ستة قتلى وثلاث حالات وفاة تحت التعذيب، خمسة جرحى وحالتي سطو مسلح واختطافات بالهوية في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري في محافظة اب.
تلك المحافظة التي حاولت عبثا النأي بساكنيها عن ويلات الحرب وفضلت عدم الخوض فيها رغم رفضها لتواجد الميليشيات الانقلابية على اراضيها ، وظهور المقاومة الرافضة لسلطة وتسلط تلك الميليشيات العبثية.
تجنبت إب ويلات الحرب وصراعاتها ما استطاع عقلاءها إلى ذلك سبيلا، لكنها لم تنجو بعد من مظاهر الحرب ونتائجها الوخيمة .
واصبحت محافظة اب التي تطلع أبنائها للسلام تعيش اليوم حرباً غير معلنة ويموت أبنائها كل يوم في فوضى أمنية أنتجها عبث مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية واستهانتها بدماء أبناء المحافظة المسالمة.
فلايكاد يمر يوم الا ونسمع عن جرائم قتل واختطاف وتقطع ونهب وسطو مسلح قام بها مسلحون على علاقة بالمليشيات في مديريات المحافظة العشرين،وقد يكون من المستحيل أن يمضي يوم ناصع البياض في المحافظة التي جنحت للسلم لمليشيات لا تعرف لغة غير لغة الحرب والدمار.
في قراءة للمشهد الأمني في محافظة إب التي تخضع لسلطات الانقلابيين خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري تجد الوجه الحقيقي للمحافظة التي ما لبثت أبواق الانقلاب تصويرها على غير حقيقتها.
“قتلى وجرحى وعمليات سطو مسلح على الأراضي”
قامت عصابات مسلحة على ارتباط وثيق بقيادات حوثية بالسطو المسلح على عدد من أراضي المواطنين في المحافظة خلال الآونة الأخيرة وسجلت تقارير إعلامية حادثتين منفصلتين في اليومين الأولين من شهر نوفمبر “تشرين الثاني” الجاري، أدت إلى مقتل مهندسين اثنين وإصابة آخر .
ففي منتصف الأسبوع الماضي قتلت عصابة مسلحة المهندس احمد الحبيشي على أرضيته في منطقة “عيقرة” غرب المدينة، أثناء محاولتها السطو على أرضيته بالقوة، وتبع ذلك بيومين مقتل المهندس “صادق الدعيس” وإصابة أخيه بطلق ناري برصاص مسلحين حوثيين بقيادة القيادي الحوثي “أبو كاظم” أثناء عملية سطو مسلح على أرضية القتيل في منطقة “سائلة جبلة” جنوب المدينة.
وتواصلت جرائم القتل بشكل ممنهج ففي السبت الماضي نشبت مواجهات مسلحة بين مسلحين حوثيين وجنود أمن مركزي في منطقة “مثلث المواصلات” أدت إلى مقتل شاب يدعى “مالك عبد الرقيب الشعيبي” صادف تواجده في ذات المكان، ومسلح آخر، بالإضافة إلى مقتل جندي وإصابة آخر.
في ذات اليوم قامت مجموعة مسلحة من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بقتل مواطن في منطقة “بني علي” بمديرية مذيخرة ولاذوا بالفرار.
وفي مديرية السدة دارت اشتباكات مسلحة صباح امس الاول الأربعاء بين مسلحين حوثيين ومواطنين في السوق العام حول بئر ماء يحاول الحوثيون مصادرتها لصالحهم ،أدت تلك المواجهات إلى إصابة إمراة وطفل ورجل.
“وفاة 3 أشخاص بعد تعرضهم للتعذيب في سجون المليشيات”
توفي المواطن “عادل سلام ” يوم الأحد الماضي بعد يوم من خروجه من سجن مليشيات الانقلاب التي تعرض فيها لعمليات تعذيب وحشية كما أفادت مصادر أسرية قريبة منه.
المصادر أفادت بأن “المتوفي” خرج من أحد سجون المليشيات في تعز بعد اختطاف دام عدة أيام وتظهر عليه آثار صفار كبيرة ،توفي في اليوم التالي لخروجه بعد تدهور سريع في حالته.
في ذات السياق توفي قياديان في الحزب الاشتراكي بمديرية الرضمة الجمعة الماضية في وقت متزامن بعد أيام من خروجهما من سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأكدت المصادر يومذاك بأن القيادي الاشتراكي ورفيقه توفيا في وقت متقارب ما يرجح إصابتهما بمادة سامة في وقت واحد .
وتمارس مليشيات الانقلاب في سجونها عمليات تعذيب كبيرة بحق المختطفين أدت في أحايين كثيرة إلى الوفاة كما سجلت ذلك عدد من المنظمات الحقوقية.
“نصب نقاط وعمليات اختطاف بالهوية”
تنتشر في شوارع مدينة إب عدد من النقاط المسلحة لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي تقوم بعمليات التقطع والابتزاز للمواطنين ونهب أموالهم كما رصدتها وحدات الرصد ووثقتها بعض التقارير الاعلامية، فيما تمارس بعضها عمليات اختطاف لمواطنين بالهوية.
وأكدت مصادر محلية بأن مجموعات مسلحة من محافظة ذمار تنصب نقاط تقطع في خط “إب ـ ميتم”منذ الثلاثاء الماضي وتقوم بعمليات اختطاف واسعة بحق أبناء أسرة “الشعيبي” على خلفية قضية ثأر.
المصادر أفادت بأن ما تقوم به المليشيات، جاء بعد دعوة المعين قائداً لمعسكر الأمن المركزي في المحافظة بقرار من الانقلابيين المدعو”الجمرة”، أبناء محافظة ذمار التي ينحدر إليها ،بالنفير إلى محافظة إب وأخذ الثأر لمقتل احد مسلحيه في مدينة إب السبت الماضي.
وفي وسط المدينة يقوم مسلحون حوثيون بنصب نقاط تفتيش داخل المدينة ومحاولة ابتزاز المواطنين ونهب ممتلكاتهم كما حدث مع أكثر من مواطن.
حيث تحدث مواطنين عن تعرضهم لعمليات ابتزاز مالي ومصادرة أموال بحجة منع التجول بأي مبالغ في الشارع وهي الحادثة التي تم تثبيتها باعتراف المسلحين وإقرارهم بالحادثة.
إلى ذلك أقدم مسلحون حوثيون منتصف الأسبوع الماضي على اختطاف مدير المعهد الصحي لرفضه تسجيل طلاب حوثيين فاشلين.
“بلطجة واستقواء بالسلاح”
تفاقمت ظاهرة حمل السلاح وانتشاره في المحافظة منذ اجتياح الحوثيين المحافظة ومصادرة مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، وبلغت ذروتها الشهرين الماضيين.
حيث عجت شوارع وأسواق المحافظة بمئات المسلحين الذين يوزعون خوفهم وقتلهم على رقعة المحافظة في مشهد لم يسبق له مثيل.
ظاهرة حمل السلاح أدت إلى زيادة في انتشار جريمة القتل وجرائم الشروع في القتل وانتشار العصابات المسلحة وعمليات النهب والسطو على المحلات والممتلكات وعمليات استقواء بالسلاح ،فيما شهدت المحافظة حالات وفاة كثيرة نتيجة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات والتي لم تجد ضوابط رادعة نتيجة غياب الأجهزة الأمنية والجهات المعنية.
في منتصف الأسبوع الجاري قامت عصابة مسلحة تتبع أحد القيادات الحوثية في مديرية يريم ويدعى” الوشلي” بنهب سيارتين لأحد مواطني مديرية الرضمة بقوة السلاح، فيما توقفت الدراسة في إحدى مدارس مديرية الظهار وسط المدينة بعد اقتحامها من مسلحين متحوثين كانوا يبحثون عن طالب تشاجر مع طالب آخر.
وتشهد المحافظة الخاضعة لسلطات الانقلابيين فوضى أمنية ممنهجة تقودها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أدت إلى انتشار رقعة الجريمة داخل المحافظة واتساع الانتهاكات والجرائم التي تمارسها المليشيات الانقلابية بحق أبناء المحافظة حتى أصبحت في مصافي المدن اليمنية المعرضة للقمع والانتهاك كما تؤكدها تقارير الرصد .