وصف محللون عسكريون، ما خسرته المليشيات الإنقلابية من قيادات الصف الأول الميدانيين خلال أقل من شهرين، يعد بالأكثر فداحة للحوثيين والمخلوع علي صالح، وأقل ما يمكن وصف ذلك هو أن الميليشيات تعيش حالة انتحار عسكري، خصوصاً على الجبهة الحدودية”.
وعزا المحللون القرار الذي أصدره ما يسمى”المجلس السياسي الأعلي” الإنقلابي الاثنين، بخصوص تكليف شخصية جنوبية لتشكيل ما يسمونه حكومة “إنقاذ وطني” إلى أنه جاء لصرف أنظار الشارع اليمني، خصوصاً الموالين للانقلابيين عن الخوض في أخبار وتبعات الضربات الموجعة التي تتلقاها الميليشيات.
وكان يوم الثامن من آب/أغسطس الماضي قد شهد مصرع القيادي الحوثي البارز عماد أبو شوارب و11 من معاونيه بغارة جوية استهدفتهم في منطقة يمنية حدودية محاذية لنجران. ووفقاً للمصادر فإن أبو شوارب كان مسؤولاً عن مجاميع مسلحة في الجبهة الحدودية.
ويوم 13 آب/أغسطس لقي مسؤول التدريب لميليشيات الحوثي بصعدة القيادي يحيى منصر أبوربوعة مصرعه جراء غارة للتحالف العربي استهدفت موقعاً للانقلابيين شمال محافظة صعدة. وكان أبو ربوعة مشرفاً على التدريب والدورات التأهيلية للميليشيات الانقلابية في مركز تدريب تحت مسمى “مركز الهدى”.
وفي الثلاثين من آب/أغسطس لقي مفتي ميليشيات الحوثي عبدالرحمن شمس الدين – وهو أحد أبناء عمومة زعيم الانقلابيين – مصرعه مع عدد من مرافقيه بغارة جوية على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وعمران. وقالت المصادر إن شمس الدين كان يتنقل بين تجمعات الميليشيات بتكليف من زعيم الحوثيين وذلك “لتوزيع صكوك الجنة للمغرر بهم تحفيزا لهم على القتال”، كما وصفت المصادر.
أما في الثامن من أيلول/سبتمبر فقد أسفرت غارات للتحالف وقصف مدفعي وصاروخي تعرضت له مواقع الميليشيات في جبهة حرض ميدي الحدودية قبالة منطقة الطوال السعودية عن قتل قائد الميليشيات في جبهة ميدي علي عايض يمن ومعه العشرات من المسلحين. ويعد علي عايض يمن من أهم قيادات الصف الأول، وأسندت له في الآونة الأخيرة قيادة جبهة ميدي مع اشتداد المعارك فيها.
وجاء يوم الرابع عشر من أيلول/سبتمبر ليقصم التحالف ظهر الانقلابيين بقتل مسؤول الصواريخ الباليستية العميد محمد الباشق نتيجة غارات استهدفت اجتماعاً لقيادات الميليشيات الانقلابية بمقر الأمن القومي شمال شرق العاصمة صنعاء.
وأسفر القصف أيضاً عن مقتل قائد الميليشيات الحوثية في منطقة منفذ علب الحدودي عبدالكريم الحذيفي، والقائد الميداني رياض الغيلي، وستة من ضباط الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح.
ثم كانت الضربة الأكثر إيلاماً للانقلابيين حين لقي العميد الركن حسن الملصي مصرعه علي يد القوات السعودية يوم 22 أيلول/سبتمبر أثناء محاولته التسلل داخل الحدود السعودية.
والملصي الذي يعد الذراع اليمنى لأحمد علي عبدالله صالح، نجل المخلوع، كان يقود المجاميع المسلحة على الحدود قبالة نجران. ومن بين كل قادة الميليشيات الذين لقوا مصرعهم حظي الملصي بموكب تشييع هو الأكبر، وتقدمه رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” وقيادات عسكرية بارزة موالية للمخلوع، ما يبرهن على فداحة الخسارة التي حلت بهم جراء مقتله.
كما لقي القيادي الحوثي عباس الضانعي المقرب من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي مصرعه يوم 25 أيلول/سبتمبر خلال معارك عنيفة في جبهة صروح غرب مأرب. والضانعي وفقاً للمصادر كان قد عين مؤخراً قائداً لجبهة صرواح بعد فشل قيادات سابقة في تحقيق أي تقدم في تلك الجبهة.
ويوم الثلاثاء 4 تشرين الأول/أكتوبر أفادت مصادر أمنية بمقتل القيادي الحوثي عبدالله قايد الفديع المكنى أبو قايد داخل الأراضي اليمنية قبالة منطقة نجران، وذلك نتيجة غارة جوية وبعد رصد تحركاته. ويعد الفديع من القيادات الميدانية الهامة في صفوف ميليشيات الحوثي، وكان قائدا لمجاميع مسلحة ونائب المشرف على الجبهة الحدودية المقابلة لنجران.
والأربعاء، قتل القيادي الحوثي العقيد عبدالله القوسي وستة عشر عنصرا آخرون من القياديين والمسؤولين الميدانيين للميليشيات بغارتين جويتين لطائرات التحالف في محافظة صعدة شمال اليمن.
وتعليقاً على ذلك، قال المحلل في الشؤون العسكرية ماجد ناجي: بشكل مجمل شهدت الآونة الأخيرة ضربات موجعة للانقلابيين في مختلف الجبهات، وبصورة خاصة في الجبهة الحدودية التي دفعت الميليشيات إليها في الفترة الأخيرة بعدد كبير من قيادات الصف الأول لمحاولة تحقيق مكاسب أو انتصارات تقوي من موقف الانقلابيين التفاوضي، وأيضا لإعطاء انطباع للمواطن البسيط وللخارج بأن الحوثيين والمخلوع يخوضون معركة مع السعودية، ولكنهم في الحقيقة لم يحققوا ما أرادوه، وفوق ذلك خسروا أبرز قيادات الصف الأول الميدانية.