،حذر فريق عمل تابع للأمم المتحدة الأحد من زيادة معدلات سوء التغذية بشكل حاد في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في اليمن، مع وجود مستويات “حرجة للغاية” من سوء التغذية في بعض مناطق جنوب البلاد
وقال فريق العمل الفني للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في اليمن، “ارتفع عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال بنسبة 34 في المئة مقارنة بالعام السابق في جميع مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ممّا يؤثر على أكثر من 600,000 طفل، من بينهم 120,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ العام 2014 بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. وتصاعد النزاع مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة في العام 2015 لوقف تقدّم الحوثيين المدعومين من إيران بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وأدّت الحرب إلى إغراق البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
وأكد فريق العمل في بيان صادر عن منظمة الأمم المتحدة لطفولة (يونيسف) أنّ هذا الارتفاع الحاد “يُعزى إلى التأثير المركّب لتفشّي الأمراض (الكوليرا والحصبة)، وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، ومحدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والتدهور الاقتصادي”.
وشمل المسح الأخير 117 من مناطق سيطرة الحكومة اليمينية، مشيرا إلى أنّ من المتوقع أن تشهد مستويات “خطيرة” من سوء التغذية الحاد بين شهري تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر.
وينطبق المستوى الأشد خطورة في إطار التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد (IPC AMN)، وهو سوء التغذية الحاد الحرج للغاية (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد)، على المناطق التي يتجاوز فيها معدل انتشار سوء التغذية الحاد 30 في المئة.
وبحسب التقرير، فقد أفيد للمرة الأولى عن هذا المستوى في الأراضي المنخفضة الجنوبية في محافظة الحديدة (مديريتا الخوخة وحيس) والأراضي المنخفضة في محافظة تعز (مديرية المخا) في الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إلى حزيران/يونيو 2024.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن بيتر هوكينز إنّ التقرير يؤكد “وجود اتجاه مقلق لسوء التغذية”، وذلك في وقت اضطرّت منظمات دولية إلى تقليص عملياتها في البلاد بسبب نقص التمويل.
من جهته، قال بيير أونورا الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن إنّ البرنامج “يضطرّ حاليا إلى تقديم حصص غذائية أصغر حجما، وينبغي أن تكون هذه النتائج بمثابة جرس إنذار بأنّ حياة الناس على المحك”.
وأضاف “من الضروري زيادة الدعم المقدم للفئات الأكثر ضعفا التي قد تغرق أكثر في انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية إذا استمرت المستويات المنخفضة الحالية للتمويل الإنساني”.