عثر الأهالي على شاب مجهول الهوية مقتولاً في أحد الحقول الزراعية بمديرية السياني ـ جنوب إب ـ،السبت، في أحدث جريمة قتل تشهدها المحافظة الخاضعة لسلطة الانقلابيين والمسماة زيفاً “مدينة السلام”.
الجثة المجهولة الهوية ،تُعد جريمة القتل العشرين في الشهر الجاري،في مسلسل قتلٍ لا ينتهي،تعيشه المحافظة التي لا تشهد عمليات عسكرية وقتالية كتلك التي تشهدها مدن أخرى في إطار الحرب المشتعلة منذ انقلاب الحوثيين وقوات المخلوع صالح على سلطات الدولة في سبتمبر من العام 2014م.
في إب لا تعرف كيف تموت،وما تعرفه أنك تموت مثلك مثل الكثيرين الذين يموتون على قارعة الطريق كل يوم من أيام نكبتها الدائمة التي بدأت مع أول اجتياح لطلائع الانقلابيين المحافظة، ومن غير تفضيل ستموت وأنت ذاهب إلى المسجد لصلاة الفجر، أو في سوق لتتسوق،أو في كسارة حجار تعمل فيها بعد توقف راتبك، أو في اشتباكات لا تتوقف، أو هروباً من حياة بائسة شنقاً في منزلك بعيداً عن أعين أطفالك الجوعى، أو دهساً بطقم قيادي حوثي متعجرف، أو قصفاً بقذائف المليشيات.
لا تتوقف دماء إب عن النزيف، فكل لحظة تشهد المدينة اشتباكات مسلحة بين أصحاب كُنى غير معروفي الأسماء، يروح ضحيتها مواطن بريء من هنا أو هناك، وفي اللحظة التي أكتب فيها هذا التقرير، تدوي صافرات الإسعاف سماء المدينة معلنة سقوط مواطن سيتضح لنا بعد قليل من يكون.
منتصف الأسبوع الفائت قُتل المُسن”عبدالسلام عبود باسلامة”وهو في طريقه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، برصاصة طائشة أردته قتيلاً على الفور، أثناء اشتباكات مسلحة بين مسلحي الحوثي في القسم الشرقي ومتحوثين من أبناء المدينة القديمة اختلفوا على منهوبات، وصباح الأحد قتلت امرأتين بقصف استهدف حافلة ركاب كانت تقلهن.
في إب .. مراسيم التشييع لا تتوقف، والنعوش كل يومٍ في طريقها إلى المقابر، والمحافظة الجميلة تُشيع على أكتاف أبنائها نحو المجهول الذي ارتضوه لها يوم استقبلوا الغزاة القتلة بأهازيج الترحيب، وطقوس الانبطاح المبتذل.
▪2016م ..عام الدموية
ارتكبت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية مئات جرائم القتل والشروع في القتل خلال العام الماضي،مستخدمة في ذلك كل الوسائل القذرة والجرائم البشعة .
وأكد تقرير سنوي صادر عن المركز الإعلامي للمقاومة ـ إب،عن ارتكاب مليشيات الانقلاب (226)جريمة قتل وشروع بالقتل لمدنيين، موزعة بين (107)جريمة قتل ،و(119)جريمة شروع بالقتل، وذلك برصاص قوات المخلوع صالح والحوثيين ، وفي ظل انتهاكات أمنية أخرى كانت الفوضى الأمنية الممنهجة التي تقودها المليشيات مسبب رئيسي لها .
وتوزعت جرائم القتل بين القتل المباشر برصاص الحوثيين او عن طريق الفوضى الأمنية التي تديرها المليشيات بنحو (90)حالة قتل فيما سجلت جرائم الإغتيال السياسي(6)جريمة،و(7)جرائم إعدام وتصفية،و(4)جرائم قتل تحت التعذيب.
جرائم الشروع بالقتل بلغت هي الأخرى (119)جريمة تسبب بها جرائم إطلاق مباشر على المواطنين وجرائم قصف لمنازل المواطنين في العود والشعاور بالحزم،واشتباكات مسلحة بين الانقلابيين في أكثر من مكان داخل المحافظة التي تشهد فوضى أمنية كبيرة.
وتوزعت الجرائم بحسب النوع إلى (21) امرأة بين قتل وإصابة ،ومقتل وإصابة (16)طفل،فيما كانت البقية من نصيب الرجال.
▪اغتيالات
وذكر التقرير بأن من جرائم القتل التي مارستها المليشيات الانقلابية،جرائم الاغتيالات التي طالت عدد من القيادات السياسية والأمنية في المحافظة .
وبحسب الإحصائيات فإن جرائم الاغتيالات المرصودة بلغت 6 ست حالات اغتيال ،استهدفت شرائح مختلفة من المجتمع.
فقد أغتال مسلحون في 1/1/2016م، إمام جامع ينتمي لطلاب معهد دماج بصعدة الذين رحلهم الحوثيون من معهدهم قبل اجتياح صنعاء.
وفي 14من الشهر ذاته اغتال حوثيون ،قيادي حوثي يُدعى (عادل الشامي)في خلافات على عوائد السوق السوداء للمشتقات النفطية التي تديره المليشيات.
وفي 11 فبراير 2016م ،اتهم حزب الإصلاح مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية باغتيال رئيس فرعه في مديرية حبيش(محمد الشامي) ونجله، بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله.
وفي 15 من ذات الشهر، اغتال مسلحون مجهولون الشيخ (محمدعلي مسعد بدير) نجل القيادي في المقاومة الشعبية بإب الشيخ (علي مسعد بدير)وذلك بإطلاق الرصاص عليه في الشارع العام بمديرية يريم .
و29 ديسمبر 2016م ،اغتيل القيادي الإصلاحي في مديرية جبلة (فهد محسن الحاشدي)بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله،واتهمت مليشيات الحوثي وصالح بالوقوف وراء الحادثة .
▪تصفيات وإعدامات
ومن الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية بحق أبناء المحافظة خلال العام الماضي وفق ما ذكره التقرير قيام المليشيات الانقلابية بجرائم إعدام وتصفية لعدد من قيادات المقاومة وقيادات سياسية معارضة لها، ومعارضين مدنيين.
ومن بين من تم توثيقه في تقرير المركز، إعدام القيادي في المقاومة الشيخ (عبدالله العزي )ونجله،بعد اقتحام منزلهم في قرية الدخلة بمديرية يريم ،بحملة عسكرية مكونة من عشرات الأطقم ، واختطافهما، وإعدامهما بعد ذلك وبث جريمة قتلهما في وسائل الإعلام التابعة للانقلابيين في 23 فبراير 2016م.
وفي اليوم التالي أعدمت مليشيات الحوثي والمخلوع الشيخ محمد زيد السبل بعد اختطافه وسجنه في سجن خاص بها لساعات في مركز المديرية، وقتلته رمياً بالرصاص بعد أن مارست بحقه جرائم تعذيب وحشيه لم يسبق حدوثها في اليمن.
في 28 مارس 2016م،مليشيات الحوثي وصالح تقوم بتصفية الشيخ البطل غمدان الشعوري الاخ الأصغر للشيخ فيصل الشعوري عضو المجلس العسكري بمحافظة إب ،في مستشفى الثورة العام بإب،بعد نقله للعلاج عبر وساطة قبلية ،قبل أن ينكث الانقلابيون بالاتفاق ويقتلونه في المستشفى ،ويسجنون أعضاء لجنة الوساطة القبلية التي نجحت في إتمام عملية تبادل أسرى بين مقاومة الشعاور ومليشيات الانقلاب.
وفي 14 ابريل 2014م، اقتحمت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية معززة بوحدات خاصة منزل “بشير شحرة” في المدينة القديمة، وقامت بإعدامه رمياً بالرصاص وسحله بعد ذلك أمام أنظار أبنائه وعائلته، في مشهد بشع غير معهود في المدينة، وذلك على خلفية رفضه لفرض مليشيات الانقلاب خطيباً بالقوة في الجامع الكبير بالمدينة.
وبعدها بأيام اقتحمت حملة مسلحة للانقلابيين قرية في منطقة السحول، وأعدمت المواطن (طه البعداني) أمام أنظار زوجته وأولاده وأطلقت الرصاص على منزله، ونهبت بعض ممتلكاته.
▪تعذيب حتى الموت
في محافظة إب برزت ظاهرة تعذيب المختطفين حتى الموت في وقت متقدم، لكن الظاهرة لم تحظى بتغطية إعلامية تتوافق وحجم الظاهرة والجريمة ففي 7 فبراير 2016م وصل نبأ وفاة الشاب(مجاهد محمد حمد الزيدي) من أبناء مديرية بعدان في سجن الأمن السياسي بعد (47)يوم من اختطافه هو وشقيقيه من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وإيداعهم سجن الأمن السياسي الذي اتخذته ميليشيات الانقلاب سجناُ لمعارضيها.
وقالت أسرة “الزيدي” بأن الشهيد تعرض لعمليات تعذيب واسعة أدت إلى وفاته في ثالث أيام اختطافه، وان الميليشيات ظلت متسترة على نبأ وفاته قرابة الشهر ونصف الشهر، قبل أن تفاجأ الأسرة بنبأ وفاته متعذرة بإصابته بنوبة قلبية، وهو الأمر الذي كذبه شقيقيه اللذان اختطفا معه ،حيث أكدا تعرض شقيقهما لعمليات تعذيب واسعة أدت إلى وافته.
ووفق الإحصائية، فإن مليشيات الانقلاب مارست عمليات تعذيب واسعة بحق مدنيين تم اختطافهم وتعذيبهم حتى استياء حالتهم ونقلهم بعد ذلك إلى المستشفى حيث يفارقون الموت هناك.
ففي 2 أغسطس 2016 توفي الأستاذ (عادل عبد الملك الحسني) في أحد المستشفيات بعد شهر من المعاناة مع المرض الذي تفاقم أثناء تواجده في سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية .
حيث أكدت مصادر من أسرة “الحسني” بأنه تعرض لعمليات تعذيب شديدة أدت إلى إصابته بعدد هائل من الأمراض من بينها فشل في القلب وفشل في وظائف الكبد والسكر والضغط ،أدت جميعها إلى وفاته.
شهود عيان نقلوا عن “الحسني” تعرضه لعمليات تعذيب كبيرة أثناء فترة اختطافه حيث ذكر”م.ع” بأن الحسني تعرض للتعذيب قائلاً”تم تعذيبه بكل أنواع العذاب كانوا يعذبوه و يغمى عليه ثم يعاودوا بعد أن يفيق وهكذا كل يوم، بعد خروجه من السجون الخاصة تعرض لكل الأمراض بسبب التعذيب فشل في القلب و تعطيل وظائف الكبد . السكر. الضغط ـ ضيق في التنفس حتى توفي.
وأضاف”م.ع” بأن الشهيد تعرض للتهديد بالقتل فور خروجه حال إفصاحه عن عمليات التعذيب التي تعرض لها،مؤكداً بأنه شاهد آثار التعذيب على جسد “الحسني” بعد خروجه من سجون المليشيات قائلاً”طلبت من الشيخ عادل الحسني رحمة الله عليه عند خروجه من السجن تصوير آثار التعذيب على جسمه رفض أن أصوره كان ظهره كامل اسود وكذلك صدره وبطنه كلها اسود من التعذيب هذا الذي رايته بعيني ويكاد جسمه كامل تعرض لتعذيب”.
في 5 نوفمبر 2016 توفي قياديان في منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالمناطق الوسطى بمحافظة إب ـ وسط اليمن ـ في ظروف غامضة ،بعد أيام من الإفراج عنهما من معتقلات مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وبحسب مصادر مقربة منهما فإن القيادي في منظمة الاشتراكي في المناطق الوسطى ،وعضو اللجنة المركزية “مسعد أحمد الحدي”توفي في ظروف غامضة قبل أن يلحق به بعد ساعة رفيقه “حسن الأزنم”.
المصادر أكدت بأن القيادي الاشتراكي ورفيقه توفيا في وقت متقارب ما يرجح إصابتهما بمادة سامة في وقت واحد أثناء مكوثها في سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية .
و في 7نوفمبر2016م توفي المواطن (عادل محمد عبده مصلح سلام) ـ 39 سنة ـ من أبناء منطقة وراف بجبلة في أحد مستشفيات المدينة بعد يوم من خروجه من سجون مليشيات الحوثي وصالح بمنطقة الحوبان بتعز ،حيث اختطف ومكث في السجن لمدة خمسة أيام تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب كما روى ذلك أفراد من أسرته.
*المركز الاعلامي – إب