كان للتواصل الاجتماعي الدور الأكبر والبارز في ثورات الربيع العربي ومنها ثورة اليمن السلمية والتي انطلقت شرارتها في 11فبراير 2011 م حيث أصبحت في متناول طبقة كبيرة من الشعب اليمني الثائر وساهمت في إيصال صوت الثورة إلى بقية اليمنيين والعالم.
وأسهمت شبكات التواصل في كسر حاجز الخوف والتحرر من كبت الحريات التي وضعها نظام المخلوع، وكشفت للعالم بشاعة النظام السابق وارتكابه للمجازر كمجزرة جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس 2011 ومحرقة تعز في التاسع والعشرين من مايو 2011 فكان لمواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها فيسبوك والذي ساهم في إظهار حركة القمع وبالمقابل حركة الثورة وشكلت للجماهير جسر تواصل فيما بينها وأثرت في التكاتف الثوري وإظهار الصورة الثورية بكاميرات مختلفة.
وفي انقلاب الـ 21 من سبتمبر 2014 (الثورة المضادة) التي قامت بها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح واحتلاله للمحافظات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء والاستيلاء على مؤسسات الدولة العسكرية قبل المدنية والتي شكلت بها القبضة الحديدية ضد مواطني العاصمة ومصادرة حرياتهم وإغلاق المؤسسات الإعلامية وجميع القنوات الفضائية الثورية والمعارضة وحتى المستقلة واحتلالها لمبانيها وملاحقتها لكل قلم كان أبرزها اختطافها لعشرة صحفيين يمنيين مازالوا في سجون الانقلابيين حتى الان ومع كل هذا الكبت توجهه الناس لمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تويتر واتس تليجرام انستجرام وغيرها وأصبح منها ينقل الانتهاكات الممارسة بحق المواطنين من قبل المليشيات بجميع أنواعها الى الفضائيات والعالم الخارجي ومنظمات حقوق الانسان وكان آخرها مقطع فيديو لاعتداء المليشيات الثلاثاء الماضي على وقفة لأمهات المختطفين أمام مقر بعثة الأمم المتحدة والذي انتشر كالنار في الهشيم وتواردت ردود الأفعال المحلية.
تقول ” جهاد عبدالرحيم “: ” أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي المتنفس الوحيد بعد مصادرة حرياتنا والة القمع المستمرة والمرتجفة من كل كلمة حق تقال” ويضيف حميد أحمد: “في ظل الانقلاب الذي وصل به الأمر الى انقلابه على كل القيم والأخلاق اليمنية وحتى المرأة يعتدى عليها ولولا مواقع التواصل الاجتماعي لكنا في جحيم المعاناة الأكبر وهي اختفاء الحقيقية ناهيك عن السياط تحت يد الجلادين”.
هذا ومع حركة الثورة في هذه المواقع والتي يؤكد عزالدين محمد ” أنها بداية الشرارة لزوال انتفاشة المليشيات التي تتعرى وتنكشف حقائق ممارساتها ضد المواطنين يوماً بعد يوم “.
إلا أن هذه المواقع تعرضت للحجب أكثر من مرة من قبل المليشيات كان أولها بعد حجب المواقع الإخبارية حجب برنامج تليجرام ثم حجب برنامج الواتس والتي تعد شريحة كبيرة من الناس تستخدمها كمتنفس للحريات أو مصدر للمعلومة الصحيحة أغلب الأوقات بعيداً عن الشائعات التي تطلقها مطابخ المليشيات بين الحين والآخر لخدمة مصالحها.