بعدما مزقتها الحرب، وقبل حتى أن تجف دماء القتلى في طرقاتها، وصل “فوج سائحين” في جولة مدهشة لاكتشاف “المعالم المدمرة” لمدينة حلب السورية، كما حرصوا على التقاط صور “ذات مغزى” لذكرى لا يجدون فيها، للعجب، أي أبعاد مأساوية.
وتأتي الزيارة التي عنونتها صحيفة ميرور البريطانية بـ”غيلان تبتسم بحلب بينما تلتقط السيلفي”، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة جراء عشرات الآلاف من السكان المحاصرين الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة، ولا يزال إجلاء الكثير منهم معرقلا حتى اليوم.
الجولة السياحية التي لا يمكن تصور إمكانية حدوثها إلا في أشد الكوابيس قتامة، باتت حقيقة تستعصي على التصور الإنساني في جحيم حلب، حيث قام “السائحون” بزيارة مناطق عدة من المدينة، أو بالأحرى أطلالها، والتقطوا صور “السيلفي” بين أنقاض المباني وأمام السيارات المحطمة.
وتظهر إحدى الصور التي نقلتها “الميرور” الابتسامات الواسعة لعدد من السيدات بينما يلتقطن صور السيلفي في قلعة حلب التاريخية من، فيما اختار آخرون التقاط الصور داخل السيارات المدمرة.
ولم يوضح التقرير أو تعليقات الصور التي أوردتها “رويترز” هوية “السائحين”، لكن الأمر لا يحتاج إلى تفكير عميق لمعرفة من يمكنه أن يشعر بالسعادة، أو يقدر حتى على رسم بسمة وسط كل ذلك الخراب.
وتأتي هذه الزيارة في وقت ما يزال فيه آلاف المدنيين عالقين شرقي مدينة حلب بعد توقف عملية الإجلاء خلال اليومين الماضيين، بعد عرقلة الميليشيات الإيرانية لاتفاق الإجلاء، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المحاصرون وبينهم جرحى وأطفال.
وأدت سنوات من الحرب إلى تحويل مدينة حلب وريفها وبقية مدن المحافظة إلى “دمار شامل”، يجعل من الصعب استعادة المحافظة والمدينة لما كانت عليه من قبل.
وقبل الحرب كانت حلب أكبر محافظات سوريا من حيث الكثافة السكانية، وأغناها من حيث الناتج الزراعي والصناعي وأقدمها، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 4 آلاف عام، وأعرقها، بما فيها من آثار لأغلب حضارات البشرية.