سبتمبر نت
نشر موقع سبتمبر نت، التابع لموقع الجيش اليمني، تقريرا مطولًا تحت عنوان “21 سبتمبر.. اليوم الأسود في تاريخ اليمن”.
في ذلك اليوم المشؤوم، الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، كان اليمنيون السبتمبريون على بعد خطوة واحدة من معانقة أحلامهم واستنشاق نسيم فجر يومهم الاتحادي الذي طال انتظاره، وكان الاماميون الجدد أيضا على بعد خطوة واحدة أيضا ولكن ليس لذات الحلم بل لامتطاء الجنون.. وبفعل الدعم الخفي او الظاهر لهم من دول عدوة وأخرى كنا نظنها شقيقة استطاع احفاد الائمة ان يسبقونا الى مبتغاهم، فنصبوا خيام الانقلاب وزينوها بشعارات الموت.
وخلال اربعة أعوام فقط منذ انقلابهم شاهد اليمنيون كل قبحهم، وسطوة ظلمهم، وفساد عقيدتهم، وظلام واسوداد حاضرهم ومستقبلهم ومستقبلنا معهم، حيث قتلوا ما يقارب ربع مليون شخص وفقا لتقارير دولية، الى جانب جرائم اخرى ابرزها الاختطافات والنهب والسلب والتدمير للبنى التحتية وللممتلكات بما فيها منازل المواطنين.
بعد سطوة ظلم وقهر واستعباد مارسها الأئمة القدامى على الشعب اليمني واستمرت مئات السنين، استطاع ثوار سبتمبر من القضاء على حكمهم في 26 سبتمبر 1962م، فقامت الجمهورية ولكن ما تلاها من ممارسات خاطئة وإخفاقات متتالية تسبب في ظهور الكثير من المشاكل، فعاد اليمنيون عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل عقب ثورة 11فبراير 2011، لإعادة النظر في طريقة الحكم ووضعوا كل المشاكل كبيرها وصغيرها على طاولات حوارهم وخرجوا في النهاية بشكل جديد للحكم، سينقل البلد من المركزية الى الفيدرالية الاتحادية وصاغوا مسودة دستور جديد يضمن حل جميع المشكلات، لكن تلك الانجازات والاحلام والتطلعات لم ترق لدول لا تحب ان ترى اليمن الا متخلفة ضعيفة تستجديها لقمة العيش، فاستغلت جماعات مركبة من خليط الشر والإجرام لا يمكن لها ان تعيش الا في ظل الفوضى.. فعملت تلك الدول بما فيها دولتا ايران المجاهرة بالعداء والامارات ودول اخرى على إجهاض حلم اليمنيين فخططوا ومولوا وأشرفوا على تنفيذ الانقلاب على الشرعية عن طريق المليشيا الحوثية في 21سبتمبر 2014م، ونجحوا في إيقاف اليمنيين اللحظات الاخيرة من طي صفحة المشكلات والدخول في مرحلة الاستقرار والتقدم والازدهار.. وخلال اربعة اعوام من الانقلاب المشؤوم ارتكبت المليشيا الدموية مختلف انواع الجرائم من قتل وجرح واختطاف ومصادرة للحقوق والحريات والاملاك العامة والخاصة، فضلا عن تدمير البنى التحتية والأملاك العامة والخاصة والمنازل.
استباحة دماء اليمنيين
حسب التقرير الذي أصدره التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان مؤخرا، فقد تسببت نكبة 21 سبتمبر اليوم الذي انقلبت فيه المليشيا الحوثية على الشرعية بقتل واصابة 35 ألفا و26 مدنيا بينهم نساء وأطفال ومسنون، وذلك خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 حتى 31 ديسمبر 2018.
من جانبه، كشف فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين في تقرير حديث له، عن أن مليشيا الحوثي شنّت هجمات عشوائية واستهدفت المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم الحرب.
وأوضح التقرير أن الحوثيين استخدموا أسلحة لها آثار مدمرة واسعة النطاق، كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون؛ وُجهت عمدا على المدنيين والأحياء المدنية وأدت إلى قتلهم وإصابتهم.
ولفت الخبراء إلى أن الحوثيين استخدموا الأسلحة عشوائيا في المناطق المأهولة بالسكان، في تعز وعدن والحديدة.
مؤكدين، سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحية قصف مليشيا الحوثي، ودمرت منازلهم وسبل عيشهم، كما قتلت النازحين في الحديدة أثناء فرارهم.
كما فحص وحقق فريق الخبراء في حوادث إطلاق النيران من قبل قناصة الحوثي في مدينتي تعز وعدن، التي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين.
اما الإحصائية الكلية لقتلى الحرب مدنيين وغير مدنيين، سواء بسبب الحرب العنف او غياب الرعاية الصحية وشح الغذاء فقد بلغت نحو ربع مليون شخص وذلك وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ألغام الموت الحوثية
وفقا لتقارير دولية ومحلية فقد زرعت المليشيا الحوثية ما يزيد عن مليون لغم في مختلف المحافظات، منها ألغام مضادة للأفراد ومضادة للعربات ومضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية منذ عام 2014 حتى عام 2018، فضلا عن الألغام التي لا تزال مزروعة.
وحسب تلك التقارير، فإن الحوثيين يستخدمون ألغاما على شكل صخور ملونة وأسطوانية وألعاب الأطفال ومواد البناء والمجسمات، أصبحت تهدد حياة الآلاف من اليمنيين، وخطرا يتربص بهم في كل مكان خصوصا النساء والأطفال.. وأدت تلك الالغام التي زرعتها المليشيا الحوثية الى سقوط ما يقارب من 12 ألف قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، في مختلف المحافظات اليمنية، فيما تسببت بإعاقة أكثر من 22 ألفا و187 آخرين، في مختلف المحافظات اليمنية.. هذا وقد صنفت منظمات دولية اليمن بأنها أكبر حقل ألغام في العالم.
مصادرة للحقوق والحريات
لم تقتصر جرائم الحوثيين على القتل بمختلف وسائله، بل عملت جاهدة على ممارسة الاعتقال والاخفاء القسري ومصادرة الحقوق والحريات على كل من يختلف معها أو يعارضها، حيث سجل تقرير حقوقي اختطاف واعتقال واحتجاز 16 ألفاً و565 مدنياً بينهم 368 طفلا و98 امرأة و385 مسناً، بالإضافة إلى إخفاء قسري لـ3 آلاف و544 بينهم 64 طفلا، كما سجل اعتقال 4 آلاف و242 سياسياً، وإخفاء قسرياً لـ837 وتعذيب 233 والاعتداء على ممتلكات 961، فضلا عن مقتل 236 سياسيا بنيران الحوثيين، وإصابة 613 آخرين، وذلك وفقا لرصد التحالف اليمني، وتعرض 246 إعلاميا للاحتجاز والاختطاف، و44 آخرون للإخفاء القسري، و62 للتعذيب، فيما تعرضت ممتلكات 141 إعلاميا للاعتداء.
ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية ضد الصحفيين عند هذا الحد؛ بل قامت المليشيا بإحالة 10 صحفيين محتجزين لديها منذ أكثر من 3 أعوام إلى محكمة جزائية متخصصة بمحاكمة الإرهابيين في موقف قوبل بتنديد واسع من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
النساء والأطفال
المرأة لم تسلم من أذى الحوثيين، حيث تواجه النساء أنماطاً مختلفة من العنف.. وأوضحت الإحصاءات التي توصلت إليها مؤسسة حقوقية «ماعت» خلال السنوات الأربع الأخيرة، ارتكاب الحوثيين أكثر من 20 ألف حالة انتهاك بحق النساء في اليمن، ما بين القتل والإصابة والاعتداء الجسدي وحالات العنف، وبالأخص في المدن والمناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وفيما يتعلق بالأطفال، فتشير التقارير الى ارتكاب الحوثيين العديد من الانتهاكات والجرائم بحق أطفال.. حيث تؤكد بعض الاحصائيات ان الحوثيين جندوا أكثر من 20 ألف طفل في صفوفهم، وحرموا أكثر من 4 ملايين طفل من التعليم.
جرائم إنسانية مركبة
يصف المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين الأزمة في اليمن بأنها «الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم».. فبعد ان تسبب الحوثيون في ادخال البلد في حرب مفتوحة واجبروا 3.3 ملايين شخص على النزوح وفقا لمنظمة العمل ضد الجوع الفرنسية، عادوا لينهبوا المساعدات الانسانية المخصصة للنازحين.. حيث اتهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مليشيا الحوثي الإيرانية، بسرقة ونهب المساعدات التي يقدمها لليمنيين.. وليس النازحين من يتعرضون للنهب والسلب فقد استحوذت المليشيا الحوثية على ايرادات الدولة واستأثرت بها لنفسها وحرمت نحو مليون موظف من مرتباتهم.
ونتيجة تلك الحرب الهمجية، فقد أوضحت تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 80 بالمئة من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14,3 مليون شخص بشكل عاجل.. وتابعت أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة أو حماية بشكل عاجل ارتفع بنسبة 27 بالمئة في هذا العام مقارنة بالعدد ذاته في العام الماضي، واشارت إلى أن ثلثي المناطق دخلت مرحلة ما قبل المجاعة.
من جانبها اكدت منظمة العمل ضد الجوع الفرنسية أن 16 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى المياه والصرف الصحي والرعاية الطبية الأساسية. وأغلقت %50 من العيادات في اليمن، ولا يستطيع أكثر من %70 الحصول على إمدادات منتظمة من الأدوية.
اما منظمة «سيف ذي تشيلدرن» الإنسانية البريطانية فتقول: إن قرابة 85 ألف طفل ماتوا من الجوع أو المرض في الفترة بين نيسان/أبريل 2015م وتشرين الأول/أكتوبر 2018. وقتل آخرون خلال المعارك.
وتقول احصائيات دولية أخرى: إن طفلا يموت كل عشر دقائق من أمراض كان يمكن منعها وبسهولة»، مؤكدا أن 1,8 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من «سوء التغذية الحاد».
كما تسببت الحرب الحوثية بحسب تقديرات الأمم المتحدة إلى حرمان أكثر من مليوني طفل غير مدرجين في العملية التعليمية من أصل سبعة ملايين طفل في سن الدراسة في اليمن.. منظمة «يونيسف» الأممية من جهتها أشارت الى ان 2500 مدرسة في اليمن اصبحت خارج إطار الخدمة حاليا، و%27 أغلقت أبوابها كليا، بينما تستخدم %7 كملاجئ لنازحين أو معسكرات.
خسائر اقتصادية
بناء على ما أكده التقرير الأممي الذي استند إلى دراسة أعدها فريق باحثون من جامعة دنفر في الولايات المتحدة، فإن إجمالي الخسائر الاقتصادية لليمن بسبب الحرب حوالي 88.8 مليار دولار.
مؤكدا في الوقت ذاته انه إذا ما استمرت الحرب حتى العام 2030 فسيعيش %71 من السكان في فقر مدقع، بينما سيعاني %84 منهم سوء تغذية، وسيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية نحو 657 مليار دولار.
وخلص التقرير الأممي إلى أنه على المدى البعيد ستكون لهذا الصراع آثار سلبية واسعة النطاق، تجعله من بين أكثر النزاعات تدميراً منذ نهاية الحرب الباردة.