في تصريحات لافتة تؤكد ما سبق وأن كشفتْ عنه المملكة العربية السعودية ودول التحالف تجاه تصرفات ميليشيات الحوثي والمخلوع، أكد السيد بسمارك سوانجين المتحدث باسم منظمة اليونيسيف قبل أيام، أن المتمردين الحوثيين يعرقلون عملية وصول المساعدات الإنسانية والدوائية إلى اليمن، في محاولة للسيطرة عليها، وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها مثل هذه التصريحات عن مسؤولين أمميين، رغم أنها تشكل إدانة صارخة لحماقات تلك الميليشيات التي لا تعرف شيئا عن قيم الإنسانية، فضلا عن أن تقيم وزنا للأعراف والمواثيق الدولية؛ لأنها تتصرف من منطلق كونها عصابة اختطفتْ البلد بشعبه ومقدراته لا أكثر ولا أقل.
فقد أكد المتحدث الأممي أن العديد من المرافق الصحية في المناطق الشمالية والساحلية على وجه التحديد تعاني مأزقا إنسانيا في غاية الخطورة؛ نتيجة نقص الغذاء والدواء والمستلزمات الضرورية لتأمين الحد الأدنى لحياة السكان، عطفا على عمليات السطو التي تتعرض لها قوافل المساعدات، وصرفها إلى معسكرات المتمردين دون أي اعتبار لضائقة الشعب اليمني التي تدّعي ميليشيات العصابة الثنائية أنها جاءتْ لتحمي ثورته.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد اتهمت الميليشيات الحوثية غير مرة بمصادرة مواد أساسية كانت في طريقها إلى مدينة تعز، مشيرة إلى أن الحوثيين يرتكبون مخالفات جسيمة للقانون الدولي، وقد وثقت المنظمة الدولية 16 حادثة ما بين الثالث عشر من ديسمبر2015، والتاسع من يناير2016 الماضي فقط، منع فيها الحوثيون القوافل الإغاثية من الدخول إلى المدن اليمنية، فيما صادروا ما وقع منها تحت أيديهم.
وهذه الأحداث التي أكدتها تقارير المسؤولين الدوليين هي ما سبق وأن عرضتها المملكة وقيادات التحالف أمام أنظار العالم، لمنع تسلط هذه الميليشيات على قنوات العمل الإنساني، وتوظيف عمليات التجويع ومنع المساعدات الطبية في سياق تركيع اليمنيين، وحصارهم للإذعان عنوة لقوى التمرد ومن يقف خلفها كالمخلوع، والنظام الإيراني الذي لم يخف تورطه في الأزمة اليمنية، ما يؤكد أن هذه العناصر الميليشياوية لا تقيم أي وزن للمجتمع الدولي ولا لمؤسساته، لأنها في الأساس قوى اغتصاب خارجة على العدالة، وعلى القانون الدولي، وقد استفادت – للأسف- من تراخي مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة في التعامل مع القضية اليمنية لفرض نفسها كطرف في حين أن منطقها الذي أكدته تقارير منظمات الإغاثة يبيّن أنها ليست طرفا ولا يمكن أن تكون طرفا لا سياسيا ولا عسكريا طالما أن حياة الشعب اليمني لا تشكل أي قيمة تذكر في قاموسها الذي لا يعرف سوى عمليات السطو، والسطو المسلح، ونهب قوافل المساعدات الغذائية والطبية بلا وازع من ضمير ولا خلق ولا دين، وهذه هي عقيدة العصابات بالتأكيد التي قفزت إلى السلطة في غفلة من الزمن، واستأسدت منذ أن استخدمتها بعض الأطراف الإقليمية والدولية في ملفات قضاياها، ليُغضّ الطرف عن سلوكياتها اللا إنسانية، والتي تعكس بجلاء طريقة تفكيرها وعقلها السياسي الذي لا يقوم إلا على النهب بأي ثمن، وإلى أن ينهب بعضه إن لم يجد ما ينهبه من قوت الشعب، وهذا ما يلزم أن يتوقف عنده المجتمع الدولي لفك عقد قضية اليمن إن كان جادا في مساعدة هذا الشعب المكلوم المحاصر بالفقر والفوضى وسلطة العصابات.
- موقع اليوم السعودي.