محمد الربع:
البعض يتسائل والبعض يستنكر ماهذا الهوس في اليمنيين لبرنامج غنائي وإنشغاله بأشياء قد تكون هامشية لدى شعوب أخرى
السبب بسيط وهو أن اليمني مازال يفتش عن ذاته .. يبحث له عن وجود في هذا العالم .
يفتش عن أي ثقب ليشاور منه للآخرين يخبرهم أنه موجود .
يريد أن يقول لهم أنا قادر وأنا مبدع وبإمكاني أن أنافسكم وأتفوق عليكم .
ينطلق من موروث تاريخي يخبره أنه لم يكن شعب يعيش في الهامش بل كان مصدر إلهام لكثير من الشعوب .
ولهذا لا غرابة من تفاعله مع إبن بلده عمار العزكي بالعاطفة وبالفطرة وليس له حسابات أخرى كم ستربح القناة وهل الموسيقى حلال وهل نانسي لابسة قصير أو طويل .
حتى عند تشجيعه لمنتخب بلاده يدهش الآخرين في إحتشاده وحماسه برغم معرفته المسبقه أحيانا بأن منتخبه لن يفوز .
احتشد مع الطفل شهاب الشعراني في قناة طيور الجنة في مسابقة للأطفال وحاز على المركز الاول وشجع القارئ اليمني محمد نعمان في مسابقة ليبيا الدولية لحفظ القرآن الكريم وحصد المركز الاول .
ومن قبله صوت لفؤاد عبدالواحد ونجيب المقبلي وأسامة محبوب وعبدالعزيز عبدالغني وأمجد الخولاني وحصدوا جميعهم المراكز الأولى.
تحمسه بكهذا مسابقات ليس لأنه يعيش حالة ترف أو طفرة مالية بل لأنه وجد نافذة أتاحت له أن ينافس الآخرين ويثبت تفوقه.
بغض النظر عن إختلافنا على هذه النافذة .
اليمني مازال يبحث عن ذاته في حنجرة فنان ، وفي هدف لاعب ، وفي صوت منشد أو قارئ .
لاتتعجبوا من حماسة بعض مقاتلي الحوثي وهم يتوعدون بدخول مكه وهدم البيت الأبيض وتدمير دول أخرى برغم علمهم بضعف إمكانياتهم فهذا ليس مجرد جهل فقط ولكن إنعكاس لطاقات مدفونة استطاع الحوثي أن يوظفها ولكن في الطريق الخطأ ولمشروعه الخاص .
منذ خمسين عاما لم توضع لهذا الشعب مشاريع وطنية ينخرط فيها ويجد فيها ذاته ويكتب من خلالها إسمه بين الشعوب .
فلو كنا متفوقين في الصناعة والإقتصاد فهل كنا بحاجه لنزاحم في طيور الجنة ؟ ولو كان لدينا رائد فضاء وعالم ذرة وتقدم علمي هل كنا سننتظر للكلمتين التي ستقولها أحلام مديحاً فينا .
ضعوا للشعب مشاريع حياة لكي لاينخرط في مشاريع الموت
إفتحوا له نوافذ لمشارع وطنية لكي لاينزلق في مشاريع طائفية ومناطقية وعائلية .
وستجدوا أبناءه يزاحمون أحمد زويل ومارك ومهاتير وغاندي ولن يتوقف عند مزاحمه احلام ونانسي فقط .