تعمل عدة قوى مؤخرا على إظهار تعز بالمظهر الذي لا يليق بها ومحاولة إلباسها ثوب التطرف واﻹرهاب، الذي لطالما نبذته منذ اﻷزل. فهنالك جماعة تخريبية مدفوعة اﻷجر، يعلم أهالي تعز جيدا من الذي يقوم بتمويلهم، حيث تهدف هذه الجماعة بالعمل على ترهيب اﻷهالي ببعض الممارسات المقصودة ليتناول اﻹعلام تحركاتهم ويصدرها للخارج لتكتمل ورقة اللعب اﻷخيرة التي أراد علي صالح أن يلعبها في حال أسقط من الحكم. فإن عدنا للماضي سنجد أن الحكاية بدأت بالظهور حينما كان يهدد علي صالح -أثناء حكمه- في خطاباته من إمكانية ظهور طوائف دينية ستقوم بزعزعة اﻷمن. فبالتزامن مع إلقاء خطب التهديد كان قد بدأ فعلا بتمويل عدد من اﻷشخاص المواليين له وتجهيزهم لتشكيل جماعات متطرفة سياسيا مغلفة بعبائة الدين، لإبتزاز عدد من الدول الخارجية لدعمه لمكافحة اﻹرهاب من جهة ولضمان بقاءه في الحكم من جهة أخرى. لم يستطع علي صالح إدخال التطرف الديني لتعز طوال فترة حكمه بأي شكل من اﻷشكال، فلطالما كانت ولا زالت تعز منبع الثقافة واﻹعتدال الوسطي والتمتع بالفكر والرؤية الثاقبة وقراءة المستقبل حتى من كبار السن، الذي تتفاجأ بخلفيتهم الثقافية حين النقاش معهم. فتعز لم تكن بيئة صالحة لتربية جماعات الحوثي حيث لا يعتنق سكانها مذهب الزيدية، ولم تكن لتلبس عباءة القاعدة فلا يجتمع التطرف الديني مع اﻹنفتاح الفكري. أخيرا تمكن علي صالح بالزج ببعض الصناديق المحملة بالرايات السوداء وبعض الملازم الدينية لتعز أثناء تمكن الجماعات اﻹنقلابية من السيطرة على اللواء 35 مدرع، في حين انه استبق الخطوات للزج بالرايات الخضراء وملازم دينية أخرى في تلك المدينة -صعدة- التي لبست بمذهب ديني هي تنبذه منذ بد قيام اﻹمام القاسم العياني عام 389 هجرية باﻹعتداء على صعده وتخريبها. هجم القائد عدنان الحمادي وبعض أفراد من المقاومة بعتادهم البسيط وبأسلحتهم الشخصية على مقر اللواء 35 على حين غفلة ليتمكنوا من السيطرة عليه بعد معركة دامية أستمرت 3 أيام. تفاجأ أفراد المقاومة حينها بصناديق تحمل الرايات السوداء وبعض الملازم قد تم تجهيزها ﻹعلان خلافة الدولة اﻹسلامية، وليستمر بذلك الصراع وتطول الحرب فترة أطول مما ينبغي ليضمن علي صالح العودة للسلطة أو على طريق إبنه “أحمد” الذي تتم محاولة تلميعه وتجهيزه للحكم في الوقت الحالي. قبل ذلك، حملت بعض الرايات لبعض المناطق التي يسودها الفقر والجهل كحارة الجمهوري والعسكري ومحاولة شراء بعض المؤيدين بالمال -خاصة أن ساكني تلك الحارات من ظلوا مواليين لعلي صالح حتى بعد سقوطه من الحكم- وتمثلت الجهة اﻷخرى من محاولات التعبئة الفكرية مستغلين الدين المتزامن مع نسبة اﻷمية التي تقبع في تلك المناطق. ظهرت عدد من الممارسات الطفيغة لهذه الجماعة مؤخرا، لكنها لم تلقي بالا من جميع اﻷطراف ﻷنها سرعان ماتم إنتقادها والقضاء عليها. تحاول هذه الجماعة إبراز نفسها للمجتمع الدولي لتقول ها نحن هنا ولطالما فشلت مرارا وتكرارا، لكن اﻷكثر من مؤسف أن يروج لوجود هذه الجماعة من يحسبو على الوسط المثقف فيكتب بوعي أو بدون وعي عنهم لينتقدهم ولكنه لا يدرك أنه يبرزهم. والحادثة اﻷخيرة خير برهان ودليل، حيث تناولت عدد من صفحات التواصل اﻹجتماعي مقتل إمرأه، كتب عنها إعلامي معين .. أن ما يسمى بتنظيم الدولة قام بقتلها وإحراقها، كيف علم ذلك ليكتب عنه ؟! دحضت هذه اﻹشاعات واﻷكاذيب سريعا حيث تم التعرف على قاتل المرأة وهو زوجها الذي يعاني من اضطرابات عقلية قد قام قبل سنة ونصف بمحاولة طعنها.. فعلى الرغم أن هذه الجماعة تتحين الفرصة الملائمة للقضاء على إنقلاب المليشيا (الحوثي وصالح)، لتعلن بذلك اﻹنقلاب الديني والذي سرعان ما سيتم إفشاله ﻷن تعز ليست وليدة العهد في الثقافة والفكر، تعز وإن تشتت باﻷحزاب والتخوين لبعضها تلبعض إلا أنها سرعان ماتتحد بدون تخطيط مسبق للقضاء على كل ما يهدد قيام حضارتها الفكرية. عاشت تعز حرة أبية