واجه اليمنيون حالة الانقسام في إعلان عيد الفطر من عدمه أمس بسخرية لا تضاهى، لقد لجأ الشعب إلى السخرية من نفسه ومن تسييس الدين وتقسيم المجتمع، بعد إعلان الحوثي عدم التزامه ببيان الحكومة وأن الثلاثاء في اليمن أول أيام شهر شوال وقالوا بل هو أخر أيام رمضان.
وكالعادة تم تهديد كل القاطنين تحت رعبهم في أماكن سيطرتهم، أنه إذا اتبعوا بيان الحكومة الشرعية فسوف يلقى القبض عليهم بتهم الداعشية، فما كان من الناس إلا أن أخرجوا لسانهم ساخرين من وضع هو اصلا مسخرة.
فالعيد قتله الفقر والجوع والحاجة .. أما رمضان فقد مرغت قيمه بحرب دامية لا أخلاق فيها.
منذ آن نط على دبابة السلطة في سبتمبر 2014 ثلة رعناء مملؤة قلوبها بحقد لا يجد تفسيرا.
فأمعنت في تقسيم كل ما في الوطن، من الأسرة إلى المسجد، كله تم تقسيمه وآخرها العيد وموعد الصوم، الشيء المتفق عليه هو مصادرة الفرح.
اليوم قال اليمني الساخر بوجع.. إن راكب السيارة القادمة من عدن أو تعز صوب صنعاء يطلب منه مفتش لجان الحوثي في نقطة التفتيش، أن يخرج لسانه لا أن يخرج بطاقته ليميز إن كان صائما يدخل صنعاء.. وإن كان فاطرا فيعتقل.
ونكتة أخرى تقول أن لجان الحوثي تلقي القبض على مواطن وجدوا في حوزته علبة شيكولاته مفتوحة اي دليل أنه معًيد.
بينما رصد اخر ساخرا إنه ضمن تبادل الأسرى تم إرسال الجزارين إلى عدن والحلاقين إلى صنعاء كون عدن عيد وصنعاء، لاتزال معلنة إنه رمضان.
ويقول معلق رياضي إن الخلاف في رؤية هلال شوال لابد أن تحسم بطريقة “الفار”.. وهي الطريقة المتبعة في معرفة أخطاء اللعب بكرة القدم حيث يلجأون إلى مشاهدة اللقطة بالفيديو المتابع للمباراة.
– أما أصحاب تعز فقالوا ساخرين انهم كانوا يقطعون المسافة بين شارع جمال والحوبان بربع ساعة قبل حصار الحوثيين للمدينة من أربع سنوات وصاروا يقطعها المواطن بيوم كامل.
وجاء التقسيم للعيد اليوم بأثر عكسي فالمواطن الذي يغادر شارع جمال أول شوال يصل الحوبان بثلاثين رمضان عائدا يوم للوراء.
وأن الحل هو إعلان الثلاثاء أنه ثلاثين إلا ربع!! كحل وسط بين ثلاثين رمضان وأول شوال.
– بينما سخر من في صنعاء من قرار الحوثي بالقول، أن التعميم يقول أن آي مواطن من تعز أو عدن وصل صنعاء وصام فلن يقبلوا صيامه مثل رفضهم للأوراق النقدية المطبوعة في البنك المركزي بعدن.
ورد أحدهم على اتصال مواطن يمني يسأله هل العيد الثلاثاء أو الأربعاء في اليمن: فيقول له هل انت مع الحكومة الشرعية أو ميليشيا الحوثي.. قال له لا انا يهودي.. رد عليه: خلاص عيًد يوم السبت واتخارج من المسلمين.
– أما المشكلة الحقيقية فهي في صنعاء كونها المدينة الأكثر تنوعا باليمن، بسكانها من كل مدن اليمن الأخرى وبمذاهبهم المختلفة ولكنها الأكثر معاناة من إرهاب الحوثي وقبضته الأمنية ورؤيته المذهبية المتعصبة.
لذلك سخر الناس بأن الأحياء تقسمت كالتالي:
شارع حده والزبيري ونقم يعلن أن غدا أول أيام عيد الفطر المبارك.
والحصبة وصنعاء القديمة وبيت بوس ومدينة الأصبحي وعصر وشارع تعز يعلنوا أن غدا متمم لشهر رمضان المبارك.
أما شارعي جمال عبد الناصر وهائل سعيد لم يقرروا بعد بسبب الزحمه!.
– أما ذمار المدينة الساخرة من كل شيء.. فقد قررت أن تعلن غدا ليلة القدر!.
إنه ضحك كالبكاء، لأن المحصلة اننا نجد وطنا تشظى في كل شيء حتى في هلال العيد وشهر الصوم وشكل الصلاة، فإذا تم تقسيم القلوب وتقسيم صورة التقرب إلى الله ماذا تبقى في البشر والحجر.
حقا عيد بأي حال عدت يا عيد
على يمن حزين
عزالدين سعيد الاصبحي
الثلاثاء 4 حزيران 2019