تعد المنطقة العسكرية السادسة واحدة من أكبر المناطق العسكرية التابعة للجيش الوطني الذي يحتفل بالذكرى الثانية لتأسيسه المتزامنة مع الخامس من يونيو.
تأسست المنطقة العسكرية السادسه في العام 2015 بقيادة اللواء الركن أمين الوائلي، وتتخذ حاليا من محافظة الجوف مقرا لها، وتتوزع مهامها القتالية على محافظة الجوف، وتجري إعدادات مكثفة لتحرير محافظتي عمران وصعدة.
بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيس الجيش الوطني تلتقي صحيفة الجيش الوطني “26 سبتمبر” باللواء الركن أمين الوائلي قائد المنطقة العسكرية السادسة للإطلاع عن كثب على ما تمثله هذه المنطقة عسكريا ومدى التقدم الحاصل فيها وجهودها في تحرير اليمن من المليشيا الانقلابية.وفيما يلي نص الحوار
++ مالذي تقوله للجيش الوطني بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الجيش الوطني؟
أقول وبالله التوفيق .. الجيش الوطني مستمر في البناء، مستمر في التدريب، مستمر في الإعداد لاستكمال تحرير اليمن من العصابات الإنقلابية، ومنذ انطلاق الجيش الوطني لم يتوقف عن الإستمرار في البناء والتأسيس ليكون جيش الوطن، حتى وإن كان هناك بطء إلا أنه لم يتراجع في البناء، وأستطيع القول إن جيشنا الوطني أصبح جيش وطني بمعنى الكلمة، فهو الآن يدرب ويؤهل وينسق ويقاتل ويتقدم وينتصر كل يوم وفي كل محافظات الجمهورية.
++برأيك مالذي ينقص الجيش الوطني؟
الجيش الوطني لايزال في مرحلة البناء وهو جيش ناشئ جديد، وهو بكل تأكيد بحاجة إلى إمكانيات كبيرة لأن كل إمكانيات الجيش اليمني السابق أصبحت لدى الانقلابيين، والجيش الوطني الآن ينطلق من الصفر، ونحن الآن نبدأ من جديد في بناء الدولة ومن ضمنها الجيش الوطني، وهو بالتالي بحاجة إلى المزيد والمزيد من البناء والتأسيس والعمل والدعم.
حتى الجهود المباركة والدعم السخي الذي تقدمه دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلا أن الجيش الوطني بحاجة إلى المزيد الدعم.
الإمكانات التي كانت لدى القوات المسلحة قبل 2014 هل استفاد منها الجيش الوطني أو المنطقة السادسة؟
لم يستفد الجيش الوطني من أي إمكانات للجيش قبل 2014، والكل يعرف أن علي عبدالله صالح سلم سلاح الدولة للحوثيين، والآن الحوثيون يستخدمون ذلك السلاح في حرب الشعب اليمني .. كل الإمكانيات السابقة لم نأخذ منها شيء على الإطلاق، وبالعكس انقلب كل ذلك السلاح ضدنا نحن.
عتاد الجيش اليمني وقواته وصواريخه ماتزال مع الإنقلابيين، لكن إن شاء الله ستنتهي تلك الأسلحة، وسيكون الجيش الوطني هو الجيش السائد الذي سيبني الدولة ويؤمن الوطن.
++ما تقييمك للخطوات التي يقطعها الجيش الوطني في البناء؟
كما أشرت لك هي تمشي بخطوات ثابتة وتطورات مستمرة ومطردة، بمعنى أنها خطى ثابتة ومتميزة وإلى الأفضل ودون أي تراجع.
++ماذا عن التأهيل والتدريب في المنطقة العسكرية السادسة؟
نحن كما صرحنا سابقا، كان لدينا دورات عسكرية، والآن مدرسة للتدريب القتالي في المنطقة العسكرية السادسة، وأيضا لدينا تأهيل مستمر وتدريب مستمر، ولدينا كادر تدريبي متميز، وفي الحقيقة فإن المنطقة السادسة تمضي بخطوات ثابتة، وهذا شيء طيب، ونحن متفائلون جدا بأن نكون أفضل مما نحن عليه في قادم الأيام.
++كيف هو مستوى التعاون والتنسيق بينكم وبين التحالف العربي؟
التعاون قوي جدا، وفي كل أعمالنا هناك تنسيق مستمر، وهم الداعمين الحقيقيين لنا، ولن ننسى جهودهم على مر الأوقات.
++بخصوص البطء الحاصل في الجبهات .. لماذا هذا الركود برأيك؟
لا ليس ركودا بالمعنى الذي يتصور لديكم، فالقتال مستمر والمعارك مشتعلة مابين يوم وآخر، والخسائر لدى العدو سواء الأرواح والعتاد مستمرة، وعلى سبيل المثال فإن الليلة الماضية شهدت جبهة مواجهات بين الجيش الوطني والمليشيا الإنقلابية تمكن الجيش الوطني من إلحاق خسائر كبيرة، وقتل منهم سبعة وإحرق أحد الأطقم وأعطب أسلحتهم، وكل هذه الخسائر تتم بشكل شبه يومي، وفي صبرين تم تدمير أسلحة للإنقلابيين .. قواتنا تقاتل بشكل مستمر وفي كل الجبهات ولم تتوقف على الإطلاق.
++لكن الناس ينتظرون تحرير ما تبقى من محافظة الجوف؟
نحن في المنطقة السادسة نقف فترات للإعداد والتدريب، وبعد ذلك نفاجئ الجميع بانتصارات جبارة، والكل يعرف أن المنطقة السادسة تتقدم بخطوات ثابتة، ولم تتراجع في أي مكان من جبهات القتال، رغم اتساع الجبهات التي تقاتل فيها المنطقة السادسة بمحافظة الجوف.
++كم مساحة الجبهات التي تقاتلون فيها؟
نحن نقاتل على امتداد طولي أكثر من 200 كيلو بمحافظة الجوف .. القتال فيها يوميا، ونحن نستنزفهم بشكل كبير، وأحيانا التقدم ليس له معنى، لكننا في كثير من الأحيان نستطيع جرهم إلى أماكن قتل وتدمير، ونوقعهم في أفخاخ وكمائن تكلفهم خسائر كبيرة جدا.
++الوقت الآن لصالح من؟
الوقت بكل تأكيد لصالح الشرعية بكل تأكيد.
++كيف؟
الإنقلابيون كل يوم يخسرون مزيدا من المقاتلين ومزيدا من الأسلحة ومزيدا من الأرض، بينما الجيش الوطني يتقدم كل يوم ويعزز قدراته ويفرض سيطرته بشكل أفضل على جميع المناطق المحررة.
++أنتم في تصريحات سابقة لكم تحدثتم عن خلايا نسائية قامت بزرع ألغام وعبوات ناسفة .. أين هي هذه الخلايا الآن؟
لدينا الأسماء، ونعرفهن، ونعرف أسرهن، وتم إرسالهن إلى صعدة منذ أكثر من شهرين لتلقي دورات تدريبية، ومازلن إلى الآن يتلقين التدريبات في صعدة، وهذه الخلايا سبق وأن قامت بزرع عدد من الألغام والعبوات الناسفة في اتجاه المصلوب وباتجاه سوق الإثنين، وكن يقمن بهذا العمل بالتنسيق مع خلايا نائمة تابعة للانقلابيين في المناطق التي يتواجدن فيها، ونحن بحمد الله نتمكن من إحباط كثير من المحاولات الرامية إلى زعزعة استقرار محافظة الجوف.
++ماذا عن الخلايا النائمة التي نسقت للنساء اللواتي قمن بزراعة الألغام؟
تم ضبط هذه الخلايا وأحيلوا للتحقيق، ونحن نعمل بشكل أفضل لضبط أية خلايا من شأنها زعزعة استقرارنا.
بكل تأكيد فإن للانقلابيين جواسيس وخلايا لازالت تعمل لصالحهم في الجوف .. كيف تتعاملون مع هذه الخلايا؟
نحن لنا أسلوبنا في التعامل مع هذه الخلايا، وحقيقة فإن نشاط الانقلابيين يوما بعد يوم يقل ويتراجع، وأصبح لديهم يأس في التواصل مع الانقلابيين، رغم الدعم الذي يصل إليهم دائما، إلا أنهم يبوؤون بالفشل وسيبوؤون بالفشل بإذن الله.
++هل تم ضبط خلايا نائمة تعمل لصالح الانقلابيين في الجوف؟
دائما نحن نضبط خلايا نائمة، ونحقق مع تلك الخلايا، ونطلق البعض ممن ليسوا متورطين، والعمل مستمر، وجميع الخلايا النائمة تحت المراقبة المستمرة، والكثير ممن كانوا على تواصل مع الإنقلابيين خف نشاطهم كثيرا وتراجعوا، وما بني على باطل فهو باطل، وهم يتراجعون كل يوم، ويعانون من حالة ضعف.
الانقلابيون أصبحوا يعانون من ضعف في كل المناحي حتى العقيدة القتالية لديهم ضعفت بشكل كبير، والمقاتلون لدى المليشيا لانقلابية أصبحوا يشعرون أنهم مجبرون على القتال إلى جانبهم لا مخيرين، ولو كانوا مخيرين لتركوا الجبهات كلها، لكن أي شخص يتراجع عن الجبهة يتم قتله، ولا ننس أنه بالأمس القريب قامت المليشيا الانقلابية بقطع أذن شخص في صنعاء طالب الانقلابيين بوقف القتال، قال لهم “كفى” فقطعوا أذنه.
أنا التقيت بالأمس أناس قدموا من صنعاء، وأخبرونا بوضع سيء في صنعاء، وأصبحت معاناة الناس لا تطاق، وأصبح الكل ينتظر الخلاص من الانقلابيين، لكن نحن نقول إن الفرج بإذن الله قريب.
++المنطقة العسكرية السادسة ربما تتوزع على منجم من المعالم الأثرية التي تتوزع على أرجاء محافظة الجوف .. مالدور الذي تلعبه المنطقة العسكرية السادسة في الحفاظ على هذه الآثار؟
أقل شيء نقدمه لآثارنا وتاريخنا في الوقت الحالي هو أن نحافظ عليها ونصونها، وهذا أقل واجب نقدمه لهذه الكنوز الأثرية، رغم أن النظام السابق كان قد عاث في الأرض فسادا، ونهب الآثار، وعمل بكل ما أوتي لتخويف الناس من هذه المناطق حتى تخلو له الآثار.
++أقصد هل ماتزال هناك عمليات نهب للآثار؟
في المناطق التي نحن نسيطر عليها لا أعتقد أن هناك عمليات تهريب تتم، والوضع ينضبط كل يوم أكثر وأكثر.
++خصوص التقطعات .. نلحظ اختفاء هذه الظاهرة في المحافظة عما كانت عليه في العقود الماضية .. ما دور المنطقة السادسة في اختفاء هذه الظاهرة أم أن الأمر يتعلق بالأجهزة الأمنية في المحافظة؟
المنطقة السادسة مشتركة مع الأجهزة الأمنية، والأمن والجيش يعملان الآن كفريق واحد في المحافظة، وحقيقة فإن التقطعات في محافظة الجوف شبه منعدمة مقارنة بما كان موجود سابقا.
اتخذ اللصوص وقطاع الطريق والمهربين من محافظة الجوف في سابق معقلا لهم ،وكان كل من سرقت سيارته اونهب بيته يجدها عند اللصوص وقطاع الطرق الذي اتخذوا من الجوف وكرا لهم ومأوى للمجرمين ، واليوم الجوف بفضل الله أصبح في مأمن أكثر من غيره، مع أن الشوائب تظل موجودة حتى في البلدان الراقية من الناحية الأمنية، فما بالك في بلد ماتزال الحرب فيه قائمة.
++زرت الجوف في 2009 وعند خروجنا من الحزم أوقفتنا نقطة تقطع والعجيب أن نقطة الجيش حينها كان لايفصلها سوى خمسين مترا، لكن الآن لم نجد أي نقطة تقطع من مأرب وحتى الجوف .. بم تفسر أنت توقف التقطعات؟
عندنا – الحمد لله – أصبحت ظاهرة التقطع منعدمة، وأفضل من أي وقت مضى إطلاقا، وقبل 2014 كانت لا تستطيع أية قوة عسكرية أن تدخل المجمع الحكومي بالمحافظة على الإطلاق، يعني قطاع الطرق والمسلحين هم من يفرضون حضورهم في المحافظة، لكن الآن الحمد لله الجوف تعيش وضع أمني لم يسبق له مثيل، وهذا بفضل الله أولا، ثم بفضل الأبطال من ابناء الجوف الذين ضحوا بأنفسهم، ومن المحافظات الأخرى في الجيش والأمن.
++كيف تقيمون استبسال الجيش الوطني في المعارك الميدانية مع الانقلابيين؟
الجيش الوطني وخصوصا بعد أن تم دمج المقاومة بالجيش، أصبحت كتلة واحدة وفريق واحد وعمل واحد، وأصبح أداءهم متميزاً، ويكفيك أنهم لم يتراجعوا ولا خطوة واحدة أو موقع واحد من هذه الأماكن كلها، ونحن في نمو وتقدم مستمرين.
++في المقابل كيف هي معنويات العدو؟
معنويات العدو منهارة، إلا أنهم يقاتلون بالإجبار، وهم يقاتلون بالأنساق، بمعنى أن هناك نسق خاص مهمته قتل أي عنصر لديهم تراجع في المعركة لذلك أغلبية الناس مجبرين، لكن وعلى أية حال فهم يعيشون الانهيار والانهيار الكبير سيحدث، وعما قريب سيحدث لهم انهيار لا يمكن أن تتصوروه.
++كلمة تود قولها في ختام هذه اللقاء؟
أنا أطلب من كل الأخوة القادة والمسؤولين أن يستمروا في البناء، ويستمروا في التدريب والعمل، ولا ييأسوا على الإطلاق، فالعدو الآن بدأ ينفذ، ووضعه دوما إلى الأسوأ، ومهما تلقى من دعم فمعنوياته أحبطت وهي أقوى سلاح، وفي المقابل فمعنويات قواتنا ممتازة، لذا عليهم أن يستمروا في التدريب والعمل والروح العالية مادام لديهم مقاتلين أشداء أقوياء في ثبات ومعنوية عالية.