اتهم رئيس الحكومة الأرمينية، نيكول باشينيان، الرئيس التركي رجب أردوجان بـ«إهانة الشعب الأرميني، والإنسانية جمعاء»، عبر «خطاب كراهية مبالغ فيه».
جاءت تصريحات «باشينيان»، على موقع «تويتر»، اليوم الخميس، تعليقًا على التصريحات التى أدلى بها الرئيس التركي، في وقت سابق.
وتُحْيي أرمينيا حاليًا ذكرى الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من 1.5 مليون شخص من الأرمن، فيما طالب «باشينيان» دول العالم بـ«الرد على خطاب أردوغان» المحرض على الكراهية.
وقال إن ما قام به أردوغان يعد «إهانة مطلقة للشعب الأرميني وللإنسانية.. هو خطاب كراهية مبالغ فيه…»، ومن ثم «لابد أن يرد العالم».
وأشار «باشينيان»، إلى أن وصف أردوغان للشعب الأرميني وقت الإمبراطورية العثمانية بـ«العصابات»، وتبرير الرئيس التركي لجرائم القتل «مستوى جديد من الإنكار».
وقتلت الإمبراطورية العثمانية نحو 1.5 مليون شخص من الأرمن، خلال الفترة من عام 1915 إلى 1923 في حملة إبادة جماعية متعمدة في منطقة الأناضول.
وتزعم أنقرة أن العدد المذكور «قتل خلال اشتباكات مع القوات العثمانية بعد أن انحازت المجموعات الأرمينية للجيش الروسي الغازي»، ويري أردوغان أن «رحيل الأرمن كان مبررًا».
وعلى الرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية، حرص نظام أردوغان على إطلاق حملة تشويه منظمة ضد ملف الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية، قتلًا وتهجيرًا.
وشهدت العديد من دول العالم، ذكرى الإبادة للأرمن، التي توافق سنويًّا 24 أبريل، وأزعجت هذه الخطوة نظام أردوغان.
وألقت شبكة «بي بي سي» البريطانية، الضوء على الجريمة التركية بحق الشعب الأرميني، مستعينة بوثائق وشهادات، تشكل أدلة على وقوع «إبادة جماعية» ضدهم.
وفيما تنوعت الجرائم التركية ضد الأرمن في صورة قتل ممنهج، واغتصاب، وتعذيب، وتهجير قسري، فقد جدَّد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، التذكير بالجريمة النكراء.
كما أعاد النشطاء العرب التذكير بوقفة أجدادهم التاريخية مع الشعب الأرميني في مواجهة حرب الإبادة، التي شنتها القوات العثمانية عليهم.
ولا يزال الشعب الأرميني يتذكر الاستقبال العربي للأرمن الفارّين من خطر الإبادة التركية – العثمانية، والدعم لمطالب الأرمن المشروعة في مواجهة مرتكبي الجريمة.
وتصف أرمينيا عمليات قتل مئات الآلاف من الأرمن على أيدي قوات الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بالإبادة، مدعومة بدعم ومؤازرة 20 برلمانًا حول العالم.
وفيما يعترف البرلمان الأوروبي بهذه الإبادة، تشير المصادر الأرمينية إلى أن العثمانيين قتلوا مليونًا ونصف المليون شخص؛ من جبل أرارات إلى كيليكيا، وديار بكر وأضنة وهضبة الأناضول.
وتؤكد المصادر نفسها أن القوات التركية هجرت بالقوة ملايين الأرمن من أراضيهم التي تحتلها تركيا حاليًا، مع استمرار نظام أردوغان في إنكار الوقائع الموثقة تاريخيًّا.