تتوسع رقعة الاحتجاجات المطلبية للموظفين المدنيين والعسكريين في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات صالح والحوثي الانقلابية مطالبة بصرف الرواتب التي عجزت عن دفعها منذ اكثر من ثمانية اشهر وسخرت كل موارد المناطق الخاضعة لسيطرتها لصالح مجهودها الحربي.
ومع اشتداد وطئة المعاناة وصعوبة وتعقيدات الحياة اليومية للمواطنين تعمد المليشيات الى تجاهل واقع ما يعيشه الناس بنهم كل مقدرات الدولة لصالح الثراء الشخصي وتمويل حروبها العبثية على حساب اقوات ملايين اليمنين، علاوة على نهبها وتحكمها بما يصل من مساعدات اغاثية ومعونات طبية تصرف جزءا منها بطريقة انتقائية فيما تتاجر بالجزء الاكبر منها في السوق السوداء.
اليوم الثلاثاء نفذ العشرات من الموظفين المتقاعدين بديوان امانة العاصمة وقطاع الاشغال في العاصمة صنعاء، وقفة احتجاجية تطالب بالرواتب والمستحقات المتأخرة منذ أكثر من8أشهر.
وطالب المحتجون المليشيات الانقلابية بتنفيذ الوعود المتكررة بصرف مستحقات المتعاقدين من الرواتب والسلة الغذائية والعمل بجديه في سبيل صرفها، مؤكدين الاستمرار في احتجاجاتهم حتى يتم تسليم كافه مستحقاتهم من الرواتب، وغيرها من المستحقات
وسبق المتعاقدون في ديوان الامانة والاشغال بالعاصمة عددا من موظفي الدولة في كثير من الجهات كان اخرها وقفة احتجاجية لعدد من منتسبي وزارة الداخلية نفذت امام مبنى الوزارة تطالب بصرف الرواتب وكافة المستحقات المتوقفة.
وكان عمال النظافة في العاصمة صنعاء نفذوا الاسبوع قبل الماضي اضرابا شاملا عن العمل بسبب عجز المليشيا الانقلابية دفع رواتبهم الامر الذي ادى الى تكدس اطنان من القمامة في شوارع العاصمة رافقه انتشار وباء الكوليرا.
وتفيد المعلومات ان المليشيات عملت مؤخرا على ارغام عدد من التجار الموالين لها على دفع اجزاء من مستحقات عمال النظافة، الامر الذي عكس عجز المليشيات الانقلابية عن تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين حتى في ابسط الخدمات وهي رفع مخلفات القمامة من شوارع المدن، في ظل الانتشار المخيف لوباء الكوليرا.
وعادة ما تقابل المليشيات الانقلابية أي حركة احتجاجية بقمع وحشي وحملة اختطافات تطال عددا من منظميها، وممارسة اعمال البلطجة والترويع لكسر الناس وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم عبر فعاليات سلمية مكفولة قانونيا.
وكان موظفو مستشفى الثورة الذين نفذوا اضرابا شاملا على مدى شهرين تعرضوا خلالها لأبشع صور القمع علاوة على الفصل والاختطافات وتحويل عدد منهم الى النيابات بتهم تلفيقيه، ونفس الحال تعرض له اساتذة جامعة صنعاء خلال ممارسة احتجاجهم خلال الاشهر الماضية.
مع ذلك تحاول المليشيات الانقلابية توظيف معاناة المواطنين التي عمدت هي نفسها الى خلقها، لتحقيق مكاسب سياسية، والدفع بحياة الالاف المواطنين الى حافة الفقر دون مبالاة، بعد ان اوصلت اقتصاد البلاد الى حافة الانهيار بنهبها ما يقارب خمسة مليار دولار من الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني وتسخيره لمجهودها الحربي والثراء الفاحش لعدد من قياداتها.
اتجهت المليشيات الانقلابية مؤخرا الى حلول ترقيعية لمواجهة سخط المواطنين من موظفي الدولة حيث عملت على صرف بطائق ائتمان غذائية للموظفين بعد التعاقد مع عدد من التجار الموالين لها في صنعاء.
وتؤكد مصادر مطلعة ان المليشيات الانقلابية تودع جزء كبير مما تستحوذ عليه من المساعدات الغذائية والدوائية المقدمة لليمن لدى هؤلاء التجار وتصرفها للموظفين على حساب مرتباتهم التي عجزت عن دفعها.
ورغم نجاعة هذه الحلول التي ابتكرتها المليشيات شكى عددا من الموظفين في عدد من الجهات من عدم استلامهم للبطائق وان المليشيات تتلاعب في صرفها.