الحرب على تعز كانت حربا مفتوحة ضد كل شيء، ولم يسلم منها الحجر أو الشجر أو البشر. نعم انها سياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، ونفذتها على أرض الواقع، فأوقعت كل هؤلاء القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء دون ان يذرف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان، ولو دمعة واحدة على هؤلاء الناس.
ألا يستحقون الدموع؟؟ أليسوا من البشر؟؟ كل هؤلاء القتلى والجرحى لا يستحقون من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية كلمة شجب أو إدانة، وفِي الوقت نفسه يبتلع الكثير من ناشطي المنظمات المحلية السنتهم عندما يتعلق الأمر بالعدوان على المدنيين في تعز من قبل مليشيا الحوثي وقوات المخلوع.
تابعت أحد الأصدقاء الصحفيين على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر وهو يكتب منشورات تذكير لبعض الناشطين والناشطات اليمنيين الذين أدانوا بصوت عال جريمة قصف طيران التحالف لإحدى العمارات السكنية في فج عطان بالعاصمة صنعاء، بأن هناك جريمة ارتكبت أمس ضد مدنيين من أبناء تعز من قبل مليشيا الحوثي وقوات المخلوع، وينبغي أن يدينوها، ومع الأسف عملوا أذن من طين وأذن من عجين على جريمة قصف سوق بيرباشا.
الواضح أن هناك انتقائية في التضامن مع ضحايا الحرب من المدنيين في اليمن من قبل المنظمات المحلية وبما ينعكس على موقف المنظمات الدولية!!!
يا هؤلاء الذين يتشدقون بحقوق الانسان؛ هذه الحقوق لا تتجزأ، فقتل المدنيين مدان وجريمة نكراء، والتضامن معهم لا يكون بمعايير خاصة بمنطقتهم أو مذهبهم أو موقفهم السياسي وانتمائهم الحزبي، فكلهم يمنيين.
فيا أصحاب حقوق الانسان ويا أيها المدافعين عن كرامته وانسانيته وحقه في الحياة أين أنتم من هؤلاء المجرمين، أين صوتكم، أين ضميركم، أم أنكم أصبحتم صما وبكما وخرسا.
لقد كشفت الحرب على تعز حقيقة مدعي الإنسانية وحقوق الانسان من المنظمات المحلية والدولية، و ان المجتمع الدولي اليوم أصبح بلا قيم وبلا مبادئ، مجتمع دولي لا يؤمن الا بالقوة لا يؤمن الا بالسلاح وقوة الردع ولا يعنيه الضعفاء اطلاقا.