التقى، اليوم، مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بالأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي في الرياض، لبحث الوصول إلى صيغة نهائية لاتفاق تسوية سياسية مع جماعة الحوثي، تنهي الصراع المشتعل في اليمن منذ أكثر من 8 سنوات.
وسبق لقاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني بوزير الدفاع السعودي، لقاءات منفصلة مع كل من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرغ، ومبعوث الولايات المتحدة تيموثي ليندركينج والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفين فاجن.
وقالت مصادر يمنية مطلعة إن الاجتماعات التي جرت، اليوم، ناقشت وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق التسوية السياسية المتعثر منذ شهور.
تفاصيل مسودة الاتفاق:
وتتضمن مسودة الاتفاق، بحسب ذات المصادر، حسم الملفات العالقة والتي أفشلت كل المحاولات السابقة وعلى رأسها “فتح مطارا صنعاء والمواني أمام حركة الملاحة، ودفع مرتبات الموظفين الحكوميين”.
وأشار المصدر أن التسوية الجاري التفاوض بشأنها منذ أن بدأت مجهودات الوساطة العمانية قبل شهور تتضمن أن “يتم حسم أزمة دفع المرتبات على أساس ميزانية عام 2014، من إيرادات النفط والغاز، على أن تقوم السعودية بدفع المرتبات لمدة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة حتى تبدأ عمليات تصدير النفط والغاز”.
ولفت المصدر إلى أن الاجتماعات الجارية، قد تشهد كسابقتها ضغوطا من الرياض على مجلس القيادة الرئاسي الذي مثله الرئيس رشاد العليمي، ومعه أعضاء المجلس عيدروس الزبيدي، وطارق صالح، وعثمان مجلي.
وتتشابه مسودة الاتفاق المعروضة على مجلس القيادة اليمني من خارطة الطريق التي طرحتها السعودية قبل بدء الحرب على غزة وتحفظت عليها الحكومة الشرعية اليمنية، “خارطة الطريق المطروحة تشمل أولا حل القضايا الإنسانية العالقة، ثم الشروع في محادثات سياسية مباشرة تنتهي بفترة انتقالية جديدة”.
وكان مجلس القيادة الرئاسي اليمني قد رفض عددا من بنود خارطة الطريق التي عُرضت عليه في سبتمبر الماضي، وذلك لأنها “تحقق مطالب جماعة الحوثي على حساب الحكومة الشرعية اليمنية ما يرسخ من معطيات الواقع الذي خلقته تلك المليشيا خلال استيلائها على السلطة”، بحسب دبلوماسي يمني.
الوسيط الأمريكي يطالب بالتأجيل:
وكان الوسيط الأمريكي قد طالب من جهته بتأجيل إعلان تفاصيل المباحثات التي جرت في سبتمبر الماضي إلى ما بعد انتهاء العدوان على غزة.
غير أن حضوره اليوم إلى الرياض واجتماعه مع وفد مجلس القيادة الرئاسي تم تفسيره على أن واشنطن قد قبلت بخارطة الطريق التي عرضتها الرياض من قبل “في إطار صفقة مع طهران حتى تُقنع الأخيرة حلفائها في اليمن -الحوثي- بعدم التصعيد مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس استمعوا من المبعوث الأممي، إلى إحاطة بشأن اتصالاته الأخيرة، وجهوده لاستئناف عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
و أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أهمية التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحالة اليمنية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، الذي يضمن نزع سلاح المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة، وحقها الحصري في تنفيذ سيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات العامة.
كما أكد ضرورة ممارسة أقصى الضغوط على المليشيات الحوثية، ودفعها على التعاطي الجاد مع الجهود الجارية لتجديد الهدنة، وتحقيق السلام المنشود الذي يستحقه جميع اليمنيين.