نشر سبتمبر نت، تقريرًا حول المعاناة التي يجدها أطفال تعز يوميًا بشكل دائم بسبب غباء وعن المليشيا والانقلابيون.
جراء الحرب والحصار الذي تشهده مدينة تعز منذ اكثر من عامين ونصف تعالت صرخات الأطفال الرضع الذي اصابهم الهزال الشديد جراء سوء التغذية مما دفع عدد من الاطباء من تخوفهم بسبب من تدهور حالاتهم وليس انين الاطفال سوء مشهد واحداً من فصول الوجع الذي يعانيه الصغار والكبار .
وكثير من الأطفال الجوعى من ابناء مدينة تعز التي أرهقتهم الحرب الدائرة والقصف المستمر والحصار المفروض بدأت تظهر في الآونة الأخيرة على الأطفال أعراض سوء التغذية مع استمرار الحرب وأغلبهم دون الثمانية أشهر.
احصائيات مخيفة
ففي مستشفى اليمني السويدي الذي دمر عدد من اقسامه واجهزته الطبية جراء قصف المليشيا الانقلابية يتزاحم عشرات المواطنين مع اطفالهم للحصول على بعض الادوية التي تقدمها بعض المنظمات في مشهد يعكس مدى المأساة الانسانية التي يعانيها الاطفال في مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيا الانقلابية .
ومازال مستشفى اليمني السويدي الوحيد المتخصص بعلاج الاطفال والذي يعمل بمحافظة تعز يستقبل ما بين اربعين الى خمسين طفلاً مصاباً بسوء التغذية اسبوعياً احصائيات مخيفة كشفها احد الاطباء في المستشفى الذي اكد ان هذه الاعداد من المدينة فقط اما المرضى في المديريات خارج المدينة فلا يستطيعون الوصول للمستشفى بفعل الحصار .
المستشفى الذي دمر عدد من اقسامه واجهزته الطبية قبل الحرب كان يستقبل ما بين 350 طفلاً يومياً ولكن حينها لم يكون هناك انتشاراٌ لمرض سوء التغذية والادوية متوفرة .
اصبحنا مثل افريقيا
وقالت طبيبة الأطفال ايمان الاديمي “في العادة أزمات التغذية أكثر شيوعا بكثير في افريقيا ليس في اليمن ولكن للأسف اصبحنا مثل افريقيا “واضافت عدد الحالات المسجلة والتي يستقبلها المستشفى ما بين اربعين الى خمسين حالة يستقبلها المستشفى من الاطفال المصابين بسوء التغذية اسبوعياً مشيرة الى ان الامر اصبح حرجاً ويسلط الضوء على ما يواجهه المدنيون من صعوبات جراء الحرب والحصار المستمر منذ عامين على الاقل .
واضافت الاديمي لـ” سبتمبر نت ” كنا في مستشفى اليمني السويدي نوزع تغذية أساسها من الفول السوداني التي تؤهل الاطفال تدريجيا لتناول الغذاء وزيادة وزنهم الا انها انقطعت تماما عليهم.
سوء التغذية يفتك بالأطفال
كان بالإمكان انقاذ حياة عشرات الاطفال الذين يموتون من الجوع والامراض يمكن علاجها بسهوله كما يقول الاطباء لكن الحرب والحصار حال دون ذلك .
ومن جانبها قالت الدكتورة اروى الصبري لـ”سبتمبر نت” ان سوء التغذية عند الاطفال انتشر بشكل مريب في مدينة تعز لم نشهده من قبل ” كما انتشرت عدد من الامراض وكان بالإمكان انقاذهم لكن الحرب والحصار منعنا من ذلك.
وأضافت: أن جانبا من المشكلة يتمثل في اعتياد الأمهات على إرضاع أطفالهن حليبا صناعيا وهو ما أصبح من المستحيل بسبب الوضع الصعب الذي تشهده مدينة تعز يصعب شراءه .
واشارت الصبري الى إنه حتى إذا أرادت الأمهات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية فستجد كثيرات منهن الأمر صعبا بسبب المشقة البدنية والقلق النفسي من جراء العيش في منطقة حرب.
وتابعت “الأم تشعر بتوتر شديد ولا يمكنها أن تجد ما يكفي من الطعام ولذا لا يمكنها أن تفرز كميات كبيرة من الحليب.”
ومن لم يمت بالجوع مات قتلا
أطفال تعز يقتلهم الجوع والحصار ومن لم يمت منهم جراء ويلاته مات قتلاً بالقذائف أو قنص .
اصبحت مشاهد القتل والدمار شريطاً يتجدد في الاذهان في مدينة تعز التي تشهد قصف متواصل من قبل المليشيا الانقلابية .
وليس النوم على جوعٍ عمره استمر لأيام أسوأ من الاستيقاظ على صوت القصف عند أطفال تعز ، فالجوع والخوف شعوران متلازمان لا يفارقان سكان المدينة المحاصرة ، لكنهما أشد وأكثر ألماً على أطفالٍ لا يمكنهم فهم الأسباب التي تجعلهم يعيشون هذه المعاناة بلا ذنب اقترفوه.
تقول المواطنة سميحة ، وهي أم لثلاثة أطفال استشهد والدهم جراء قصف المليشيا الانقلابية بقذائف الهوزر على حي ثعبات (شرقي تعز) إنها تركت منزلها بعد أن دمره القصف الذي قتل فيه زوجها، وانتقلت إلى منزل في العسكري ، هو الاخر تعرض لقصف عنيف دفعها للهرب بأطفالها إلى حي الجمهوري .
وأضافت لـ “سبتمبر نت ” أنها في طريق هروبها مع أطفالها، شاهدت الرعب في وجوههم عند المرور بين جثث لمواطنين قتلتهم قصف الحوثيين ، حيث كان المنظر مرعبا وأشلاء الأطفال والنساء تملأ المكان.
وبعد وصولها مع أطفالها إلى حيث توجد الآن، لم تجد سميحة مكانا تأوي إليه سوى دكان حصلت عليه من قبل فاعل خير .
وعن أحوال معيشتها مع أطفالها في حي الجمهوري، تقول سميحة ” انا اعاني من ظروف معيشية صعبة ، فمعظم الأيام ينام أطفالي جوعى دون ان أجد ما أسد به رمقهم، لكن الدكان الذي اعيش فيه قد يحميني وأطفالي من خطر القصف الذي لا يتوقف ، حيث تثير أصوات الانفجارات رعب الأطفال وبكاءهم”.
الاطفال هم الضحية الاكبر
الاطفال في مدينة تعز هم الضحية الاكبر من بين الضحايا المدنيين المعرضون للقصف الذي تشنه المليشيا الانقلابية على المدينة ورغم عدم توفر احصائيات دقيقة الا ان الاطباء يؤكدون ان مئات من الاطفال سقطوا جراء القصف العشوائي ومن لم تقتله الحرب سقط ما بين جريح او معاق او اصيب بالأمراض النفسية .
ورغم انكسار الحصار جزئياً على مدينة تعز الا ان المليشيا لم تكتفي بالموت العشوائي لتزرع خلفها موتاً خبيثاً يختبئ خلف الالغام الارضية التي اودت بحياة مئات الاطفال واصابت العشرات منهم بإعاقات دائمة نتيجة عبثهم بها فالأطفال لا يفرقون بين الالعاب و الالغام التي خلفتها المليشيا في عدد من المناطق التي انسحبت منها .
هكذا هي اذاً مدينة تعز المحاصرة بالألغام لا يوجد امام الاطفال الا التعايش مع المأساة او القفز فوق الدمار ” ويبقى السؤال المطروح: متى ستتوقف مأساة الاطفال وحصار الميليشيات الانقلابية وستضع الحرب أوزارها ؟ وتعود الحياة لمدينة تعز واطفالها .