تسود حالة من اللامبالاة في تعاطي بعض من وسائل الإعلام المختلفة مع الجيش الوطني اليمني في المناطق الخاضعة للسلطة الشرعية في ظل حالة التحرر شبه الكامل من السيطرة الجغرافية والسياسية لوسائل الإعلام خصوصا القنوات التلفزيونية المرئية ثم يأتي بعدها الإذاعات المسموعة، وأخيراً الإعلام المكتوب الصحفي الصادر عن صحف رسمية ذات صفة اعتيادية.
لكن اليوم نحن أمام حالة من المشاغبة في الإعلام عموما، سواء المسموع أو المرئي أو المكتوب الذى كان مقيداً بمجموعة من القواعد الملزمة لطريقة ممارسة لعمله الإعلامي.
لكن اليوم يمكن لشاب واحد وبواسطة جهاز تلفون أن يتحول إلى جهاز إعلامي متكامل خصوصا في ظل وجود الشبكة الإلكترونية أو الشبكة العنكبوتية اليوم يسهل جدا إيجاد عشرات الصحف الالكترونية التي يمكن أن تخلق يوميا وهى صحف يمكن أن تعمل بالطرق الإعلامية الثلاث المكتوب والمسموع والمرئي وبإمكانيات بسيطة جدا ماديا وبشريا.
في المقابل هذا نجد أن الاعلام العسكري اليمني، لا يزال اقل من المستوى المطلوب بكثير برغم الأهمية القصوى للإعلام العسكري عامة في الظروف العادية لكن اليوم نحن امام ظرف حرب وهى حرب خطرة جدا، حرب تحدي وجود للدولة والوطن، حرب مصيرية بكل المعاني.
لذلك نحتاج إيجاد استراتيجية اعلامية عسكرية متكاملة دقيقة تواكب التطورات المعلوماتية الحادثة ترتكز على إعادة بناء العقيدة العسكرية لأفراد الجيش الوطني تستلهم الهوية الوطنية اليمنية، وتتجاوز حالة التشظي القائم في بعض البنى السياسية اليمني التي تحاول خلق مشاريع صغيرة ما قبل وطنية تختزل في أفرادا أو تختزل في حيزات جغرافية صغيرة من الوطن محاولة خلقة الوطن بالنسبة لها، وهى الأساس الذى يغذى النزعات المولدة للانقلابات والصراعات الداخلية والتي تخلق الحروب الأهلية والدمار، وقد تؤدي في الأغلب إلى ضياع الوطن وتقسيمه.
إن توحيد خطاب التوجيه المعنوي والسياسي للجيش الوطني وتقديمه بصورة عصرية مناسبة لوعي الأفراد والضباط لتحدد بدقة كبيرة المهمة الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتق أفراد وضباط الجيش الوطني اليوم في كل بقاع الجمهورية اليمنية براً وبحراً.
أعتقد أنه من أهم الأولويات الملحة اليوم يقتضي الدفع بإمكانيات بشرية ومادية مناسبة تكون أول مهامها تعزيز الإحساس بالهوية الوطنية كجزء من العقيدة القتالية وتعزيز الإحساس بالانتماء للمشروع السياسي للدولة اليمنية التي نقاتل من أجل استعادتها كونها الطريق الصحيح للحفاظ على الوطن اليمني كوطن أولا وعلى النظام الجمهوري كنظام ثانياً وإسقاط الانقلاب المليشاوى وأي انقلابات أخرى تحاول فرض الوصاية على إرادة الشعب اليمني والعمل بكل الوسائل المتاحة وطنيا للحفاظ على وحدة البلد وسلامة أراضيه، واحترام المرجعيات الحاكمة للبلد عموما.