وصل الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليوم الثلاثاء الى موسكو، في مستهل زيارة رسمية الى روسيا الاتحادية، تلبية لدعوة كريمة من الرئيس فلاديمير بوتين، في إطار العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الصديقين.
وكان في استقبال رئيس مجلس القيادة في مطار فونكوفو، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، وسفير الجمهورية اليمنية لدى روسيا الاتحادية احمد سالم الوحيشي، واعضاء السفارة.
وقد اجريت للرئيس والوفد المرافق له على ارض المطار مراسم الاستقبال المعتادة، حيث عزفت الموسيقى النشيد الوطني لكلا البلدين، كما استعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.
وسيجري رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال الزيارة مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الملف اليمني، وجهود إحلال السلام، والأمن الإقليمي والدولي.
كما سيتضمن برنامج الزيارة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في مجلس الدوما والحكومة الروسية، والفعاليات السياسية والدبلوماسية، والفكرية المهتمة بالشأن اليمني وموروثه الثقافي، والحضاري.
واشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، بالعلاقات الثنائية العريقة بين الجمهورية اليمنية، وروسيا الاتحادية، التي يعود تاريخها الى نحو قرن من الزمان، والحرص المشترك على توسيعها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وأثنى الرئيس على موقف روسيا الثابت الى جانب الشعب اليمني، وقيادته الشرعية، ودعم تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والامن والاستقرار، والسلام.
كما أعرب الرئيس عن ثقته في ان تفتح هذه الزيارة افاقا اوسع من التعاون والتنسيق المثمر لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين.
يرافق رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال الزيارة وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، ومستشارو رئيس مجلس القيادة الرئاسي للدفاع والامن الفريق محمود الصبيحي، والتنمية والاعمار المهندس عمر العمودي، والشؤون الثقافية مروان دماج.
وقال مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سيجري مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الملف اليمني، وجهود إحلال السلام، والأمن الإقليمي والدولي.
واشاد المصدر بالعلاقات العريقة بين الجمهورية اليمنية، وروسيا الاتحادية، وموقف موسكو الثابت الى جانب الشعب اليمني، وقيادته الشرعية في مختلف المحافل الدولية.
وأشار المصدر الرئاسي إلى أن برنامج الزيارة، سيتضمن لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الروسية، والفعاليات السياسية والدبلوماسية، والفكرية المهتمة بالشأن اليمني، وموروثه الثقافي والحضاري.
وتأتي الزيارة الرئاسية في ظل التحركات، والاتصالات الدبلوماسية النشطة التي يقودها رئيس مجلس القيادة، واعضاء المجلس، والحكومة لتعزيز وحدة المجتمع الدولي ازاء الحالة اليمنية، والجهود المطلوبة لانهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والامن والاستقرار والسلام والتنمية.
ويُنظر إلى هذه الزيارة بوصفها نقلة مهمة في مسار العلاقات اليمنية الروسية، التي تعود جذورها إلى الثلث الاول من القرن الماضي، حيث كان اليمن أول بلد عربي يقيم علاقات سياسية مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وتشير المصادر التاريخية الى ان أول اتصال رسمي بين الجانبين حدث في العام 1927، قبل ان يتوج بتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون في العام 1928، التي يحتفل البلدان بذكراها المئوية بعد ثلاث سنوات.
لكن التحول الاهم في العلاقات بين البلدين الصديقين كان في العام 1955 باعلان اقامة علاقات دبلوماسية بينهما، تلاها في العام 1956 تعيين أول وزير مفوض غير مقيم لليمن في موسكو، وفي المقابل افتتح الاتحاد السوفييتي مفوضية له بتعز في ذات العام.
وبهذه الخطوة أخذت العلاقات تنمو في خط متصاعد من الشراكة الفاعلة على كافة المستويات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
ومع انطلاق ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962، واعلان النظام الجمهوري، بادر الاتحاد السوفيتي الى الاعتراف بالنظام اليمني الجديد في الأول من أكتوبر، بعد 6 أيام فقط من الثورة السبتمبرية الخالدة التي سارعت موسكو إلى مساندتها والاعلان في نفس العام عن افتتاح سفارتها بصنعاء.
وحين انطلقت ثورة الـ 14 من أكتوبر 1963 في جنوب اليمن المحتل، أيدها الاتحاد السوفيتي، وبعد أربعة أيام فقط من الجلاء في 30 نوفمبر 1967، أعلن الاتحاد السوفييتي اعترافه باستقلال الجنوب اليمني.
وحققت العلاقات بين شطري اليمن مع الاتحاد السوفيتي نقلة نوعية جديدة بالاستناد إلى بنية قانونية ممثلة بمعاهدتي الصداقة والتعاون، وغيرهما من الوثائق الثنائية، وذلك قبل أن يؤيد الاتحاد السوفيتي بفاعلية الوحدة الاندماجية الطوعية في 22 مايو 1990.
وفي 30 ديسمبر / كانون الأول عام 1991، أعلنت الجمهورية اليمنية رسميا اعترافها بروسيا الاتحادية بوصفها الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي السابق، ويتضمن ذلك اعتراف اليمن بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية السارية المفعول.
وظلت روسيا الاتحادية، داعماً رئيسياً لخيارات الشعب اليمني في مختلف المراحل، وأقامت مع اليمن علاقات وثيقة على كافة المستويات.
وبعد انقلاب المليشيات الحوثية في سبتمبر 2014، وقفت روسيا – ولا تزال – الى جانب الشرعية اليمنية، وصوتت لصالح القرارات الدولية ذات الصلة، في إجماع قل نظيره من قبل المجتمع الدولي على دعم الشرعية اليمنية، ورفض الانقلاب.