عقد مركز الدارسات والاعلام التربوي ،صباح اليوم، مؤتمرا صحفيا لإشهار تقريره السنوي الثالث حول وضع التعليم في اليمن في ظل التحديات الراهنة.
وخلال المؤتمر الصحفي استعرض المركز تقريوه السنوي الذي تضمن أرقاماً لعدد المدارس المغلقة والمحتلة ونسبة الطلاب الذين فقدةا حق التعليم، وغيرها من الإحصاءات.
وفيما يلي نص التقرير..
مع بداية العام الدراسي الرابع في ظل الحرب يواجه التعليم في اليمن تحديات جسيمة و متداخلة تهدد بإخراج أغلب المدارس والمعاهد والجامعات عن العمل ما يهدد جيلا كاملا بالحرمان .
ففضلا عن الأضرار المباشرة التي تعرض لها قطاع التعليم بمختلف مستوياته، -العام والفني والعالي – و حالة الانقسام السياسي و هيمنة البعد الطائفي و الأمني على المؤسسات التعليمية إضافة إلى الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وقصور الأداء الاداري ،فإن توقف رواتب 70./.من المعلمين منذ 10 أشهر يهدد أكثر من 13 ألف مدرسة بالإغلاق وهو ما يعني حرمان ملايين الاطفال من حقهم بالتعليم.
في هذا السياق يأتي هذا التقرير السنوي الثالث الذي يصدره مركز الدراسات والاعلام التربوي تحت عنوان ” أنقذوا التعليم.. ” والذي يهدف إلى تقديم عرض تحليلي لأبرز التحديات التي تواجه التعليم في اليمن واستعراض ابرز مؤشرات العام الدراسي الماضي 2016-2017 م معتمدا بذلك على المنهج الوصفي التحليلي لوصف وتحليل مجموعة واسعة من البيانات الكمية والنوعية .
النتائج الرئيسية
خلال العام الماضي بقيت أكثر من 1400 مدرسة في عموم الجمهورية مغلقة 78./. منها متضررة بشكل جزئي أو كلي و22./. محتلة عسكريا أو تستخدم لايواء نازحين هذا العدد وإن أظهر مؤشرا إيجابيا مقارنة بالعام السابق من حيث انخفاض عدد المدارس المغلقة بنسبة 20./. إلا أن عوامل اخرى كانتشار الامراض وارتفاع نسبة المخاطر في كثير من المدن و تردي الوضع المعيشي للأهالي …أدت إلى تراجع نسبة الالتحاق بالتعليم بنسبة 3./. مقارنة بالعام السابق ما ساهم في زيادة عدد الاطفال خارج المدرسة.
حيث وصل عدد الاطفال خارج المدرسة منذ بداية الحرب حتى الآن إلى 1.4 مليون و أربعمائة طفل في سن التعليم العام إضافة إلى 1.7 مليون وسبعمائة طفل قبل الحرب ما يرفع عدد الاطفال خارج المدرسة إلى 3.1 ثلاثة ملايين ومائة ألف طفل .
تمثل المدرسة الملجأ الامن الذي يمكن أن يقدم الحماية للاطفال في أوقات الحروب، إلا أن الوضع في اليمن يبدو على العكس من ذلك تماما فقد سجل العام الماضي أعلى معدل في حوادث الإعتداء على المدارس أثناء الدوام المدرسي منذ بداية الحرب فقد سجلنا 32 حادثة اعتداء على مدراس في مختلف محافظات الجمهورية تنوعت بين قصف للطيران وقصف مدفعي أو اعتداء مسلح .
كما سجلنا 16حادثة قتل لاطفال وهم في طريقهم من وإلى المدرسة .
تتعدى قضية التعليم كونها مسألة تربوية إلى قضية تتعلق بالنفوذ السياسي والطائفي لأطراف الصراع “ففي المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي وقوات صالح ثمة عمل ممنهج لفرض الافكار الطائفية داخل المدارس والجامعات .
فلم يعد نشر الافكار الطائفية داخل المدارس يقتصر على الانشطة اللاصفية الموجهة بل تعدى الامر الى اقدام الحوثين على تعديل المناهج المدرسية على أساس طائفي ،صاحب و يصاحب ذلك فتح مراكز تعليم ديني طائفي في المساجد و فتح مراكز صيفية في المدارس للغرض ذاته ، إضافة إلى حالة التعبئة العامة و الشحن الطائفي عبر وسائل الاعلام ما يجعل المدرسة الرسمية، التي من المفترض أن تكون صرحاً يعزز قيم المواطنة والتعايش والسلام و التنمية مكاناً للتعبئة الطائفية .
و تمثل نسبة النزوح المرتفعة في صفوف الطلبة التي تزيد على 19./. من إجمالي الطلبة البالغ عددهم 6ملايين طالب وطالبة تمثل وأحدا من أبرز المخاطر المهددة بحرمانهم من مواصلة تعليمهم.. فهناك وأحد من كل إثنين من الاطفال النازحين _اي النصف_ لم يتلقى أي تعليم رغم بقاء الكثير منهم على قيد المدرسة .
ورغم تعدد التحديات التي تواجه التعليم فقد كان لتوقف مرتبات 70 ./. من المعلمين منذ 10 اشهر تأثيرا مباشرا على العملية التعليمية: حيث تلقى ما يقارب 4.5 أربعة ملايبن ونصف المليون طفل 60./.فقط من الساعات الدراسية التي حصل عليها زملائيهم في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية .
فانخفاض الساعات الدراسية جراء الاضرابات المتكررة للمعلمين وانقطاع البعض الآخر سيحرم الطالب على المدى البعيد من سنة دراسية على الاقل مقارنة بالمتوسط العام للساعات الدراسية التي يتلقاها أقرانه في العالم وهو في الوقت ذاته سيكون له أثر سلبي على الاقتصاد الوطني.
إن حرمان المعلم من راتبه يعني حرمان لملايين الاطفال من حقهم بالتعليم و العيش الكريم ”
فقد بلغ متوسط مرتبات المعلمين المتوقفة خلال ال 10 الاشهر الماضية 102 مليار ريال وهو ما يمثل تأثيرا ليس فقط على التعليم بل على الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل عام .
وفي استطلاع أجراه المركز على نخبة من التربوين- مكون من 180 فرد عبر لقاءت مباشرة وغير مباشرة – في ثلاث محافظات هي : تعز والحديدة و الامانة يرى 92./. منهم بأنه لا يمكن العودة الى المدرسة والبدء بعام دراسي جديد مالم يتم تسليم رواتبهم فيما يرى 8./. بان المسؤولية الاخلاقية تحتم عليهم مواصلة عملهم .

تحليل الوضع
إضافة إلى استمرار الحرب وتوسعها إلى مناطق جديدة و بيئة الحرب الغير مواتية لا ستمرر التعليم في كثير من المناطق فإن هناك مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه التعليم العام على راسها توقف رواتب المعلمين وغياب ميزانية خاصة بالتعليم و مزاحمة قطاعات اخرى كالصحة والاغاثة للتعليم ما يجعل التعليم خارج اولويات كثير من الاسرة وخارج اولويات الحكومة والمانحين .
إضافة الى ذلك فإن ضعف آليات الحماية و تداخل المعايير السياسية بالتربوية وما نتج عنه من انقسام حاد داخل الوزارة ،وضعف كفاءة القدرات الادارية على العمل في حالة الطوارئ وافتقار الوزارة لخطة واضحة للعمل في الوضع الراهن وضعف القدرات الادارية للمؤسسات التعليمية تلعب دورا كبيرا في تدني جودة التعليم.
وتمثل حالة النزوح المتواصل في خلق وضع اسري غير مستقر وهو في الغالب ينعكس سلبا على الصحة النفسية للاطفال ويقلل من تكيف الطفل الاسري ما يؤدي الى تدني التحصيل العلمي .
التوصيات
1- العمل على الحد من الانتهاكات المستمرة بحق التعليم ودعوة أطراف الصراع الى احترام القانون الانساني الدولي وعدم شن هجمات على المدارس والمرافق التعليمية او استخدامها لأعمالهم العسكرية ، ويتطلب ذلك ضغط قوي من قبل منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية يصاحبها خلق وعي عام بالجوانيين الخاصة بحماية التعليم اثناء النزاعات والحروب وحملات اعلامية متنوعة .
2- نطالب الحكومة بسرعة صرف رواتب المعلمين وتفادي توقف العملية التعليمية .
3- تشكيل مجلس أعلى للتعليم يتبنى رسم السياسات التعليمية التي من شانها ان تسهم في حلحلة الوضع الراهن وتجاوز حالة الانقسام والتهيية المرحلة القادمة .
4- تنسيق الجهود التي تقوم بها المنظمات والمبادرات المحلية والخارجية والجهات الرسمية وغير الرسمية بما يحقق التكامل في اداء عملها وبما يسهم في توسيع نطاق عملها في المناطق الاكثر حرمانا وبالأخص المديريات الريفية التي تعاني من الصراع .وهنا يمكن أن يقوم مكتب التربية في كل محافظة او مديرية مع المنظمات والمبادرات ومجالس الاباء بتحديد الاحتياجات العاجلة ووضع الاولويات ويلتزم الكل على العمل وفقها .
5-نناشد المتبرعين بوضع التعليم كاولوية في تمويلهم فهو المدخل الاهم في الازمة اليمنية
6- التنسيق بين مكاتب التربية بالمحافظات وكليات التربية لزيادة ساعات التطبيق العملي على الطلبة لما من شانه تغطية العجز الحاصل في المدارس بسبب تغيب المعلمين .