لا تقتصر الجرائم التي ترتكبها المليشيا الانقلابية، بحق الأبرياء من المدنيين، في اليمن عامة، وبمنطقة الشقب بمديرية صبر الموادم جنوب محافظة تعز خاصة، بشكل يومي، على القذائف والقصف، بل لها طرق وأساليب عدة منها الألغام التي تحصد ضحاياها، والتي خلفت وراها فتاتان فقدتا قدميهما.
دليلة عبده أحمد الشقب، البالغة من العمر 28 عامًا، كانت تخاف أن تسرق منها الحرب فلذة كبدها، أو آحد أقربائها، لم تكن تعلم إنها ستسرق منها ساقيها، مع أبنة عمها عفاف التي هي الآخرى بتر أحد ساقيها.
كان ذلك في صباح السادس والعشرين من يونيو، لم تكن تعلم دليلة وأبنة عمها عفاف أنهن على موعد مع القدر المشؤم الذين نجين منه لكنه أحال حياتهما إلى جحيم لايطاق.
تعرضت “دليلة عبده أحمد”، وعفاف محمد أحمد الفتاتان الريفيات، لحادث انفجار لغم، زرعته المليشيا الانقلابية في منطقة الشقب، قلب حياتهن رأسا على عقب وتحطمت أحلامهن البسيطة حيث اصبحت دليلة بلا قدمين فيما ابنة عمها عفاف اصبحت تعيش بقدم واحد.
ولم تقتصر المأساة عند ذلك فقد فقدت عفاف والدها شهيدًا العام الماضي، فيما استشهد ابن عمها مختار صالح أحمد، وعمهما يوسف أحمد محمد مقبل، جريح مقعد جراء إصابته بقنص المليشيا.
ومنذ بداية الحرب الهمجية، سقط قتلى وجرحى بينهم أطفال، من أبناء منطقة، بينما دمرت آلة القتل والدمار الحوثية، عشرات المنازل، وتمنع ادخال المواد الغذائية والطبية إلى المنطقة عبر طريق ( الحدة ـ دمنة خدير) وتفرض حصارا مطبقا على المنطقة .
وأكدت مصادر حقوقية وطبية سقوط ما يقارب من 100 قتيل وجريح، من المدنيين معظمهم من نساء والأطفال جراء القصف العشوائي وأعمال القنص التي تشنها مليشيا الحوثي والمخلوع منذ أكثر من عامين.
وأضافت المصادر لـ”سبتمبر نت”، أن أكثر من 534 قذيفة وصاروخ كاتيوشا سقطت على قرى الشقب أطلقتها المليشيا الانقلابية بشكل عشوائي من أماكن تمركزها في دمنة خدير تسببت في قتل وجرح عشرات المدنيين ودمرت 16 منزل تدميرًا كليًا فيما تضرر مئات المنازل تضررًا جزئيًا، بالإضافة إلى تدمير أربعة مساجد بشكل كلي، ونهب 62 منزل وائتلاف 250 مزرعة.
وبحسب المصادر، فإن عدد الأسر التي تسكن منطقة الشقب تبلغ 1384، أسرة تقريبًا ويعيشون سكان هذه المنطقة معتمدين على دخلهم بالأجر اليومي والبعض الأخر يعتمدون على محصولهم الزراعي البسيط، إلا أن أراضيهم صارت مهدده بالانهيار والانقراض جراء الحرب المستمرة.
وتتضاعف معاناة الاهالي في منطقة الشقب جراء القصف العشوائي من قبل المليشيا الانقلابية والحصار الخانق التي تفرضة على المنطقة، التي تفتقر إلى أبسط الأساسيات الأزمة للحياة، بينما لايوجد في هذه المنطقة سوى مركز صحي واحد يقدم الاسعافات الأولية للجرحى ، بل إن كثير من الجرحى لقوا حتفهم نتيجة عدم وجود الخدمات الازمة وعدم وجود وسيلة مواصلات مناسبة لنقلهم إلى مستشفيات المدينة ووعورة الطريق أيضًا.
اما العملية التعليمية هي الأخرى متوقفة منذ بداية حصار المليشيا الانقلابية، واستهداف المدرسة الوحيدة الموجودة في القرية، بعض الطلاب اضطروا إلى الالتحاق بالمدارس المجاورة لمواصلة تعليمهم لكنهم لم يكونوا يعلمون أن قناص المليشيا المتمركز في تبة الصالحين لهم بالمرصاد ويستهدف كل من يحاول الخروج من منزله أو القرية.
اما بالنسبة للمنظمات الإغاثية والحقوقية لم تعرف حتى طريقها إلى قرى الشقب رغم ادراكها بالوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه المدنيون في قرى الشقب.
وتقع منطقة الشقب في الجهة الجنوبية على سفح جبل صبر تستميت المليشيا الانقلابية في محاولة اقتحامها والتمركز فيها خصوصا عقب سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على موقع العروس الاستراتيجي حيث تعتبر الشقب حارس البوابة الجنوبية للموقع و لمينة تعز أيضًا.