نشر” سبتمبر نت”، تقرير عن مدينة تعز وكيف شكلت معركة كسر الحصار على المدينة في المنفذ الغربي حدثا مهما وانتصارا عظيما لإرادة أبطال الجيش الوطني وعملت على إنهاء معاناة سكان مدنية تعز إلى حد كبير.
ظلت مليشيات صالح الحوثي الانقلابية تسيطر على المنفذ الغربي للمدينة لفترة طويلة واذاقت المواطنين في معبر الدحي ألوان العذاب, وجرعتهم مرارة الحصار.
وكانت المليشيا تمنع دخول اسطوانات الغاز والمواد الغذائية للمدينة بحجه تزويد الجيش والمقاومة بها, ناهيك عن حالات القتل المتعمد للنساء والشباب, والضرب والاعتقال.
حصار ومعاناة
أصناف من العذاب والتجويع والترويع طال سكان المدنية في معبر الدحي كل هذا الكم من المعاناة والأبطال يخوضون معارك ومواجهات في أكثر من منطقة وحي ضد المليشيا وما إن إقترب الموعد لرحيل جماعة الموت كان تاريخ 10 من شهر مارس 2016 م حاسما للأبطال فيه تم تحرير مواقع الجبهة الغربية والبداية من معبر الدحي ثم جامعة تعز وحي بير باشا وتبة الأرانب وتبة الخوعه وتبة الأريل ونادي الصقر وتبة قاسم وتبة عقلان وتبة أمين ومنطقة عقاقة والجبالي وشارع الثلاثين والمنشآت النفطية والسجن المركزي.
بالتوازي كان الأبطال في جبهة الضباب يصنعون التاريخ ويمرغون أنف العدو بمنطقة المقهاية التي كانت أشبه بمعبر الدحي كما تم تحرير التبة الحمراء وتبة الشيباني وتبة الخزان وتبة المقبابة وحدائق الصالح لتحلتم الجبهات وستبشر الناس بكسر الحصار وعمت الفرحة بهذا الإنتصار.
المنعطف الأبرز أن فتح خط الضباب لم يستمر أكثر من أسبوع واحد , واقع مر فرضته طبيعة الحرب, وفارق السلاح والآليات العسكرية التي عززت بها المليشيا مقابل إمكانيات الجيش الوطني في تلك الفترة فقد تم التوغل من منطقة الصياحي وصولا إلى منطقة المقهاية في الضباب وفرض حصار خانق على المدينة أستمر حوالي 6 أشهر, في هذه الفترة سيطرت المليشيات على الشريان الوحيد (خط الضباب ) الذي يربط بين تعز والتربة وعدن, الامر الذي فاقم معاناة المواطنين في مناطق جنوبي غرب المدنية.
مع هذا الوضع الجديد استحدث المواطنون طرقا بديلة جبلية ووعرة, والكل تتبع المعاناة والصمود في صبر وغيرها من الطرق التي كان يسلكها الناس ليصلوا الى المدينة.
معركة الانتصار
ومع تولي قيادة جديدة لمحور تعز ممثلة باللواء الركن / خالد فاضل كرس كل الجهود للترتيب والإعداد لمعركة كسر الحصار, معركة نفذها أبطال اللواء 17 مشاة بقيادة نخبة من الضباط والقادة الميدانيين وبمشاركة عدد من فصائل المقاومة.
الموعد كان 20 من شهر أغسطس من العام 2016عندما شن الأبطال في جبهة الضباب هجوما كاسحا على مواقع العدو في منطقة المقهاية التي فيها فجرت المليشيا عبارات المياه والخط ونصبت حواجز تراتبه وحجرية كبيرة لمنع تقدم قوات الجيش الوطني ولكن كل ذلك تهاوى أمام ضربات الأبطال المحكة وسقطت المقهاية ثم التوغل والسيطرة على منطقة الصياحي المطلة على حذران.
وحررت قوات الجيش, وعلى طول الخط مواقع تبة المقبابه وتبة الشيباني وتبة الخزان وحدائق الصالح والتبة السوداء التي فيها قتل أبرز القادة الميدانيين في صفوف المليشيا والمكنى أبو عاطف مع 7 من أفراده.
في الوقت ذاته كان الابطال الجبهة الغربية يخوضون معركة مصيرية عنوانها الإنتصار ولا شيء غيره في تحرير جبل هان هذا الجبل الذي قتلت منه المليشيا العشرات من المدنيين بعمليات قنص مباشر في شارع الثلاثين وفي السجن المركزي والمليحة ناهيك عن القصف الممنهج الذي طال منازل المواطنين في عقاقة والجبالي وسبب نزوج جماعي للأهالي.
أسود الجبل “جبل صبر” سطروا بطولات خالدة وتم تحرير الأجزاء الشرقية من الجبل ثم الجهة الجنوبية منه وسط استمرار للمعارك لليوم الثاني على التوالي ومع غروب شمس يوم 21 أغسطس كان الأبطال على موعد مع الانتصار وتحرير جبل هان كاملا وتأمين خط الضباب.
ويقول رئيس عمليات اللواء 17 مشاة العقيد /عبده حمود الصغير خاض الرجال بطولات خالدة في معركة كسر الحصار وتحرير جبل هان وتأمين خط الضباب.
واضاف ” ولاشك أن 21 من أغسطس 2016م مثل يوما مفصليا في تاريخ الفعل المقاوم في تعز خاصة وعلى مستوى اليمن عامة حيث إنبثاق نور الحرية وكسر حصار ظالم جثم على صدور أبناء تعز فتنسموا عبق الحرية , كان أبطال الجبهة الغربية أكثر شموخا وهم يقفون علي ضخور جبل هان ينظرون إلى الخط الأسود تنساب فيه السيارات ذهابا ويابا وتخرج مواكب المدينة لتضع أكاليل الورد والزهور على رؤوس هؤلاء الأبطال من سطروا عظمة المرحلة بدماء زكية سقطت على تراب عقاقة وفي جوار السجن المركزي وعلى صخور جبل هان لكنهم شعروا بالراحة تنساب على أرواحهم وهم يشاهدوا فرحة تعز على وجوه الأطفال”
وتابع “مر عام على كسر الحصار فهل أوفينا للشهداء حقهم وهل عرف أبناء تعز فضلهم, وهل ندرك أن الأبطال لازالوا يربطون في جبل هان وغيره من المواقع ويسهرون في مواجهة الرصاص والقذائف ليبقى شريان تعز مفتوحا, لقد أصبح الجبل صديقا لا يمل “.
فرحة الانتصار
خفف هذا الانتصار من معاناة الناس ورفع عن كاهلهم وطأة الحصار الخانق, وخرجت الأسر إلى الضباب قوافل تتنفس الصعداء, مشهد عبر عن فرحة الانتصار عندما وضعت بعض الأمهات على صدور أبطال الجيش الوطني أكاليل الزهور والورود, ناهيك عن قطع الحلوى لكل الذين يقفون على طول الخط لتأمين مرور المواطنين.
أحد أبطال معركة كسر الحصار العميد الركن / أمين جعيش أركان حرب اللواء 17 مشاة قال لـ “سبتمبر نت”: “أن يوم 21 اغسطس من عام 2016 يعتبر يوم تاريخي للعودة إلى الحياة وستظل تذكره الأجيال في محافظة تعز التي عاشت الحصار وعانت منه, وشهدت معركة التحرير “.
وأضاف: ” لقد فرضت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح حصارا ظالما على السكان وقطعت الطريق العام في منطقة الضباب وإغلاق المنفذ الغربي للمدينة وكان لازما علينا من فتح الخط وكسر الحصار وبدأ العمل في معركة استمرت أسبوعين ارتقى خلالها 30 شهيد و 147 جريحا , أرتوت الأرض بدمائهم من أجل أن يعيش أنباء تعز دون حصار “.
المقاتل والقائد الميداني إبراهيم دماج قال ” عندما تجد آلاف بل عشرات الألاف من أبناء شعبك بالأخص مدينتك تعز، محاطون بالخوف والجوع والحصار لاشك بأن كسر حاجز الحصار مثل فرحة كبيرة بإنتصار عظيم كنا ندرك جميعا بأن “حدائق الصالح” و”نقطة الهنجر” وجبل هان “هي شوكة, وكسر هذه الشوكة كان لها ثمنها من التضحيات الجسيمة لدى رجال التحرير “.
واعتبر دماج أن الجبهة الغربية جبل هان وخط الضباب احدهما الشريان والأخر القلب النابض فجبل هان هو القلب النابض لا يعمل على تأمين الجبهة الغربية فحسب بل على تأمين كل جبهات القتال داخل المدينة “.
وأضاف دماج :” برغم تلك التضحيات وبرغم الألم الذى عانته قوات الجيش والعناء الشديد في تحقيق التحرر إلا أن الفرحة بإلتحام الجبهات وفك الحصار الخانق على الجميع كان أعظم فرحة إمتزجت بأهازيج النصر ومواويل الشموخ ونشوة التحرر “.
تعظيم سلام
لا شك أن معركة كسر الحصار شارك فيها كثير من الأبطال من الألوية المختلفة وفصائل المقاومة وكثير من الرجال الشرفاء.
حاولنا بهذا التقرير أن نبتعد عن ذكر الأسماء لأن القائمة تطول وكثير هم الأبطال الذين صنعوا النصر سواء الشهداء أو الجرحى والذين لايزالون مرابطون في الجبهات وفي ومواقهم المختلفة.