صعوبات كبيرة، مع ازدياد الأسماء المرفوعة من قادة الالوية، بالاضافة الى المتابعة المستمرة لضمان ترقيم الشهداء والجرحى، واستطعنا بعد أسابيع من العمل والمتابعة واللقاءات ترقيم ما يقارب اثنين وثلاثين الف في قوام الجيش الوطني، وهم الآن يتسلمون مرتباتهم.
ولكن ماذا يعني تواجد بعض الكتائب خارج سيطرة الجيش الوطني؟
فيما يتعلق بوجود كتائب خارج الجيش الوطني، فهذا أمر غير دقيق، فجميع الجبهات والفصائل انخرطت في الألوية العسكرية، وهناك بعض الإشكالات الفنية، وهي في طريقها الى الحل ان شاء الله.
تنقصنا الامكانات
* ملف جرحى تعز هو الاخر أخذ يراوح مكانه لفترة طويلة رغم جهودكم ..ماذا عن هذا الملف؟
ملف الجرحى كان ولا يزال يمثل أولوية قصوى لدينا، من يقدم جسده وروحه فداء لوطنه لا يجوز ان يشعر بالخذلان، نحن ندرك المرارة في أمر كهذا، فالجرحى أوسمة غالية في صدور جميع اليمنيين.
وانا منذ ان تعينت محافظاً لتعز أولي هذا الملف كامل الاهتمام، وقد زرت المملكة العربية السعودية والتقيت بالمسؤولين في مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية، وطرحت عليهم المساعدة في هذا الملف، واستطعنا ان نحقق بعض الحلول من خلال التعاقد مع عدد مع مستشفيات عدن وتعز لمعالجة جرحى تعز على حساب مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية وعالجنا مئات الحالات، كما قام المركز بدعم حالات اخرى وتسفيرها لتلقي العلاج خارج اليمن، والتي كان أخرها السبت قبل الماضي حيث قمنا بتسفير نحو 90 جريحا الى السودان لتلقي العلاج على نفقة المركز .
كما قمت بزيارة تركيا، والتقيت بالمسؤولين في وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر ووضعتهم في صورة ما يحدث في مدينة تعز واحتياجاتنا لحلحلة ملف الجرحى، وحصلت على موافقة باستيعاب اكثر من ثلاثمائة من جرحى تعز لمعالجتهم في المستشفيات التركية على نفقة الحكومة هناك .وقد سافرت دفعة أولى وستلحقها دفعة ثانية قريبا باذن الله.
ملف الجرحى ملف شائك ومعقد، ويحتاج لامكانات كبيرة، ونحن تنقصنا الامكانات، غير اننا نبذل الجهود لايجاد حلول جذرية لهذا الملف، غير انه لا يمكن ان ينتهي طالما ان الانقلابيين يشنون الحرب على مدينة تعز، فالحرب تضاعف اعداد الجرحى يومياً، وهم في ازدياد، وهذا يخلق كل يوم تحديات جديدة امام جهود حلحلة هذا الملف، لكننا كما أشرت عازمون على بذل كل ما نستطيع من جهد وطرق كل الأبواب لحلحة هذا الملف وانهاء معاناة الجرحى باذن الله.
المليشيا تقتل الحياة
الوضع الصحي في تعز كارثي وفقاً لتقارير المنظمات ..ما حقيقة هذا الوضع ودوركم في ايجاد حلول طارئة له؟
الوضع في تعز مأساوي على كل المستويات الانسانية والصحية والمعيشية، فتعز في حالة الحرب، والمليشيا الانقلابية تقوم بقصف المدينة بكل انواع الاسلحة الثقيلة والصواريخ، وتحاصرها من المداخل الشمالية والشرقية، منذ قرابة عامين، هذا الوضع ألقى بظلاله الأليمة على الاوضاع الانسانية والصحية بتعز.
فالكثير من مستشفيات مدينة تعز أغلقت أبوابها ولم يتبق منها سوى أربعة مستشفيات، كما ان الكوادر الطبية نزحت من المدينة، وحتى المستشفيات المتبقية تواجه تحديات كبيرة فوق إمكاناتها وقدراتها، فالضغط مستمر نتيجة تزايد اعداد الجرحى والمرضى مقابل الامكانات الشحيحة وانعدام للكثير من الادوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار، و هذه المستشفيات تعمل بطواقم طبية متطوعة وهناك تحديات وظروف ومشاكل كثيرة تواجهها.
كما أن البنية التحتية للقطاع الصحي على هشاشتها تعرضت للتدمير، فالانقلابيون كانوا يعمدون الى استهداف المرافق الصحية والمستشفيات وهناك الكثير من هذه المرافق اصبحت اطلالا وبعضها بحاجة الى امكانات كبيرة لاعادة تأهليها وترميمها.
لابد من انهاء الحصار
* الملف الانساني في مدينة تعز أيضا هو الأخر كارثي وفقاً لتقارير المنظمات الدولية.. كيف تديرون هذا الملف؟
تعز قادت المشروع الوطني منذ وقت مبكر، واختارت طريق المقاومة والكفاح، قبل ان تنتظم الجبهة الوطنية المناهضة للانقلاب، ولعبت دوراً بارزاً في اعادة تعريف المشروع الوطني، مشروع الدولة الاتحادية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل، هذا الأمر ازعج تحالف الحوثي وصالح، فبادورا لمعاقبتها عبر شن حرب بربرية عليها حشدوا لها كل امكاناتهم وقدراتهم العسكرية، وفرضوا عليها حصاراً خانقاً، ومنعوا عنها كل شيء، بما في ذلك الاكسجين والقمح وحليب الاطفال .
كان ذلك يحدث بالتزامن مع أعمال قصف يومية تطال الأحياء السكنية بشكل عشوائي وبمختلف الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي تسبب في سقوط الآف الشهداء والجرحى وألحق دماراً هائلاً في البنية التحتية للمدينة، وتسبب بموجة نزوح كبيرة من داخل المدينة، الأمر الذي فاقم من الازمة الانسانية حتى وصلت الى مراحل خطيرة ومتدهورة، فالحصار خلف وضعاً مأساوياً، والقى بظلاله على الأوضاع الصحية والمعيشية، فتفشت الكثير من الامراض، وأتسعت رقعة الفقر، وانعدمت الكثير من مظاهر الحياة في المدينة .
هناك الكثير من المنظمات المحلية والعالمية حاولت وبذلت جهودا للتخفيف من وطأة الازمة الانسانية بتعز، لكن هذه الجهود ظلت قاصرة ولم يكن بمقدورها احتواء الأزمة الانسانية طالما أن الحصار مستمر، والقصف لم يتوقف .
نثمن كل الجهود الانسانية للمنظمات، ونؤكد ان البداية لانقاذ السكان وتلافي كارثة الأزمة الانسانية في تعز تكون في كسر الحصار المفروض عليها من قبل الانقلابيين، ونحن في كل رسائلنا ولقاءاتنا وتواصلنا مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كنا نطالب بممارسة ضغوط حقيقية على الانقلابيين لرفع الحصار عن مدينة تعز، واتخاذ اجراءات رادعة لحماية السكان من جرائم هذه المليشيا .
حرمان ومصادرة
* برأيك لماذا كثير من مبعوثي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يستعصى عليهم زيارة تعز ؟
كما أشرت ان الحصار المفروض على مدينة تعز من قبل الانقلابيين، حرم السكان من كل شيء، فالكثير من قوافل الاغاثة الانسانية المقدمة لتعز لم تصل الى المتضررين من الحرب، لان الانقلابيون يقومون بمصادرتها واحتجازها، أو سرقتها فهم يتحكمون بمداخل المدينة، ويقررون ما الذي يدخل اليها وماالذي يخرج منها.
وهناك الكثير من الوفود الأجنبية عجزت عن دخول مدينة تعز وتقييم الوضع الانساني فيها، لأن الانقلابيون يمنعون دخولهم ويمارسون أعمالاً مخجلة لترويع هذه الوفود، كما حصل مؤخرا مع وكيل الامين العام للأمم المتحدة السيد ستيفن أوبراين الذي منعته هذه المليشيا من دخول المدينة وأفتعلت معركة وهمية واطلاق النيران لاجباره على العودة من حيث أتى .
ومع هذا نحن نطالب كل الوفود ان تأتي عبر مدينة عدن للوصول الى مدينة تعز، عبر الخط الفرعي الرابط بين تعز وعدن والذي يخضع لسيطرة الجيش الوطني، ونشكر كافة الوفود التي استجابت لهذه الدعوة ودخلت مدينة تعز عبر عدن واطلعت على حقيقة الوضع الانساني المتدهور في المدينة.
حصار وتجويع .
من غير المقبول ان تعز تتعرض للحصار ولا تتسلم مرتبات
* عملية صرف رواتب موظفي الخدمة المدنية والجيش الوطني.. معاناة انسانية مضافة لأبناء تعز.. هل تم استكمال عملية الصرف؟
فيما يتعلق بمرتبات افراد الجيش الوطني تم صرفها، وأفراد الجيش تسلموا مرتباتهم، ونأمل ان تنتظم عملية صرف المرتبات لمنتسبي الجيش والأمن.
اما فيما يتعلق بموظفي القطاع المدني فنحن في عدن نتابع هذا الملف، وقد تم صرف مرتبات موظفي مكتب التربية والتعليم في العديد من مديريات المحافظة ضمن الدفعة الاولى، وهناك دفعتان اضافيتان لبقية مديريات المحافظة.
أعتقد أنه من المهم أن يتسلم الناس مرتباتهم وان تنتظم هذه المرتبات لأن هذا سيخفف من وطأة الوضع المعيشي المتدهور، اذ انه من غير المعقول ان مدينة تتعرض للحصار من قبل الانقلابيين ولا تتسلم مرتبات موظفيها، ونحن نثمن موقف مجلس الوزراء الذي أقر قبل ايام بالإجماع صرف مرتبات جميع موظفي القطاع المدني بتعز أسوة بالمدن والمحافظات المحررة، ونأمل ان يتحول هذا القرار سريعا الى واقع عملي وملموس لأن هذا سيعزز من ثقة الناس بالحكومة ،وسيكون له مردود ايجابي في تعزيز الموقف السياسي للحكومة الوطنية محليا ودوليا.