في راهن كالذي يعيشه شعبنا اليمني العظيم والمتمثل في حرب ضروس شنتها عليه مليشيا التمرد المدعومة من ايران يجب ان تتحدد معالم وسبل المواجهة وأن يعي الجميع خطورة التعاطي مع الوضع بهوادة وعفوية أو بانتهازية بغية تحقيق مصالح شخصية على حساب وطن تنتهك سيادته وشعب تنهب حقوقه ويهدر دمه وتدمر مصالحه. وفي هذا المضمار الشاق والطويل تبرز أهمية الاعلام ودوره في تقويم مسار الوعي بالقضية الوطنية وهي اهمية لن تتحقق اهدافها واقعا الا بهيكلة اعلامية شاملة ترتكز على محددات واعية وحقيقية واشتراطات تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. كما وتحدد وتعتمد لوازمه واحتياجاته المادية الضرورية التي تكفل له النجاح ودوام السير بدأب في طريق تحقيق الاهداف الوطنية العليا.
اذ أن ما نلاحظه اليوم من منتج اعلامي «مقروء أو مرئي أو مسموع» ليس سوى منتج محدود الأثر، ضيق النطاق كمحدودية وضيق الإمكانيات المادية «المالية» المعتمدة لهذا الميدان الحيوي المهم، الأمر الذي عكس نفسه سلبا على الكثير من الأوعية والأدوات المنتجة وأهمها الإنسان أو الإعلامي الذي وجد نفسه يقاتل في خندقين:
خندق الكلمة «المقاتلة» وخندق العمل والنضال بجلد من أجل تأمين حياة معيشية يومية يسودها قدر مقبول من الكرامة الإنسانية..
وفي هذه البيئة ذات الشح المادي، وكثافة الآمال والأهداف والطموحات والوطنية عالية القدر والصبر انجرف البعض إلى العمل خارج الخط والمنهاج الوطنيين في معركة الشعب من أجل استعادة دولته، وصار للكلمة عندهم قيمة مادية مالية، وصار الوطن وقضاياه معروضة في المزاد عبر تجار الكلمة ونخاسي الشعارات الزائفة الذين لا هم لها سوى البحث عن المزيد من المكاسب المادية..
إن من الأهمية بمكان أن ندرك جميعا ان الإعلام يخوض معركته ضد الانقلابيين ودفاعاً عن سيادة الوطن وحريته وعن دولته الشرعية ورمزيتها في خضم من العجز المادي الذي انعكس بشكل مباشر سلبا على مستوى معيشة كوادره العاملين في مختلف التخصصات، الأمر الذي قد يبدو أنه قد أضعف الأداء في مواكبة تطورات المعركة مع الانقلابيين، ولكنه لم يمس مطلقا وطنية هذه الكوادر إلا فيما ندر والنادر لا حكم له، وتبقى مسألة التقاليد العسكرية والتحلي بها، واحترا م القوانين والنظم العسكرية مسألة ذات أهمية قصوى تعصم الكثيرين منهم من الزلل المفضي إلى المساءلة..
إن الذين لا يدركون مدى اهمية تنفيذ التوجيهات واحترام القيادات وعدم الإساءة إليها، وحفظ الاسرار لن ينتجوا اعلاما يجلي الحقائق ويكشف زيف ادعاءات العدو ويرفع معنويات المقاتلين ويشد ازرهم ويتعامل مع تضحياتهم بمهنية واحترافية، بل العكس هو الصحيح، سيصبح أمثال هؤلاء داء تحتم الضرورة الوطنية التعافي منه.
ان ما نصبو اليه اليوم ونحن نخوض معركة الخلاص من مخرجات كهوف التخلف والرجعية والانحطاط أن تعمل قيادة الدولة الشرعية السياسية والعسكرية وفي ذروة هرمها المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة على توفير الدعم الكافي لدائرة التوجيه المعنوي كي تتمكن من الارتقاء بمستوى الاعلام العسكري والنشاط التوجيهي الى مستوى الراهن الذي يعيشه شعبنا والذي لن يتأتى الا بتوفير امكانيات من خلالها نستطيع الوصول بالإعلام العسكري الى المستوى المواكب لاعتمالات المعركة كيفا وكما وعلى مستوى كل الجبهات وبإعلاميين محترفين لديهم القدرة على العطاء والاستعداد للتضحية كتضحية اولئك البواسل المرابطين في الخطوط الامامية في كل جبهات المواجهة ونحن ولله الحمد لدينا العديد من الكوادر الإعلامية العسكرية ذات التميز والكفاءة يدركون اهمية الالتزام بأداء الواجب ومردودات تنفيذ الاوامر والتوجيهات على سير المعركة وتحقيق الانتصار إن توفرت الشروط الموضوعية الضرورية لممارسة العمل..