“سبتمبر نت”
في ظل النفص الكبير الذي تشهده صفوف مليشيا الحوثي الانقلابية لجأت الى فرض التجنيد الاجباري والزج بالأطفال في معاركها العبثية التي تخوضها في اكثر من جبهة في عموم البلاد منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في العام 2015.
وكانت اليمن الغت التجنيد الإجباري عام 2001. والذي كان يلزم جميع الطلاب الذكور من خريجي الثانوية العامة أداء الخدمة العسكرية المؤقتة لمده عام.
وخلال الثلاث السنوات الماضية من انقلاب المليشيا الحوثي بالتحالف مع الرئيس السباق علي صالح قبل ان تقتله منيت هذه المليشيا بخسائر بشرية كبيرة وعمليات استنزاف واسعة في المعارك التي تخوضها مع قوات الجيش الوطني المسنود بمقاومة شعبية وبتحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية.
حيلة لن يكتب لها النجاح
يقول محمد القطيب أحد أبناء محافظه حجه ان المليشيا لجأت إلى التجنيد الإجباري بعد فقدانها عشرات الآلاف من عناصرها في جبهات القتال طوال الفترة الماضية.
وتحاول المليشيا وفقا للقطيب تعويض ذلك عن طريق حيلة التجنيد الإجباري واللجوء إليه لإنقاذ نفسها من هلاك محتم.
ويضيف أن المليشيا تقوم بابتزاز المواطنين واجبارهم على تجنيد ابناءهم بالقوة أو دفع مبالغ مالية كبيرة في حال امتناع الانخراط في القتال مع المليشيا.
ضيق الخيارات
تتضائل الخيارات امام المليشيا يوما عن اخر اثر تورطها في القتال في اكثر من اربعين محورا قتاليا في المناطق التي لاتزال تحت سيطرتها.
يقول الجندي صلاح غانم أن شعور المليشيا بخسارتها الحرب مع الشرعية يتعزز كل يوم على الواقع ومعه تحاول جاهدة التشبث بأي أمل يبقيها على قيد الاستمرار بعد أن حكمت على نفسها بالفناء المحقق من خلال قيامها بالعبث باليمن ومستقبل أبناءه والزج بهم إلى جبهات القتال سواء بالخطف أو الاعتقال والذهاب بهم إلى الجبهات رغما عنهم.
ويضيف غانم أن اتساع محاور القتال وضراوتها جعل المليشيا في مأزق حقيقي وتتبع من اجل الخلاص كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحفاظ على ماء الوجه.
بيئة معادية
تستمر مليشيا الانقلاب في سياستها القديمة الجديدة في إرغام مشايخ ووجهات المناطق الخاضعة لسيطرتها في تجنيد ابناء القبائل، متبعة كل وسائل الترغيب والترهيب حيث انها هددت بعض المشائخ في اختطاف ابنائهم اذا لم يرفدوا جبهاتها بالمقاتلين.
ورفض كثير من ابناء القبل اليمنية في مناطق سيطرة المليشيا بعد مشاهدة بأم اعينهم ما تتعرض له المليشيا الانقلابية من عملية استنزاف مستمر لمخزونها البشري الانخراط في أي اعمال قتالية معها.
ويفيد الناشط مصطفى كامل أن المليشيا تساهم وبشكل لاشعوري في خلق بيئة معادية تتسع دائرتها يوم بعد آخر من خلال افراطها في تحميل الشعب ويلات هزائمها وانحسار رقعة سيطرتها امام تقدم قوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات.
ويضيف أن دائرة الرفض الشعبي تتسع يوم بعد آخر لتشكل بركان يمكن أن ينفجر في أي لحظة وهو ما ظهرت بوادره مع أبناء عزلتي الحيمة العلياء والسفلى بمديرية التعزية في محافظة تعز بسبب محاوله المليشيات فرض التجنيد الإجباري على أبناء المنطقة وزجهم في محارق الموت الحوثية.
اعتراف بقرب النهاية
تمثل عمليه التجنيد الإجباري تحت طائل القوه عمل يؤكد الاعتراف الضمني بقرب نهاية المليشيا والذي تؤكده الأحداث أن المليشيا غرقت في مستنقع تجنيد الاطفال والنساء, والتضحية بأرواحهم في اوهام لم تسطع تحقيق منها شيء على الواقع.
ويؤكد الناشط حسين سالم أن وثائق تم تسريبها كشفت عن حقيقه ما تعانيه المليشيا من أحجام الناس عن القتال في صفوفها بعد اتضاح حقيقه ما تعانيه من خسائر وهزائم متلاحقة جعلها في موقف الشفقة.
استحداث غرفه عمليات للإشراف على التجنيد
نتيجة للتطورات الميدانية المتسارعة والوشيكة بانهيار تام للانقلاب في مختلف الجبهات سارعت المليشيا لاستحداث غرفه عمليات لإنقاذ ما يتم إنقاذه عبر الدعوة والإشراف على عملية التجنيد الإجباري.
وفي هذا الصدد يقول القيادي الميداني في صفوف الجيش الوطني ممدوح غيلان: شعور المليشيا بما تتعرض له من انهيارات كبيره على الأرض جعلها تعلن حاله الطوارئ بين صفوفها وتلبية لدعوة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي دعاء إلى سرعه التجنيد الإجباري لإنقاذ, انقلابه من السقوط الحتمي والمدوي.
تجنيد الفتيات
لم تدع المليشيا شيئا الى ووظفته للاستمرار في مشروعها السلالي الانقلابي متجاوزة ومعتدية على كل قيم واعراف المجتمع اليمني المحافظ، حيث اقحمت مؤخرا المليشيا النساء الانخراط للقتال في صفوفها.
ويقول الناشط عبدالسلام عارف ان المليشيا وفي سبيل بقائها لم تتورع عن استخدام أي شيء في سبيل أهدافها.
ويضيف ان المليشيا شرعت بحمله تجنيد واسعه بين الفتيات وخاصه داخل امانة العاصمة وهذا يمثل بحد ذاته اعتداء على حرمات المرأة وتشويه لها واستغلالها في اهداف خاصه لا تمت للدين والمجتمع باي صله ويعرضها لكثير من مخاطر العنف والاغتصاب وبالتالي تصبح تلك المرأة غير جديرة بأن تكون اسره كبقية الفتيات اللاتي لم يجبرن على الالتحاق بالمليشيا.
اختفاء للأطفال
انتشرت ظاهرة اختطاف الاطفال بشكل لافت وواسع خلال السنوات الثلاث الماضية التي تلت عملية انقلاب مليشيا الحوثي صالح على الشرعية في عدد من محافظات البلاد الخاضعة لسيطرتها.
وتوجه اصابع الاتهام للمليشيا خصوصا بعد ان كشف مصير عددا من الاطفال الذي اختفوا خلال السنوات الثلاث الماضية وتبين انهم لقوا مصرعهم وهم يقاتلون في صفوف المليشيا.
وكان اخر هؤلاء الاطفال الضحايا الطفل ابراهيم القاعدي والذي عد شاهدا حيا على ما تمارسه المليشيا من جرائم ضد الطفولة والمتمثلة بالاختطاف والتجنيد.
ويقول سعد القاعدي شقيق الطفل إبراهيم القاعدي أن مليشيا الحوثي اختطفت شقيقه من أمام منزلهم بمديرية الشاهل بمحافظة حجة وذهبت به إلى جبهه الساحل الغربي دون علم اسرته حيث قتل هناك اثر غارة لطيران التحالف العربي.
وجندت المليشيا من بدء الحرب وفقا لوزير حقوق الانسان في حكومة الشرعية محمد عسكر ما يقارب من عشرين الف طفلا قتل منهم المئات.
عسكرة المدارس
منذ انقلابها حولت المليشيا الانقلابية كل مؤسسات الدولة المدنية بما فيها المدارس الى ثكنات عسكرية ومنها تمارس عنفها وبطشها ضد الشعب اليمني.
يقول التربوي ابراهيم سالم ان المليشيا تعمدت عسكرة المؤسسات التعليمية استخدام المدارس واستغلالها لخطف وتجنيد الأطفال علاوة على تحويلها إلى مراكز تدريب فكري وثقافي لزرع الأفكار الطائفية في اوساط النشء.
ويضيف سالم لم تقتصر أعمال المليشيا إلى تحويل المدارس الى أوكار تجنيد للأطفال ونشر الأفكار الطائفية وتحويل المناهج الدراسية بما يتناسب مع توجهات المليشيا بل ذهبت إلى الدعوة لإغلاق المدارس وتوجيه الطلاب والمعلمين إلى جبهات القتال حسب ما اورده القيادي الحوثي حسن زيد.
ويعكس ذلك وفقا لـ سالم ان هذه الممارسات افصاح واضح لحقيقة ونوايا مليشيا الحوثي في تدمير ممنهج للتعليم وافراغه من مضامينه التربوية والقيمية للمجتمع خدمة لمشروعها الانقلابي السلالي.
تأخير الانهيار الكلي
عبثا تحاول المليشيا تأخير نهايتها التي أجمع الشعب عليها وهو انهاء, الانقلاب الذي دمر اليمن ومؤسساته وحوله إلى حظيرة تتبع جماعه لا تؤمن بمستقبل يليق بالإنسان اليمني.
ويقول الناشط أكرم المقداد أن توجه الجماعة الانقلابية للتجنيد الاجباري وتجنيد الأطفال، ليس إلا محاوله لتأخير الانهيار القادم بعد اصابة بنيتها البشرية بالشلل التام وحلول الهزيمة القاسية فيها بأي وقت.
ويضيف الجندي زيدان عامر: لا استبعد ان تقوم المليشيا الانقلابية بعملية تجنيد اجباري واسعة دون استثناء لرفد جبهات القتال ومنع انهيارها.
ويوافقه في ذلك يونس سلبه حيث يقول أن المليشيا لن تتورع عن فعل أي شيء يحد من تقدم قوات الجيش الوطني باتجاه أوكارها الأخيرة في مران وصنعاء.
واعتبر عدنان هاشم ان لجوء المليشيا للتجنيد الاجباري مؤشر على حقيقة انهياراتها وعمليات الاستنزاف الممنهج التي تتعرض لها في جبهات القتال.