تأهلت نيجيريا مساء الأربعاء للمرة 15 في تاريخها إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم إثر فوزها على جنوب أفريقيا بنتيجة 2-1 على استاد القاهرة الدولي. وسجل هدفي “النسور الخضراء” تشيكويزي في الدقيقة 27 وإيكونغ في الدقيقة 89، فيما سجل زونغو هدف “البافانا بافانا” (الشباب).
وتواجه نيجيريا في الدور المقبل الفائز من المباراة بين الجزائر وساحل العاج التي تجري الخميس في السويس، وذلك يوم الأحد.
وانطلقت المباراة بإيقاع سريع من الطرفين تحت إدارة الحكم المغربي رضوان جياد. وسعى الفريقان لفرض السيطرة على الآخر وإعلان نية الفوز بوضوح، فقد أرادت جنوب أفريقيا أن تقول كلمتها وتؤكد موقعها ضمن كبرى فرق القارة السمراء لاسيما بعد فوزها في الدور السابق على منتخب البلد المضيف مصر 1-صفر. وقال مدربها ستيورات باكستر “نعم، يمكننا أن نكرر الأمر أمام نيجيريا”.
أما نيجيريا، التي خسرت وفرطت في الصدارة لمدغشقر مع ختام منافسات مجموعتها في ستاد الإسكندرية، فرضت نفسها أمام الكاميرون حاملة اللقب إذ تأخرت 2-1 بين شوطي مباراة دور الـ 16 لتنتفض وتفوز وتتأهل.
لكن الأداء تراجع لتدور المواجهة أساسا في وسط الميدان، وسرعان ما واجها نيجيريا الفائزة ثلاث مرات بالكأس الأفريقية في سنوات 1980 و1994 و2013 صعوبات في اختراق دفاع خصمها نظرا للدفاع الجيد للجنوب أفريقيين الذين يحاصرون ألكسندر آيوبي مهاجم أرسنال وموسى ورأس الحربة أوديون إيغالو وصامويل تشيكويزي فور حصولهم على الكرة.
ولم تسجل سوى فرصة واحدة في ربع الساعة الأول، وكانت للـ “النسور الخضراء” في الدقيقة السادسة عن طريق ويلفريد نديدي لاعب ليستر الإنكليزي بتسديدة قوية خرجت فوق مرمى الحارس وليامس، وذلك بعد نشاط جيد لأحمد موسى مهاجم نادي النصر السعودي في الجناح الأيسر.
وتحرك موسى في الدقيقة 27 ليتمكن من التوغل في دفاع “بافانا بافانا” فسدد ليردها الدفاع. لكن تشيكويزي، لاعب فياريال الإسباني، وصل إلى شباك وليامس في اللقطة الموالية إثر هجمة جماعية تلقى على إثرها تمريرة عرضية من موسى ليختمها بتسديدة في المرمى (27). واهتز ستاد القاهرة وسط تصفيقات وتشجيعات الجمهور النيجيري الذي حظي بالمناسبة بدعم نظيره المصري الذي تنقل لمدرجات الملعب الدولي ليثأر من خسارته منتخب بلاده أمام لاعبي المدرب الإنكليزي ستيوارت باكستر.
واستمر عرض أحمد موسى مربكا لاعب جنوب أفريقيا في كل مرة عندما ينطلق سريعا على الجهة اليمنى ليبحث عن إيغالو أو تشوكويزي بغية تعميق جراح المنافس. واتضح مع مر الدقائق أن “النسور” متفوقة في اللعب على منتخب “الشباب”، ومنتشرة بطريقة أحسن على أرض الملعب.
وحصلت جنوب أفريقيا في الدقيقة 45 على ضربة حرة مباشرة عند مشارف منطقة الجزاء لكن قلب الهجوم ليبو ماثيبو فشل في استغلالها ليستعيد دفاع “النسور” الكرة ويدخل الفريقان لغرفة الملابس بتقدم لاعبي المدرب الألماني غيرنوت رور بتقدم هدف من دون رد.
وفور عودهم على أرض الملعب، واصل موسى وزملاؤه سيطرتهم واقتربوا نتن تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 50 عندما سدد لاعب الوسط بيتر إيتبو على العارضة إثر ضربة حرة مباشرة عن 25 مترا. واقتربوا من جديد من مرمى وليامس في الدقيقة 61 عندما اخترق تشيكويزي الدفاع ليسدد قرب القائم الأيمن. وعجز منتخب “البافانا” عن الرد وترك مدربه حائرا على خط التماس.
لكن نيجيريا قررت الحفاظ على تقدمها وبالتالي تراجعت وتركت مجال المبادرة لمنافسها، واكتفت بالهجمات المضادة. وعلى إثر ضربة خطأ، تمكنت جنوب أفريقيا من إدراك التعادل برأسية بونغاني زونغو في الدقيقة 71. واضطر الحكم رضوان جياد للاستعانة بتقنية الفيديو بعدما رفع مساعده الراية معلنا وضعية تسلل، لكن كاميرات الإعادة أكدت شرعية الهدف، لتصبح النتيجة هدف لهدف.
ودفعت نيجيريا ثمن تقاعسها واستخفافها بخصمها، فانبعثت المواجهة من جديد واستعادت جنوب أفريقيا الثقة بالنفس وتسلحت بعزيمة أقوى، وتذكرت أنها صابحة أكبر مفاجأة في كأس الأمم الأفريقية 2019 عندما تغلبت على منتخب مصر.
وقام المدرب غيرنوت رور بتغيير فدخل موزيس سايمون لاعب ليفانتي الإسباني في مكان موسى. وفي الأخير تمكن المدافع إيكونغ من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 89 بضربة رأسية مستغلا الخروج غير الموفق للحارس ويليامس.