في خطوة من شأنها زيادة تعقيد المشهد اليمني ومساعي إحلال السلام، أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا استهدف عمق المملكة العربية السعودية.وذكر المتحدث باسم قوات التحالف اللواء أحمد العسيري أن الصاروخ، الذي استخدمه الحوثيون لاستهداف مكة المكرمة وتم اعتراضه هو من نوع “سكود”، وأنهم تدربوا على استخدامه على يد إيران و”حزب الله”.
العسيري، وفي تصريح أعقب الهجوم، قال إن استهداف مكة المكرمة يكشف زيف شعارات الميليشيات المنحرفة. وتعهد برد قاس على الحوثيين، وأضاف: “سنقطع ذيل الحية”، وأشار إلى أن ما وصفها بأعمال “الانقلابيين” العبثية لم تتوقف منذ بداية عمليات التحالف في اليمن، ولكن قوات التحالف متيقظة وتصيب في كل مرة الميليشيات الانقلابية ومن يعاونها بالإحباط، على حد تعبيره.
نفى الحوثيون استهداف مكة المكرمة، وأكدوا أن القوة الصاروخية أطلقت صاروخا بالستيا على مطار الملك عبد العزيز في جدة، وأنه أصاب هدفه بدقة، مخلفا دمارا وخسائر كبيرة في المطار.
بيد أن العملية تكشف عن امتلاك الجماعة مخزونا من صواريخ “سكود” بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى العمق السعودي، في محاولة هي الثانية من نوعها منذ استهداف قاعدة عسكرية جنوب مدينة الطائف.
ناشطون في الجماعة ذكروا أن هذه العملية هي الأولى في سلسلة أخرى من العمليات التي ستستهدف العمق السعودي، وذلك بعد يوم على دعوة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إلى المضي في تشكيل حكومة أحادية في صنعاء وإرسال المزيد من المقاتلين إلى الجبهات.
وكان الحوثي قد تجاهل في خطابه الإشارة إلى خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة واكتفى بالقول إنه لا توجد مؤشرات حقيقية لانتهاء ما أسماه العدوان، وهو أمر فسر لدى المراقبين بأنه عدم رضا عن خطة السلام المقترحة.
وهذه التطورات رافقتها مواجهات عنيفة في مديرية نهم شرق صنعاء بين قوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمسلحين الحوثين المسنودين بقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ووفق مصادر حكومية، فإن هذه القوات تمكنت من السيطرة على جبل القرن بشكل كامل، بعد مواجهات عنيفة. في حين تستمر هذه المواجهات في الطريق إلى قرية بران، فيما ساندت طائرات التحالف هذا التقدم وسط قصف مدفعي مكثفة استهدف مواقع الحوثيين في المنطقة.
وفِي مؤشرات على عدم جدية الأطراف المتصارعة بالقبول بالخيار السلمي، أعربت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والمؤسسات التابعة لها عن معارضتها لأي مقترحات للحل السلمي لا تستند الى المرجعيات الثلاث المتمثّلة بقرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ورغم الضغوط التي تمارسها مجموعة الـ 18 الراعية للسلام في اليمن، فإن مواقف الأطراف المتصارعة بدت أكثر تشددا، في حين تشهد مختلف الجبهات تصعيدا في العمليات العسكرية. ومعها تزداد الأزمة الاقتصادية، حيث انتهى الشهر الثاني من دون أن يتسلم الموظفون الحكوميين في المناطق الخاضعة للحوثيين رواتبهم، فيما تؤكد الحكومة أنها لن تدفع الرواتب إلا بعد التزام تلك المناطق بتوريد الضرائب والعائدات المالية إلى البنك المركزي الذي جرى نقله إلى العاصمة المؤقتة مدينة عدن.