تعد مديرية الصلو إحدى المديريات الهامة في الجمهورية اليمنية وهي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تعز وتبعد عنها بحوالي (45) كيلومتر، ويحدها من الشمال مديرية خدير ومن الجنوب مديريتا المواسط وحيفان، ومن الشرق مديريتا خدير وحيفان، ومن الغرب مديرية المواسط.
ولأهمية مديرية الصلو من ناحية موقعها الاستراتيجي فقد تعرضت في السابع من اغسطس من العام الماضي لهجوم من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من اتجاه دمنة خدير، وقبل يومين فقط من وصول قوات عسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية الى المديرية بقيادة كل من قائد اللواء 35 مدرع العميد الركن/ عدنان الحمادي وقائد اللواء 17 مشاة العميد الركن/ عبدالرحمن الشمساني وناطق الجيش الوطني في تعز العقيد الركن/ منصور الحساني والعقيد/ نبيل الاديمي.
وعليه فقد شهدت مديرية الصلو منذ اغسطس العام الماضي 2016م حتى اغسطس هذا العام 2017م تطورات عسكرية لافتة تمثلت بسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على العديد من المناطق والمواقع العسكرية الاستراتيجية.
“سبتمبر نت” يسرد في هذا التقرير أهم الاحداث التي شهدتها مديرية الصلو، على مدى عام كامل من المعارك التي تمثل جزءاً من احداث وتطورات كبيرة شهدتها محافظة تعز.
في7 أغسطس 2016م اندلعت معارك عنيفة، بين مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة العقيد نبيل الاديمي، ومعه مجاميع من لواء الصعاليك وكتائب حسم،
بمديرية الصلو، لأول مرة، وقتل 16 من عناصر المليشيا وأصيب العشرات، في المواجهات التي دارت في نقيل مديرية الصلو، في حين استشهد اثنان من رجال الجيش والمقامة الشعبية، وأصيب 4 أفراد آخرين.
وفي 8 اغسطس 2016م انسحبت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من مواقعها في رأس نقيل مديرية الصلو، وتمركزت في تبة الصيرتين عقب تعرضها للخيانة من قبل شيخ مديرية الصلو القيادي في حزب المخلوع صالح عبدالرقيب منصور الشهاب بعد ان قام هو وأتباعه بإطلاق النيران على رجال الجيش والمقاومة من الخلف، في حين فرّ الشيخ الشهاب مع أسرته هارباً بعد أن خان أهالي مديرية الصلو وباعهم للمليشيا الانقلابية، وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من القبض على عدد من افراد اسرته.
وفي 12 اغسطس وصلت كتيبة خاصة من محافظة مارب الى تلة الصيرتين بإشراف من العقيد الركن/ منصور الصلوي وبقيادة الرائد/ باسم العزاني.
وحاولت المليشيا الانقلابية خلال شهري اغسطس وسبتمبر 2016م التقدم من خلال شن هجمات عنيفة على مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلا أنها فشلت في ذلك.
وفي 27 أكتوبر 2016 شنت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية هجوماً كبيراً على مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في قرية حمدة والصيرتين بالمديرية وتمكنت من السيطرة على قرية حمدة وبعد ساعات تمكنت قوات الجيش والمقاومة من استعادة قرية حمدة ودحر مليشيا الحوثي والمخلوع من المناطق التي حاولت التقدم وعادت الى مواقع تمركزها في مواقعها السابقة في قرية الصيار بعد دحرها ومقتل 50 من عناصرها وجرح العشرات، فيما ودعت جبهة الصلو 7 من رجالها بينهم ثلاثة قيادات وهم القيادي بالمقاومة الشعبية منصور عبدالمغني الصلوي والعقيد/ سيف الاشعري والرائد/ باسم العزاني.
وفي 30 أكتوبر 2016م، شنت المليشيا الانقلابية هجوماً عنيفاً آخر على مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تبة الصيرتين بمديرية الصلو واستطاعت السيطرة عليها.
وفي 7 نوفمبر 2016م استعادة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة العقيد سعد اليوسفي وكتائب ابو العباس تبة الصيرتين الاستراتيجة بالإضافة الى قرية الموسطة والبطنة والمقاطرة بمديرية الصلو بعد فرار المليشيا منها تاركة ورائها معداتها العسكرية، بالاضافة الى اسلحتها الشخصية ومقتل 18 من عناصرها بينهم قيادي واثنين صومالين كانوا يقاتلون في صفوفها واصابة العشرات وتدمير ثلاثة اطقم عسكرية.
وفي 16 نوفمبر 2016م، شنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة العقيد مهيوب الصنوي والعقيد عبدالجليل الحمادي هجوماً مباغتاً على مواقع وتجمعات مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في قرية الصيار، وتمكنت من السيطرة عليها فيما تقدمت من عدة محاور أخرى وسيطرت على قرية الصافح والحود وسط فرار كبير للمليشيا الانقلابية بعد تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري.
وفي 31 ديسمبر 2016م تمكنت مدفعية الجيش والمقاومة من تدمير طقم عسكري للمليشيا على متنه ذخائر رشاشات وقذائف مدفعية بمنطقة الحود.
وفي 6 يناير 2017م، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لهجوم عنيف شنته المليشيا على مواقعها في سوق العقبة أسفل قرية الصيار، من المحور الغربي والشرقي وأجبرت المليشيا الانقلابية على التراجع والفرار بعد مقتل 8 من عناصرها وجرح العشرات واحراق طقم للمليشيا وغنمت قوات الجيش والمقاومة، عدداً من الاسلحة الشخصية والذخائر التي كانت بحوزة المليشيا الانقلابية، أثناء الهجوم الفاشل الذي قامت به.
وفي يوم الأحد 15 يناير 2017م، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة القيادي بالمقاومة الشعبية سلمان الحريبي والقيادي الميداني حبيب السامعي ” من احباط محاولة تقدم فاشلة لمليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية باتجاه مواقعها في قرية الصيار، وأجبرت المليشيا على التراجع والفرار بعد تكبيدها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد العسكري، فيما استشهد احد رجال الجيش الوطني والمقاومة وهو أصيل الصنوي وجرح إثنان آخران.
ومنذ شهر يناير حتى اغسطس من العام الجاري شهدت مديرية الصلو معارك كر وفر بين الطرفين اذ سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة قائد جبهة الصلو أحمد الحاج القدسي والقيادي بالمقاومة الشعبية مجيب الرحمن الصلوي والعقيد/ ناظم العقلاني يوم الثلاثاء 18 يوليو 2017م، على منطقة الصيار التي تعد بوابة لتحرير مناطق الحود والعقيبة والشرف آخر معاقل المليشيا الانقلابية.
حسم المعركة
وتتضاعف تلك التطورات كثيراً بسبب أهمية مديرية الصلو، فهي بوابة تعز الجنوبية الشرقية وخط الامداد لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الريف التعزي، هذا اضافة إلى أنها تحاذي المحافظات الجنوبية والشمالية.
ويقول القيادي بالمقاومة الشعبية مجيب الرحمن الصلوي لـ”سبتمبر نت”: “تم ولله الحمد تحرير منطقة الصيار الاستراتيجية تحت ضربات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتم دحر المليشيا الانقلابية الى منطقة الحود ونحن الآن مرابطون على تخوم المنطقة”.
وتعد منطقتي الحود والشرف معقل المليشيا الانقلابية باعتبارهما مركزي قيادتها وتسعى قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الأيام المقبلة الى التقدم من عدة محاور، كما يقول الصلوي إنها قد تحسم معركة الشرف.
ويحشد الجيش الوطني كامل عتاده من أجل البدء بمعركة تحرير المناطق التي لازالت تخضع لسيطرة المليشيا الانقلابية.
وفي المقابل تواصل المليشيا ارسال تعزيزاتها العسكرية وشن هجمات متكررة في محاولة منها استعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مؤخراً دون اي جدوى غير أنها تتكبد خسائر فادحة في الارواح والعتاد العسكري.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة اللواء 35 مدرع قد خاضت معارك ضارية ضد المليشيا الانقلابية في منطقة الصيار وتمكنت من تحريرها وجعلت من المناطق التى ماتزال تخضع لسيطرة المليشيا الانقلابية هدفاً لنيران قواتها إذ باتت تعاني المليشيا من انهيارات كبيرة في صفوفها قد يسهل سيطرة الجيش عليها.
احصائيات
وخلال عام كامل من المعارك في مديرية الصلو فقد بلغ اجمالي شهداء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية 63 شهيداً و239 جريحاً، فيما خسرت المليشيا الانقلابية اكثر من 500 مقاتل لقوا مصرعهم على أيدي ابطال الجيش الوطني بينهم الكثير من القيادات الميدانية.
وبحسب مصادر مطلعة.. فقد خسرت المليشيا الانقلابية خلال عام من معاركها في مديرية الصلو أكثر من عشرين من قاداتها الميدانين وضباط في الحرس الجمهوري ينتمون الى محافظات صنعاء وعمران وذمار وإب، فيما قتل اكثر من 500 عنصر من مقاتليها بينهم عناصر من الفئة المهمشة استقطبتهم المليشيا الانقلابية من مدينة الراهدة ودمنة خدير والصبيحة، فيما قتل عشرات الاطفال من صغار السن الذين استقطبتهم من عدد من المحافظات وزجت بهم في معاركها في مديرية الصلو.
وأضافت المصادر أن عناصر المليشيا الانقلابية الذين جرحوا جراء معاركهم في مديرية الصلو قد بلغوا بحسب احصائيات تقريبية أكثر من الف جريح بينهم قيادات ميدانية وضباط في الحرس الجمهوري.
معركة التحرير
وتبلغ مساحة مديرية الصلو 89.8كم² وتتكون إدارياً من 11 عزلة تقع 9 عزل منها تحت سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في حين لا تزال عزلتي الشرف والضباء بأكملها تحت سيطرة المليشيا الانقلابية.
وأكد القيادي مجيب الرحمن الصلوي لـ”سبتمبر نت”: “إن العمليات تجري وفق ما خطط لها بصورة عامة”.
لكن الحديث عن الوقت المطلوب للحسم، يوضح القيادي الصلوي أن “هذه معركة غير نظامية، كون المليشيا الانقلابية تتمترس بالقرب من السكان المدنيين، ولا يمكن إحصاء الأيام ازاء هكذا معارك، لكن نطمئن الجميع بأن مديرية الصلو ستتحرر قريباً”.
اسماء قيادات ومقاتلي المليشيا
وفي سياق متصل أفادت مصادر لـ”سبتمبر نت” ان اسماء قيادات المليشيا الانقلابية المشرفين في جبهة الصلو هم جلال الصبيحي وقيادي آخر يدعي بأبو حسين الظرافي وقيادي آخر يدعى بأبو سلمان وقيادي رابع يدعى بأبو مازن وقيادي خامس يدعى بأبو محمد.
واشارت المصادر الى أن جلال الصبيحي ينتمي لقبائل الصبيحة من محافظة لحج، فيما بقية قيادات المليشيا الانقلابية المذكورة تنتمي لمحافظة عمران.
وأوضحت المصادر ان قيادات المليشيا الانقلابية القادمة من محافظة عمران تتكتم عن اسمائها حيث يتم التحادث باسمائهم بإسم الكنية أو بما تسميه الاسم الجهادي.
وحصلت “26سبتمبر” على بعض اسماء مقاتلي المليشيا الانقلابية في مديرية الصلو، وعددهم (75) عنصراً.
وتتخذ المليشيا الانقلابية من الموالين لها بمديرية الصلو مصادراً للمعلومات ورصد المواقع التي تتمركز فيها قوات الجيش والمقاومة منهم منير غانم عضو المجلس المحلي المنطقة المنصورة الذي فر هارباً الى دمنة خدير مع الموالين له من منطقة الصعيد وهم يعقوب شرف على سعيد وعبدالرحمن على محمد غالب وبسام احمد سيف، بالإضافة الى عدد من الموالين من مناطق الحود والشرف والمدارين.
وتراهن المليشيا الانقلابية على مديرية الصلو لأهميتها الاستراتيجية وخلال عام كامل زار عدد من قيادات المليشيا الانقلابية المناطق التي تخضع لسيطرتها وأبرز تلك القيادات أبو علي الحاكم وعبدالله ضبعان وعبده الجندي.
معالم تاريخية
ويبلغ عدد سكان مديرية الصلو حوالي 49832 نسمة بحسب آخر إحصائية رسمية عام 2004م، ويعيش السكان على الزراعة والثروة الحيوانية إضافة الى مدخولات الموظفين وتحويلات المغتربين في حين تتميز المديرية بعدد من المعالم السياحية والتاريخية الأثرية.
ومن أهم تلك المعالم قلعة المنصورة المعروفة بقلعة الدملؤة الشهيرة التي يذكرها الهمداني بأنها من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها، إضافة الى ذلك الحنون وهي مدينة علمية أثرية كان يتوافد إليها طلبة العلم ذكرها صاحب كتاب “هجر العلم” ومعاقله مدرسة أروس الأثرية وسد المدد الموجود في قرية الصعيد ووادي الجنات المشهور الموجود تحت قلعة الدملؤة والمطل على خدير هو واد خصيب تكثر فيه زراعة الفواكه مثل الفرسك والعنب والموز والبصل واللوز الصلوي المشهور بالحب العزيز أو الفول السوداني حيث يعتبر من أجود أنواع الفول السوداني في اليمن.
نشاط السكان
ويتركز نشاط سكان مديرية الصلو في زراعة الذرة الرفيعة والغرب والذرة البيضاء، بالإضافة الى بعض أنواع الحبوب الاخرى وقليل من القرى تزرع القات حيث يستورد من خارج المديرية وتزرع كذلك حب العزيز أو ما يسمي بالفول السوداني وبعض الخضروات والفواكه مثل الموز والخوخ (الفرسك) والمانجو والتجارة بالمواد الغذائية والمواشي.
تهجير ونزوح
ومنذ اغسطس العام الماضي تتعرض القرى السكنية بمديرية الصلو لحملة عسكرية شرسة من قبل المليشيا الانقلابية، ووقعت عدد من القرى السكنية تحت نيران القصف والحصار، إضافة إلى عمليات التهجير.
وفي آخر إحصائية تقريبية غير رسمية إن أكثر من 500 أسرة غادرت الصلو جراء التهجير القسري من قبل المليشيا الانقلابية لسكان قريتي الصيار وبيت القاضي في سبتمبر العام الماضي علاوة عن نزوح آلاف الأسر جراء قصف المليشيا الانقلابية للقرى السكنية في قرى الصعيد والقابلة والمقاطرة والصيرتين وحمدة والموسطة واعماق والمعبران.
ضحايا مدنيون
وتضع المعارك المدنيين العالقين على خط النار في مواجهة الخطر المحدق، خصوصاً مع قيام المليشيا الانقلابية لاستخدامهم كدروع بشرية كلما حصل تقدم لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو مواقعها.
وكانت غارات طائرات التحالف العربي هي الأبرز التي راح ضحيتها جراء الغارات الخاطئة استشهاد 14 مدنياً من قرية المعبران والشرف وجرح 10 آخرين في اكتوبر العام الماضي.
فيما بلغ عدد الشهداء المدنيين 17 شهيداً وأكثر من 20 جريحاً جراء قنص وقصف المليشيا الانقلابية على القرى السكنية بينهم أربعة شهداء كانوا ضحايا الالغام التي زرعتها المليشيا الانقلابية وهم بسام محمد عثمان 30 عاماً، وهائل سعيد سيف 55 عاماً، ومحمد عبدالله عبده عقلان 14 عاماً, ومحمد عبدالجليل مقبل 12 عاماً.
فيما شهداء قنص المليشيا الانقلابية هم عبدالله درهم عبدالله محمد 23 عاماً، وسمية سعيد مقبل 20 عاماً، ومحمد خالد مقبل ومرضية عبده نصاري.
أما شهداء القصف هم محمد فيصل محمد عبده، وعمر فواد أحمد، ولول منصور محمد، ونجوى محمد، وسمية جمال، وعمر أنعم، وجار الله عمر، وأنعم عمر أنعم، ومنيرة شرف ناجي.
الكلمة لنا
ومهما حاولنا أن نكتب بأقلامنا المتواضعة عن أبناء الجيش الوطني منذ بداية صنع الملاحم الخالدة، هي قليلة بحقكم وبحق ما تقومون به من صنع ملاحم خالدة تسجل في سفر التاريخ وبأحرف من نور، قد انتخيتم نخوة الرجال النشامى للدفاع عن وطنكم، فكنتم نعم الرجال الذين يفتخر بهم أبناء الوطن الغالي.
تحية لكل جندي مقاتل يسطر أروع الملاحم في سفر التاريخ، وهو يتحمل ما يتحمل من ظروف قساوة الجو وظروف القتال الصعبة وقفة اجلال وتقديراً لكم على ما تقدمونه من تضحيات جسيمة بأنفسكم.. حفظكم الله من كل مكروه.