هاجم مسلحون مجهولون اليوم الاربعاء ناقلة نفط اوروبية في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر.
وتعد هذه العملية احدث عملية خلال هذا العام في مضيق باب المندب التي يمر بها كميات كبيرة من النفط العالمي.
وكانت الحكومة الشرعية، مدعومة من قوات التحالف العربي حررت منطقة باب المندب بعملية خاطفة مطلع العام قبل الماضي وأمنتها بالكامل بعد تحرير مدينة وميناء المخا، مطلع هذا العام، الا ان الاخطار لاتزال تهدد هذه المنطقة الاستراتيجية.
وحول حادثة اليوم الاربعاء قالت القوات البحرية التابعة للاتحاد الاوربي في بيان لها إن المهاجمين أطلقوا قذائف صاروخية على الناقلة إم.تي موسكي التي ترفع علم جزر مارشال في جنوب مضيق باب المندب. وتبلغ حمولة الناقلة 70362 طنا.
وقال المتحدث باسم القوة البحرية الاوربية إنه لا يبدو أن الهجوم من تنفيذ قراصنة وإنه يتصل على الأرجح “بالاضطراب المستمر في البحر قبالة ساحل اليمن”. في اشارة منه الى مليشيا صالح والحوثي الانقلابية.
ومن خلال تصريح المتحدث بدا واضحا انه تضمن اتهاما مبطنا للمليشيا الانقلابية التي نفذت عديد هجمات مماثلة على كثير من السفن في المنطقة ذاتها خلال الفترة السابقة وابان سيطرة الحكومة الشرعية على مضيق باب المندب.
وعد مراقبون ان هذه العملية تهديد خطير ومباشر لحركة الملاحة الدولية في منطقة باب المندب التي يمر من خلالها قرابة أربعة ملايين برميل من النفط الخام يوميا علاوة على سلع تجارية أخرى إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وحول هذا الموضوع اكد رئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد علي المقدشي في حديث له لصحيفة “الشرق الاوسط” أن قوات التحالف نجحت في القضاء على هذه الزوارق المفخخة والألغام التي زرعت في البحر. كما أن القوات الوطنية في جبهة ميدي ضبطت عدداً من الزوارق. وفككت كثيراً من الألغام وأزالتها من البحر لضمان سلامة الملاحة البحرية التي تعبث فيها الميليشيا. وتنفذ أعمالاً إجرامية تستهدف سلامة وأمن الملاحة الدولي.
ولا تزال المليشيا الانقلابية تتمركز في جيوب متفرقة في مديرية ذوباب التي يقع المضيق في نطاقها الجغرافي، حيث تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية لتطهيرها بشكل كامل من وجود المليشيا، كون وجودها خطرا يهدد الملاحة البحرية في المنطقة.
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، حذر في وقت سابق من امتلاك ميليشيا الانقلاب في اليمن قدراتٍ عسكرية متطورة، بمساعدة من إيران، تهدد حرية الملاحة في مضيق باب المندب.
وأضاف فوتيل أن الحوثيين نشروا، بدعم من إيران، في الساحل الغربي لليمن، صواريخ ومنظومة رادارات، وألغاماً ومتفجرات، تم جلبها من مضيق هرمز.
وجاءت تحذيرات فوتيل عقب تعرض المدمرة الأميركية «ماسون» وعدة سفن أميركية٬ تعرضت للمرة الثالثة في غضون أسبوع بمضيق باب المندب إلى هجوم بصواريخ٬ المليشيا الانقلابية في العام الماضي.
ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).
ويصل مضيق باب المندب البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي، ويفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا و بشكل أدق يفصل بلادنا اليمن عن جيبوتي.
ومن حيث الاهمية الاستراتيجية يعد مضيق” باب المندب” واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقية.