قالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاثنين إنه يجب وقف تدخل أطراف صراع اليمن في عمليات الإغاثة مشيرة إلى أنه يثني المانحين عن تقديم مساعداتهم ويعرض الملايين الذين يعتمدون على المساعدات للخطر.
وتتوقف تدريجيا خدمات الصحة والصرف الصحي والتغذية التي تحمي الملايين من الجوع والمرض بجميع أنحاء البلاد وسط نقص حاد في التمويل. وتعد مخاوف المانحين من عرقلة المساعدات والتدخل في عملياتها من أسباب انخفاض التمويل.
وقالت الأمم المتحدة إن المانحين تعهدوا في يونيو حزيران بتقديم 1.35 مليار دولار فقط من 2.41 مليار دولار لازمة للأنشطة الإنسانية الأساسية حتى نهاية عام 2020.
وقال عمال إغاثة في أنحاء مختلفة من اليمن لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن من بين العوامل التي أعاقت عملهم اللوائح والتأخير في الموافقات وأعمال العنف التي تستهدف الموظفين والتدخل في تقييم الاحتياجات والرقابة عليها وقوائم المستفيدين.
ووصفت الأمم المتحدة اليمن بأنه يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم إذ يعتمد 80 في المئة من سكانه على المساعدات. وانهار نظام الرعاية الصحية هناك حتى قبل ظهور فيروس كورونا المستجد.
واليمن غارق في الصراع منذ تدخل تحالف تقوده السعودية في مارس آذار 2015 لإعادة الحكومة التي أطاحت بها قوات جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من العاصمة صنعاء في عام 2014. ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم المناطق الحضرية، إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
وذكرت هيومن رايتس ووتش في تقرير أن سلطات الحوثيين، والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والقوات التابعة لها، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة تتدخل بشكل منهجي في عمليات الإغاثة.
وقالت سلطات الحوثيين للمنظمة إن مزاعم التدخل في عمليات الإغاثة “لا أساس لها”. وذكر التقرير أنه لم يرد رد من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على تقرير المنظمة.
وقالت المنظمة إن القانون الإنساني الدولي يطالب أطراف النزاع بالسماح وتسهيل تقديم المساعدات دون عوائق للمدنيين المحتاجين.
وشهدت الأشهر الماضية بعض التحسن في التعامل بين المنظمات الإنسانية وسلطات الحوثيين في أمور منها منح التصاريح، لكن عمال الإغاثة قالوا لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنهم قلقون من ظهور قيود جديدة.
وقال معد التقرير جيري سيمبسون “الملايين يعانون في اليمن لأن الحوثيين والسلطات اليمنية الأخرى منعوا الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من الوصول دون عائق إلى المحتاجين”.