الغد اليمني / خاص:
تحمل المروحية الأمريكية التي تحطمت فجر امس الاحد بمحافظة البيضاء تاريخا سيئا بتعرضها لحوادث متعددة طوال فترة عملها العسكري، بالاضافة الى تكاليفها الباهضة التي تعدت فائدتها .
وذكرت المصادر ان المروحية كانت من النوع الـ”V-22 Osprey” والتي تبلغ قيمتها مايقارب 70مليون دولار.
ويؤكد خبراء عسكريون ان تكلفت تطوير هذه الطائرة قد تخطت ميزانيتها عشرة مرات، وتخطت بمرتين ميزانية برنامج المكوك ابولو الذي اوصل الانسان الى القمر،إذ بلغت تكلفة البرنامج 27 مليار دولار.
وكانت اول نكسة حقيقية لهذه الطائرة مع النموذج الخامس الذي تحطم في اول تجربة له في يونيو من العام 1991 نتيجة لخلل في شبكة الاسلاك لنظام التحكم في الطائرة. ولزيادة الامور سوءا فقد تحطم النموذج الرابع لهذه الطائرة في يوليو من العام 1992 عندما حاولت الهبوط في قاعدة اميركية وقتل 7 اشخاص بالاضافة لتهشم الطائرة بالكامل وقد حدث هذا نتيجة لعطل في النظام الهيدروليكي وتصدع في تصميم قمرية المحرك.
في الثامن من ابريل العام 2000 تحطمت طائرة اخرى بالقرب من Arizona خلال رحلة جوية وقتل طاقمها الاربعة و15 راكب خلال هذه الحادثة المأساوية، وقد ارجع الخبراء ان هذا الحدث قد تم نتيجة لخطأ من الطيار اثناء الهبوط.
ثم حدث في خلال اشهر قليلة حادثة اخرى راح ضحيتها امهر طائري هذا النوع من الطائرات وقد ارجع الخبراء هذا الحادث نتيجة لحريق نشب في الخط الهيدروليكي لاحدى المحركات في الطائرة وايضا نتيجة لقصور في البرامج والذي ادى الى تقلب الطائرة بقسوة بين التسارع والتباطؤ وذلك عندما حاول الطيار معالجة الخلل في النظام الهيدروليكي في الطائرة.
وقد استمر البؤس يطارد هذه الطائرة سواء من ناحية البحوث او التقييمات فقد وجدت باستمرار العديد من المشاكل اثناء التجارب على هذه الطائرة وقد اجبرت هذه الطائرة مرتين في العام 2004 على الهبوط اضطراريا. وقد اظهرت البحوث ان احدى مكونات المحرك تتطلب ان تبدل كل 100 ساعة طيران!!
ولكن في نهاية العام 2004 الاحتياج الى هذه الطائرة قد زاد فقد رأت السلطات انها تحتاج الى هذا النوع من الطائرات في المناورات القتالية وللمكافحة ضد الاسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية وبالتالي وبالرغم من كل هذه المشاكل فقد رأت السلطات ان هذا النوع من الطائرات عملي ومفيد وبدأت بالفعل منذ العام 2005 الانتاج الكامل وبأعداد وفيرة من هذه الطائرة.
وقد بدات الطائرة مرحلة جديدة من التطور للتغلب على التحديات التي تواجهها والتغلب على الحظ العاثر والمشاكل التي تواجهها.
وقد صممت هذه الطائرة لخدمة كل أفرع القوات المسلحة الأمريكية، وليس فقط القوات الخاصة. وهي أول طائرة تصمم بالكامل على الكمبيوتر، كما أنها أول طائرة تبني بشكل شبه كامل من المواد المركبة واللدائن، حيث يحتوي هيكلها بالكامل على 1000 رطل فقط من المعادن.