اختتمت هيئة التشاور والمصالحة، مساء اليوم الأربعاء، في العاصمة المؤقتة عدن أعمال اجتماعات الدورة الثانية للهيئة العامة، برئاسة محمد الغيثي رئيس الهيئة، وبحضور نوابه عبد الملك المخلافي، وصخر الوجيه، وجميلة علي رجاء، والقاضي أكرم العامري، بمشاركة 35 عضواً من قوام الهيئة.
وصدر عن الهيئة في ختام اجتماعاتها البيان الصحفي التالي..
انعقدت اجتماعات الدورة الثانية للهيئة العامة، يوم الاثنين الموافق 10 يونيو 2024م، حتى الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024م، في مقر هيئة التشاور والمصالحة في عدن.
وجددت هيئة التشاور والمصالحة في دورتها الثانية دعمها ومساندتها لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، وشددت الهيئة على ضرورة إقرار مسودة القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي، والهيئات المساندة، وأهمية تفعيل مؤسسات وهيئات الدولة.
كما جددت الهيئة دعمها لجهود السلام الإقليمية والدولية، وحمّلت الهيئة ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية عرقلة هذه الجهود، مؤكدة بالوقت نفسه ان التصعيد الذي تمارسه ميليشيات الحوثي في البحرين العربي والاحمر، وباب المندب وخليج عدن، يمثل صورة حقيقية لإرهاب هذه الميليشيات المارقة، داعية الإقليم والعالم الى الاضطلاع بدوره الحقيقي والجاد، ودعم مجلس القيادة، والحكومة الشرعية، لإنهاء الانقلاب وفرض السلام والاستقرار، مشيرة إلى ضرورة إعلان تشكل الفريق التفاوضي للشرعية وتمكينه من مهامه للإعداد للتفاوض وعملية السلام.
وبشأن الدعوات الى فتح الطرقات، تؤكد الهيئة العامة انها وبالقدر الذي تدعم فيه جهود السلام، فإنها حريصة على وجود اجراءات واضحة وقابلة للديمومة في ظروف طبيعية، يبنى عليها خطوات جادة نحو الاستقرار، لذا فإن الدعوات لفتح الطرقات يجب أن يتم بقرار سياسي عقب إيقاف شامل لإطلاق النار، ومن خلال لجان متخصصة وبإشراف أممي، وبهذا الخصوص حيّت الهيئة قواتنا الباسلة ومقاومتنا البطلة المرابطة في جبهات القتال، مؤكدة ان تضحياتهم الكبيرة والعظيمة هي من تصنع النصر والسلام والمستقبل.
وشددت الهيئة على أولوية توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وانتشال الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي خاصة ما يتعلق بالمرتبات وخدمات الكهرباء والمياه، لا سيما في العاصمة عدن، والمدن الرئيسية.
ووقفت الهيئة العامة في اجتماعها على عدد من القضايا الوطنية التي تشكل أولوية لجميع المكونات والقوى السياسية، حيث أكدت الهيئة على دعمها لقرارات وإجراءات البنك المركزي، ووزارة النقل، والتخطيط والتعاون الدولي، والاتصالات وتقنية المعلومات، مشددة على أهمية انفاذ هذه القرارات، واتخاذ مزيدٍ من القرارات والاجراءات الضامنة لحماية الاقتصاد الوطني، وتحرير مؤسسات الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية الإرهابية ونقل مقارها الرئيسية الى العاصمة عدن.
وأدانت هيئة التشاور والمصالحة بشدة التصعيد الخطير في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية الذي تمثل في تقييد الحقوق والحريات من خلال استهداف المجتمع المدني المحلي والدولي والاختطافات للمدنيين والمدنيات وتزييف الحقائق وتوجيه الاتهامات للأبرياء وتسميته منجزاً أمنياً والذي يعكس حالة الإفلاس السياسي الذي وصلت إليها هذه الجماعة الفاشية التي تستهتر بحياة اليمنيين وتهين كرامتهم وتستخدم معاناتهم كورقة ضغط دولية وتنتهك الحرمات من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وتدعو الهيئة المجتمع الدولي وقواه الحية الى تحمل مسؤولياتهم أمام ما يجري من انتهاكات إنسانية جسيمة.
وتأتي هذه الدورة بعد سلسلة اجتماعات عمل حضورية في عدن عقدتها رئاسة الهيئة يوم الاحد الموافق 26 مايو حتى يوم الاثنين الموافق 3 يونيو 2024م، واجتماعات لرئاسة الهيئة وقيادات اللجان الدائمة في الهيئة “اللجان التخصصية” يوم الثلاثاء الموافق 4 يونيو حتى يوم الخميس الموافق 6 يونيو 2024م، حيث عكفت لجان الهيئة “السياسية، والمصالحة والعدالة الانتقالية، والاجتماعية والاقتصادية، والاعلام والفكر والثقافة، والحريات وحقوق الإنسان”، على إعداد مسودات خطط أعمال اللجان الخمس وفقاً ومهامها في اللائحة الخاصة بالهيئة، ووضعت آليات تنفيذية لخططها.
ودشنت هيئة التشاور والمصالحة أعمال انعقاد الدورة الثانية بافتتاح مقرها الدائم في عدن، التدشين الذي حضره سيادة عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي، ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك، حيث ألقى رئيس هيئة التشاور والمصالحة في مستهل الجلسة الأولى كلمة ترحيبية بعضو مجلس القيادة، ورئيس الوزراء، واعضاء الهيئة، والضيوف من المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي، ووسائل الإعلام، نقل في مستهلها تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي.
وألقى اللواء الزُبيدي في افتتاح الجلسة، كلمة بارك فيها انعقاد هذا الاجتماع الذي يأتي في ظل ظروف استثنائية بالغة التعقيد يترتب عليها مستقبل شعبنا، والتي تحتم علينا التحلي بالشجاعة وتحمُّل المسؤولية الوطنية والتاريخية بصدق وإخلاص من خلال اصطفاف وتلاحم جبهوي عريض لمواجهة المخاطر والمهددات المحدقة، مؤكداً دعم مجلس القيادة الرئاسي لهيئة التشاور والمصالحة.
كما ألقى الدكتور أحمد بن مبارك، كلمة بارك فيها استقرار وتفعيل اعمال الهيئة من العاصمة عدن وافتتاح مقر عملها، وأيضا تدشين انعقاد الدورة الثانية للهيئة العامة وما يصاحبها من اعمال في إقرار برامج عمل اللجان المشكلة وخططها التنفيذية، موضحا ان ما نراه اليوم هو نتاج جهد كبير من رئاسة الهيئة لبث الحياة في هذا الكيان المحوري، وهي تحركات وجهود بعثت رسائل إيجابية عن مستقبل الشراكة والتوافق السياسي والاستقرار في المناطق المحررة، مؤكداً حرص الحكومة على التفاعل والعمل مع الهيئة لحماية الشراكة السياسية وضمان الاستقرار والسلام.
تلى ذلك، عرض مسودات خطط أعمال اللجان الخمس، والآليات التنفيذية لخططها، حيث ناقشت اللجان باستفاضة هذه الخطط، وانتهت أعمال اللجان بإقرار خطط اللجان بالتوافق، ورفعها لرئاسة الهيئة، لتأمين الاحتياجات اللازمة ومتابعة تنفيذها من خلال برنامج عمل دوري، وحيت رئاسة الهيئة حالة التوافق والتعاطي الإيجابي والمسؤولية التي ابداها اعضاء الهيئة الموقرين طوال فترة الاجتماعات، مؤكدة العمل على تعزيز التوجهات الإيجابية المشتركة.
وأقرت رئاسة هيئة التشاور والمصالحة مهامها التنظيمية والموضوعية خلال الفترة ذاتها المقرة للجان وستعكف خلال الايام القادمة بالتنسيق مع قيادة اللجان لمناقشة تفاصيل الآليات التنفيذية والإجراءات التمهيدية المطلوبة لبدء العمل والأنشطة والفعاليات المقرة.
وعقدت هيئة التشاور والمصالحة في اليوم الثاني لأعمال انعقاد الدورة الثانية، لقاء مهماً مع فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في قصر معاشيق، جدد خلاله فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، دعم مجلس القيادة لجهود هيئة التشاور والمصالحة في توحيد وجمع القوى الوطنية حول هدف استعادة مؤسسات الدولة، واسقاط انقلاب المليشيات الحوثية الارهابية.
وهنأ فخامة الرئيس في كلمته امام هيئة التشاور والمصالحة بانعقاد اجتماعها العام في العاصمة عدن، والنجاحات التي حققتها على صعيد البناء المؤسسي، وعلى وجه الخصوص تشكيل لجانها الرئيسية التي ستمثل رافدا اضافيا لصانع القرار على كافة المستويات.
وأعرب فخامة الرئيس عن تقديره واخوانه اعضاء المجلس لما قدمته هيئة التشاور والمصالحة ورئاستها من جهد واسناد لمجلس القيادة الرئاسي خلال الفترة الماضية، معتبراً ان تفعيل دور هيئة التشاور والمصالحة في قيادة جهود الوفاق، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف والمكونات المختلفة، تعد احدى اهم النقاط المضيئة في عمل مجلس القيادة الرئاسي، وخلال الاجتماع حدد فخامة رئيس المجلس متطلبات الانتقال الى مرحلة العمل الوطني الجماعي، مشيراً الى أولويات المرحلة.
من جانبه قدم رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، احاطة موجزة حول عمل الهيئة خلال الفترة الماضية، بما في ذلك انجاز البناء التنظيمي والبنية التحتية، والشراكات التي عقدتها الهيئة على المستويين الاقليمي والدولي، وشرح الغيثي أولويات الهيئة، وبرنامجها المستقبلي، والدعم السياسي والفني المطلوب للوفاء بكامل مهامها بموجب اعلان نقل السلطة.
كما خرجت اعمال الدورة الثانية بعدد من التوصيات المهمة، التي سترفع لمجلس القيادة الرئاسي، والجهات ذات الصلة، وسوف تستمر الهيئة ورئاستها ولجانها في اداء مهامها ومسؤولياتها وفق خططها المقرة.