يدخل النزاع في اليمن منذ تصاعده مع بداية عمليات التحالف بقيادة السعودية، عامه الخامس، الثلاثاء الماضي، من دون أفق حقيقي لحل قريب، رغم الاختراقات السياسية والعسكرية المهمّة التي شهدها في الأشهر الـ12 الماضية.
وبعد سنوات الحرب توصّلت السلطة المعترف بها دوليا والحوثيون بالسويد في كانون الأول/ديسمبر إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، بعد أسابيع من نجاح قوات الحكومة في دخولها لأول مرة.
وأثار الاتفاق آمالا لدى اليمنيين بالتوصّل إلى اتفاق سلام شامل في وقت قصير، لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى الآن مع استمرار الحوثيين في محاولة التنصل من الاتفاق ومحاولة الالتفاف عليه من خلال السعي لتسليم الحديدة لقوات تابعة لهم تحت مسمى ”خفر السواحل.“
وقالت المحلّلة في ”مجموعة الأزمات الدولية“ إليزابيث ديكنسون في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، ”تحقّق اختراق في السويد، لكنه كان في الحقيقة معنويا، ”ورأت أن الاتفاق يواجه ”تأجيلا وعقبات وتراجعا، وتطبيقه على الأرض لم يكن سهلا أو سريعا، إلا انه لم يمت بعد“، لافتة إلى أن ”اتفاق السويد حي ما دام الطرفان يفضّلانه على المواجهة العسكرية في الحديدة“، مضيفة ”العقبات والتحديات ضخمة“.
وبموجب الاتفاق، أوقفت القوات الحكومية حملتها العسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة بعدما دخلتها من جهتي الشرق والجنوب في تشرين الثاني/نوفمبر لأول مرة منذ سيطرة الحوثيين عليها في 2014.
لكن توقّف هذه الحملة التي تقودها الإمارات، الحليف الرئيسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، بدا رهنا بتنفيذ الاتفاق، بالتالي انسحاب الحوثيين من المدينة، ما يضع الحديدة أمام إمكانية عودة الحرب إلى شوارعها في أي وقت.
وفي 31 كانون الأول/يناير الماضي، هدّد التحالف بأنه سيستخدم ”قوة أكبر“ لدفع المتمردين اليمنيين لتنفيذ اتفاقات السويد.
ورغم هذه الضغوط، رأى الخبير في شؤون الدفاع والباحث في شؤون الأمن في جامعة سيدني ألكسندر ميترسكي في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، أن ”أطراف النزاع في اليمن، وبينهم التحالف بقيادة السعودية، لا يظهرون أي ضعف“، إلا أنه اعتبر أن ”الضغوط على التحالف يمكن أن تدفع نحو محاولة تحسين الوضع الإنساني فقط“.
وأوضح ميترسكي في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن ”الضغوط الدولية المتصاعدة على التحالف بقيادة السعودية قد تفتح الباب أمام تدفّق مساعدات إنسانية أكبر في اليمن. كما أن هذه الضغوط قد تتزايد في حال انتقال الاهتمام من سوريا إلى اليمن“.
وبينما يستمر القتال، يبدو اتفاق السويد رغم هشاشته، الأمل الوحيد بإمكانية التوصل إلى حل ولو على المدى البعيد.