يعد ارتفاع ضغط الدم من المشاكل، التي تظهر بشكل متزايد لدى الأطفال في الوقت الحاضر، وذلك بسبب زيادة الوزن وقلة الحركة، كما أن الاستخدام المكثف للإنترنت يلعب دورًا في هذا، وينبغي علاج ارتفاع ضغط الدم في الوقت المناسب، وإلا سيرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب أو الكلى أو السكتة الدماغية في مراحل عمرية لاحقة.
وأوضحت مؤسسة “صحة الأطفال”، أن ارتفاع ضغط الدم يصيب الأطفال أيضًا، وليس البالغين فقط، مشيرة إلى أنه يعد واحدًا من أهم عوامل الإصابة بتصلب الشرايين وعواقبه الخطيرة مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية واضطرابات الدورة الدموية، فضلًا عن الفشل الكلوي المزمن.
صعوبة التشخيص
وأفادت المؤسسة الألمانية أن المشكلة مع ارتفاع ضغط الدم تكمن في عدم الشكوى منه لفترة طويلة، وبالتالي يتم اكتشافه وعلاجه في وقت متأخر. وأضاف الخبراء الألمان أن تشخيص ارتفاع ضغط الدم يمثل مشكلة كبيرة لدى البالغين، وهو يزداد صعوبة مع الأطفال، حيث إن مشاكله لا تكاد تذكر في المرحلة الأولى، وقد تغيب في مرحلة الطفولة في بعض الأحيان بشكل تام.
ونادراً ما تعطي إشارات، مثل الصداع والدوار ونزيف الأنف وطنين الأذن والتعب السريع واضطرابات النوم، دليلاً لطبيب الأطفال على الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وقد أظهرت دراسات أن ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة قد يؤثر على تطور المرض في مراحل عمرية تالية. وإذا لم يتم علاجه، يزداد احتمال الإصابة بأمراض القلب أو الكلى أو السكتة الدماغية.
أطفال أكثر عُرضة
لذا توصي الجمعية الأوروبية لمكافحة ارتفاع ضغط الدم بأن يقوم أطباء الأطفال بمراقبة ضغط الدم بانتظام من سن الثلاث سنوات فصاعداً لجميع الأطفال والمراهقين. وتخص الجمعية بالذكر الأطفال الأكثر عُرضة للمرض، ومنهم الذين يعانون من زيادة في الوزن وارتفاع مستوى الدهون في الدم والأطفال، الذي يظهر المرض بشكل متكرر في أسرهم، وكذلك الأطفال، الذين أصيب آباؤهم بأزمة قلبية قبل سن الستين أو سكتة دماغية قبل سن السبعين.
ومن ناحية أخرى، أشارت دراسات دولية إلى وجود صلة وثيقة بين الاستخدام المكثف لشاشات الملتيميديا والإنترنت وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، ويتم تصنيف هذا الاستخدام بأنه “مكثف” عندما يزيد الاستخدام عن ساعتين يومياً.
ويتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز قياس ضغط الدم ذي الأساور المطاطية، التي يتم نفخها على الذراع أو على الجزء السفلي من الساق مع الأطفال الصغار. وللأسف يعد قياس ضغط الدم الصحيح لدى الأطفال أمرا صعبا مقارنة بالبالغين، وذلك لاختلاف حجم وطول الذراعين لدى الأطفال. لذا يلزم على الطبيب استخدام مقاسات مختلفة، مع مراعاة أن القيم المقاسة تزداد لدى الأطفال، الذين يبكون ولا يهدأون.
تغيير نمط الحياة
ويمكن مواجهة ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال من خلال تغيير نمط الحياة، لاسيما إنقاص الوزن الزائد؛ حيث ينبغي تجنب المشروبات، التي تحتوي على نسبة عالية من السكر مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة. كما ينبغي الإقلال من الزيوت والدهون والأملاح، في حين ينبغي الإكثار من الخضروات والفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة.
ومن المهم أيضاً أن يمارس الطفل الرياضة لمدة لا تقل عن 60 دقيقة يومياً. وبجانب هذا توجد بعض الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والتي يمكن استخدامها مبدئياً مع الأطفال والمراهقين..