نظمت سفارة الجمهورية اليمنية بالرباط اليوم، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو) ، ومجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة المغربية، ندوة ثقافية بعنوان ” المشهد الثقافي للمرأة في الحضارة اليمنية” قدمتها د. عميدة شعلان أستاذ الآثار والكتابات العربية القديمة بجامعة صنعاء، حيث تركزت المحاضرة حول مشاركة المرأة في تشكيل المشهد الثقافي والفكري والحضاري عبر تأريخ اليمن.
وفي افتتاح الندوة أكد السفير عزالدين سعيد الأصبحي سفير الجمهورية اليمنية بالمملكة المغربية الشقيقة، على أهمية هذه الندوة، التي تؤكد أهمية الدور الحضاري للنساء سواء في الحضارة اليمنية أو المشهد الإنساني بشكل عام،
وقال إن اليمن العريق بحضارته يبقى حاضراً في الذاكرة الإنسانية كصاحب حضارة مميزة هي إرث للبشرية وأحد أعمدة النور على المستوى العالمي وليس هناك أعظم تكريم من قول المولى في الذكر الحكيم عن أهل سبأ وملكهم ذو قوة وبأس عظيم. وخص هذا الشعب العظيم بما يليق به من حضور فهو شعب قادر على تجاوز لحظة التحديات الراهنة، واستئناف دوره الحضاري الخالد.
وأشاد السفير الأصبحي بدور النساء، وكون المرأة هي صانعة السلام والاستقرار، ولعبت في جميع محطات التأريخ أدوارا ريادية يشهد لها التأريخ في نهوض اليمن.
وفي مستهل الندوة ألقى الدكتور محمد زين العابدين رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالمنظمة، كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو، أكد فيها على عراقة حضارة وثقافة وتأريخ اليمن، والدور المتميز للمرأة عبر الحقب التاريخية، سواء في الحكم والسياسة أو في تشكيل المشهد الثقافي والفكري والحضاري لتأريخ اليمن.
وأبرز اعتزاز الإيسيسكو بالمرأة ودورها، مشيرا إلى أن المنظمة منافحة عن استحقاقات النساء بمجالات التربية والعلوم والثقافة، وهو ما تترجمه العديد من البرامج والمبادرات بالتعاون مع دولها الأعضاء، ومن ذلك إشراف الإيسيسكو على تنفيذ مشروع استلحاق التعليم للفتيات المتسربات من المدرسة في اليمن، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث استفادت من هذا البرنامج 21 ألفا و500 فتاة.
وعبّرت رانيا الشوبكي، رئيسة مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية بالمغرب ، عن خالص شكرها وامتنانها للتعاون مع السفارة اليمنية بالرباط ولاحتضان الايسيسكو مثل هذه الندوات التي تهدف لتعزيز حضور المرأة في ظل تحديات كبيرة، وأشادت بتميز حضارة وتأريخ اليمن العريق، وقدمت تعريف عن الدكتور عميدة شعلان ومسارها العلمي.
وفي الندوة، تطرقت د. عميدة شعلان، إلى الحضور المتميز للنساء اليمنيات في مجتمعهن من خلال النقوش الأثرية المتنوعة، مستعرضة ما حظيت به المرأة من مكانة كبيرة في الحكم وفي بناء المساجد ودور التعليم، مما يعكس تحضر الحياة الاجتماعية والاقتصادية باليمن في تلك الحقبة، ويظهر ذلك تمكين النساء وتمتعهن بحرية التصرف في أملاكهن.
عقب ذلك تم فسح المجال للنقاش، حيث طرح الحضور أسئلة وقدموا إضافات تفاعلت معها المحاضرة.