وضاح اليمن :
قد لا نعرف أحيانا أو ندرك معنى ما نردده من أمثال وحكم على ألسنتنا نقلا عن اباءنا أو أجدادنا وقد لا نحمل أنفسنا حتى عناء البحث عن مناسبة تلك الأمثال أو المقولات أو ما وراءها و المقصود منها وان تساءلنا قد لا نجد تفسيرا أو معنى لذلك لأن شيئا ربما لا يفسر ولم يحن وقته بعد ويبقى التاريخ واللحظة كفيلة بتفسيره يوما ما ، وعادة ما تكون أقاويل وأمثال الماضي معبرة عنه واستشراف للمستقبل وقراءة رائية لما يحتمله من توقعات.
كنا عادة ما نسمع عن ” طاهش الحوبان ” الكائن الأسطوري الذي يضرب به المثل كوحش لا يشق له غبار في كل اليمن وعادة ما نسمع على كل لسان تعزي عن “ليلة الحوبانية ” وحتى حينما يتستفزك شخص ما عادة ما يقول التعزي باللهجة العامية التعزية “والله بتوقع ليلة حوبانية ” أي بما معناه ليلة أو معركة حامية الوطيس ، و التساؤل هنا لماذا هذا الربط بمسمى “الحوبانية” لأي معركة أو خلاف أو صراع عند التعزي ..وما مدلول ارتباطها كلمة الحوبانية كلفظة عامية تعزية ب”الحوبان ” الأرض هذه المنطقة ذات المساحة الجغرافية الشاسعة المستوية وبوابة تعز الشرقية .
وللولوج إلى ثمة شيء ما كنا نجهل معناه هو ترديد مصطلح ” حوبانية ” أو ليلة حوبانية ، قد أجد تفسيرا حقيقيا واحدا الان بدأ يلوح في الأفق وربما ينكشف السر العظيم لمسمى الليلة “الحوبانية ” وتنبؤاتي السابقة عن معركة الحوبان العظيمة والتي كنت قد تحدثت عنها في بداية انطلاق عاصفة الحزم وحصار المليشيات الانقلابية عبر قناة العربية الحدث وبعض القنوات الفضائية الأخرى حين قلت بأن معركة الحوبانية هي المعركة الفاصلة في تاريخ اليمن الحديث .
اليوم وبشائر النصر تلوح في الأفق وترسمها على الأرض تلك الأقدام الحافية المشققة التي تناولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لشباب يحملون الشهادات العليا خلعوا ربطات العنق الأنيقة والجاكيتات والملابس الملونة للدفاع عن حقهم في الحياة في مواجهة مشروع الموت القادم من الشمال وكهوف شمال الشمال ، حفاة عراة ، يحملون على أكتافهم شمس التحرر والانعتاق من جبل “هان” إلى “الضباب ” أعادوا للأرض خضرتها وبريقها بأقدامهم المشققة وأياديهم البيضاء وأعناقهم التي تطاول السماء يرسمون لوحة الانتصار العظيم من قلعة “الدملؤة ” الشامخة في “الصلو” إلى قلعة “المقاطرة” العظيمة يبشرون بتلاويح الفرح القادم عبر أزقة المدينة من قلعة “القاهرة” إلى “الجحملية “و “ثعبات “و”صالة” و ” المكلكل ” وصولا إلى القصر الجمهوري الذي عاد جمهوريا كما كان ، وكل أعينهم على معركة الحوبان الفاصلة ، المعركة العظيمة التي سيذكرها التاريخ كأهم معارك الانتصار للإنسانية وقيم الحرية في التاريخ الحديث ، ستكون ليلة الحوبانية هي الليلة التي سيبزع منها الفجر الجديد لليمن الاتحادي ونقطة التحول الكبرى في المسار التاريخي لليمن .
وسنظل مترقبين تلك المعركة العظيمة معركة الحوبان و”الليلة الحوبانية ” لأبطال المقاومة والجيش الوطني بمساندة أشقاءنا في التحالف العربي وسندرك جيدا حينها في تلك الليلة الفاصلة لمعنى ما ردده أباءنا وأجدادنا عن ” ليلة الحوبانية ” العظيمة منذ سنوات غابرة وإنا للفجر القادم لمنتظرون .
*وهج الحرف :
يا سيد الكهف
اكفف عبيدك عنا
فمن أرضنا ألف حكاية
للنصر
نحن أولوا علم
وبأس شديد
لا أحد غيرنا سيرسم
للحكاية منتهاها
ننتصر
أو ننتصر