دعت الحكومة اليمنية جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية والإنسانية إلى دعم جهودها في التصدي للأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي الذي يضرب محافظتي الحديدة وحجة حالياً وتسبب في هطول أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات وسيول في المحافظتين مما ألحق أضراراً جسمية في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة .
وأشارت وزارة التخطيط والتعاون الدولي، في بيان لها، إلى وجود أضرار كبيرة في تجمعات النزوح والمنازل الطينية نتيجة غزارة الأمطار الأمر الذي يهدد حياة السكان ويعرض ممتلكاتهم للخطر..مؤكدة أن الوضع الخطير الناجم عن المنخفض الجوي يتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً لمواجهة تداعيات وتخفيف معاناة المواطنين المتضررين وتوفير البدائل اللازمة لهم في المناطق الأكثر تضرراً وتنفيذ التدابير العاجلة لتصريف مياه السيول .
وأهابت الوزارة بجميع الشركاء الإستجابة السريعة وتقديم الدعم العاجل بكل أشكاله لإغاثة المتضررين وإعادة تأهيل ابنية التحتية ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات..مؤكدة إستعدادها التام لتقديم كل التسهيلات الممكنة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في المناطق المنكوبة عبر غرفة العمليات التي شكلتها لهذا الغرض .
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني “ان مشاهد الموت والدمار القادمة من مناطق السهل والساحل التهامي المنكوبة جراء تدفق سيول الامطار والتي أدت بحسب حصيلة اولية إلى مقتل (45) مدنياً وتدمير مئات المنازل ونزوح عشرات الآلاف من الاسر، وجرف السيارات وتضرر المزارع ونفوق المواشي، والحاق دمار هائل في الممتلكات، والبنى التحتية، تكشف جانباً من المأساة التي تسببت بها مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران”.
واضاف معمر الإرياني في تعريده علي موقع اكس أن هذه الكارثة نتيجة لعقد من التدمير الممنهج للبنية التحتية والخدمات الاساسية، وغياب مؤسسات الدولة، وتحويل مقدرات الدولة ومحافظة الحديدة على وجه الخصوص، نحو تمويل ما يسمى (المجهود الحربي) بدلاً من تحسين البنية التحتية، ودعم قدرات السلطة المحلية للتعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية”.
وأشار الارياني الى قيام مليشيا الحوثي بإغلاق قنوات تصريف السيول، وتدمير العبارات، وحفر الخنادق والانفاق، واستحداث قنوات مائية لتقطيع أوصال تهامة، واستخدامها لأغراض عسكرية، والذي أدى لتغيير مجرى السيول عن مجاريها الطبيعية نحو البحر، واندفاعها نحو القرى والتجمعات السكانية.
ولفت الإرياني إلى قيام مليشيا الحوثي منذ انقلابها الغاشم بالتضييق على المنظمات والوكالات الاممية والدولية والمحلية العاملة في مجال الإغاثة الانسانية، والضغط عليها توجيه انشطتها لخدمة اهدافها، والذي أدى الى اغلاق عدد منها وتجميد أنشطتها في مناطق سيطرة المليشيا.
وقال ” رغم التحذيرات من هذه الكارثة لم تتخذ مليشيا الحوثي أي تدابير لاحتواء التداعيات وانقاذ المواطنين واغاثة المتضررين ، وتركت ابناء تهامة يواجهون مصيرهم دون وجود أي فرق للإنقاذ أو الطوارىء أو تواجد المنظمات الإنسانية والإغاثية”..موضحاً ان هذه الكارثة تؤكد من جديد أن مليشيا الحوثي عبارة عن عصابة اجرامية مهمتها القتل والنهب والتدمير، وأنها ليست دولة ولا يمكن أن تكون دولة، وأنها لا تكترث لارواح اليمنيين ولا معاناتهم، وانها مجرد مليشيا وظيفية تعمل لمصلحة “ايران” وتنفيذ سياساتها التدميرية التوسعية في المنطقة.
ودعا الارياني إلى تضافر الجهود على المستوى الرسمي والشعبي والقطاع الخاص لمساندة تهامة في هذه المحنة، وناشد منظمات الإغاثة الاممية والدولية والمحلية التوجه بشكل عاجل إلى تهامة لإغاثة المنكوبين بسيول الأمطار الذين باتوا في العراء، وتقديم المساعدات لهم وتسيير القوافل الغذائية والإيوائية بأسرع وقت.
وأكد الإرياني ان هذه المأساة التي تنذر بكارثة انسانية قادمة تؤكد الحاجة الماسة إلى عودة مؤسسات الدولة إلى كل شبر في التراب اليمني، ووضع حد لمأساة الشعب اليمني المتفاقمة جراء استمرار الانقلاب، وعبث المليشيا الحوثية بمقدرات البلد ورهنه بيد إيران.