تسبب الحصار المفروض على قرية النجد في مديرية مشرعة وحدنان شرق محافظة تعز من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ، في وفاة اليافع محمد عبد الله الطاهش “16 سنة” وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة، حيث عُثر عليه ميتاً في التاسع من شهر مارس الجاري بعد أن أصبح جلداً على عظم، بسبب نقص الدواء و الغذاء في القرية.
وتقول احدى فرق الرصد ان قرية النجد التي تسكنها (500 أسرة ما يقارب 2000 نسمة)، مثل باقي القرى في محافظة تعز، تعاني من حصار خانق مفروض عليها منذ عامين، تسبب في نقص شديد في الغذاء والاحتياجات الأساسية لسكانها، وما يزال سكان القرية يناشدون بضرورة توفير المساعدات الإنسانية لهم في ظل ارتفاع نسب الجوع والفقر والمرض بينهم.
قصة محمد مليئة بالمعاناة، حيث كان قد أصيب بحُمى شوكية في طفولته ليصبح معاقاً حركياً طيلة حياته ، ولم يتمكن أهله من علاجه بسبب الفقر و ارتفاع تكلفة العلاج.
محمد يتيم الأم، ووالده هجره مع اشقائه الثلاثة بحثاً عن عمل، توفيت جدته قبل سنة واحدة وهي الوحيدة التي كانت تعيله، وظل بعدها يتلقى المساعدات القليلة من أهالي القرية.
لكن الحصار المفروض على القرية من قبل الميليشيات والتي كانت معظم الأسر فيها تعيش على التكافل المجتمعي بين أبناءها، وكذلك إطالة أمد الحرب وتوقف الأعمال والرواتب للموظفين منهم ، أنهى المفهوم الجميل للتكافل في قرية النجد، فأصبحت كل أسرة غير قادرة على رعاية نفسها لذا سقطت الأسر الأكثر فقراً ، وتسبب ذلك في ارتفاع حالة البؤس والفقر بين السكان، حيث لم تصل المساعدات الإنسانية والموءن للقرية خلال العامين الماضيين، سوى مرتين فقط، وهو أمر تسبب في إهمال “محمد” ما أدى إلى وفاته.
ووثق فريق رصد، شهادات سكان القرية حيث أكدوا ما يلي:
لم تصل المساعدات إلى قريتهم طيلة عامين مضت سوى مرتين، احداها ما بين شهر أغسطس وسبتمبر/2016م وكانت معظمها مواد غذائية فاسدة ( 5 كيلو دقيق مسوس ) والمرة الثانية والأخيرة التي وصلت فيها معونات اغاثية كانت في شهر نوفمبر/ 2016م مقدمة من مركز الملك سلمان وعبر منظمة محلية ( أي قبل 4 اشهر من الآن ) وكانت عبارة عن ( 5 كيلو دقيق – 2كيلو سكر – واحد ونص كيلو حليب – واحد ونص لتر زيت – 3 علب فاصوليا – 10 قراطيس صلصله ) لا تكفي أسرة واحدة لمدة أربعة أيام.
وحسب الأهالي فإن الجانب الصحي في القرية متدهور جداً وهناك وحدة صحية في القرية ولكن بدون كادر طبي وتكاد تكون خالية تماماً من أي أدوية ومستلزمات طبية، ويشرف عليها متطوعون صحيون خريجو ثانوية .