كشفت الأحداث الجارية حالياً في مدينة تعز، حقيقة المؤامرة والمخطط الذي تموله قطر لإدخال المدينة في الفوضى لإفشال أية جهود رامية لتعزيز الأمن والاستقرار، واستكمال تحرير ما تبقى من مناطق واقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن.
أكدت مصادر يمنية لـجريده «الاتحاد» الاماراتيه أن مجاميع إرهابية بات يطلق عليها في المدينة مسمى «الحشد الشعبي»، شرعت بالانتشار في أنحاء متفرقة في المدينة، وسط اقتحام للمنازل والأسواق وإثارة الفوضى والرعب في صفوف الأهالي الذين أطلقوا نداءات استغاثة من أجل إنقاذهم من بطش تلك العناصر المسلحة.
وأضافت أن تحركات تلك الفصائل الإرهابية، رافقتها مواكب دعم إعلامي من قبل قطر عبر قناة الجزيرة القطرية ووسائل إعلام تمولها الدوحة، موضحة أن هذه التحركات جاءت ضمن خطة ممنهجة وحملة مسعورة لإفشال جهود السلطات المحلية والأمنية والعسكرية في المدينة التي أعلنت خطة انتشار أمني، والبدء بتعقب الخلايا المسلحة المتورطة في زعزعة الاستقرار وتنفيذ الجرائم والاغتيالات التي طالت جنوداً وقيادات أمنية ومحلية وعسكرية خلال الفترة الماضية.
وكانت مصادر محلية كشفت عن سقوط ثلاثة مدنيين قتلى، بينهم امرأة وإصابة آخرين، في الاشتباكات التي تقودها الميليشيات المسلحة ومناوئون لها في المدينة، في حين نقلت عدداً من جثث القتلى من مجهولي الهوية إلى المستشفى العسكري بالمدينة.
ودفعت الأوضاع المتوترة في تعز والاشتباكات المتقطعة والمتواصلة منذ الأربعاء الماضي إلى تعطيل الحياة العامة، وإيقاف العملية التعليمية في معظم مدارس المدينة، في حين أبلغت بعض الأسر عن حصارها من قبل «ميليشيات الحشد الشعبي» الذين يتمركزون بالقرب من منازلهم، ويستخدمونهم دروعاً بشرية.
وتزامنت هذه التحركات من قبل العناصر المسلحة الإرهابية مع احتشاد عدد كبير من أبناء محافظة تعز صباح الجمعة، تأييداً للحملة الأمنية التي تهدف إلى تطهير المدينة من العناصر الخارجة عن القانون.
وطالب المواطنون في احتشادهم في شارع رئيس بالمدينة بمواصلة تطهير المدينة من عناصر القتل والفوضى والمعتدين على حقوق وممتلكات المواطنين في حارات ومربعات المدينة، كما طالبوا بتسليم المطلوبين الذين سلموا أنفسهم لإدارة الأمن كمؤسسة دولة.
ودعا أبناء تعز السلطات الرسمية في تعز إلى التدخل وحماية الأسر من همجية وبطش الميليشيات الموالية لقطر، والتي تسعى للسيطرة على مدينة تعز اليمنية، وإخضاعها لمصلحة النفوذ القطر والإيراني بالتقاسم مع الميليشيات الحوثية.
وأكد عدد من المحليين والناشطين السياسيين والمدنيين في تعز أن قطر هي من تقوم بتحريك ورقة تعز من أجل العبث بأمنها واستقرارها، وإفشال أية مساعي لتحريرها من سيطرة الميليشيات الحوثية التي تفرض حصاراً خانقاً على المدينة، موضحين أن المخطط الممول من النظام في الدوحة بات واضح المعالم في تعز من خلال الفصائل المسلحة التي تقوم حالياً بنشر الرعب والهلع في صفوف الأهالي لتحقيق أجندة خبيثة، هدفها إفشال تعز وتحريرها لخدمة الميليشيات الانقلابية، وأيضاً لتأمين الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة و«داعش». وأوضح الناشط المدني في تعز عبدالفتاح الفتاحي لـ «الاتحاد»، أن قطر هي من تحرك ورقة تعز، وتعبث بخيارات المدينة، وتعمل على إفشال أي مساعٍ لتحريرها وتعزيز الشراكة المختلفة فيها، موضحاً أن هذه التحرك رافقه التزييف الذي تفتعله قناة الجزيرة القطرية في نقل حالة من التضليل في المدينة خلال الشهور السابقة، وتقديم صورة غير حقيقية عما يحدث لإدارة الصراع لخدمة أجندتها.
وأضاف أن الدور الذي تمارسه قطر وفق خياراتها وأجندتها بات واضحاً، وصار واقعاً لسلوك عادي للأدوات المسلحة التي تتحرك اليوم في المدينة لإثارة الفوضى، وزعزعة الأمن والاستقرار.